ابتلع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط في 2021، أزيد من 4400 مهاجر سري، كانوا في طريقهم نحو إسبانيا، من بينهم 205 أطفال، وأزيد من 620 امرأة، والأدهى أن جل الضحايا لم تتمكن أسرهم من استعادة جثثهم، التي ابتلعها المحيط، بنسبة فاقت 94 بالمائة. وحاول المهاجرون المغاربة، وآخرون من دول إفريقية أخرى الوصول إلى إسبانيا دون جدوى، خاصة الذين اختاروا طريق جزر الكناري، إذ غرق فيها أزيد من 90 بالمائة من الضحايا، (4016 ضحية) كانوا على متن 124 ناقلة. وكشفت «الصباح» في مقال سابق، تواطؤ مسؤولين دركيين ورجال سلطة مع مافيا الاتجار بالبشر، وكيف يضغط بعضهم على الصيادين للحصول على قوارب الصيد واستبدالها بأخرى مزورة، من أجل إنجاح هذه الجرائم، ما أدى إلى تنقيل بعضهم، بعد فاجعة وفاة أزيد من 30 مهاجرا من منطقة أبي الجعد، والتي كشفت هذا التواطؤ. وبما أن الصراع بين المغرب والاتحاد الأوربي حول الهجرة، بلغ ذروته في الآونة الأخيرة، وأسفر في نهايته عن تشديد الحراسة على منافذ المتوسط، فإن أغلب الضحايا انطلقوا من سواحل الأقاليم الجنوبية في اتجاه جزر الكناري، ولقوا حتفهم قبل الوصول. وصرحت «هيلينا مالينو»، وهي متحدثة عن مؤسسة «كاميناندو فرونتيرا» لوكالة «رويترز»، قائلة «إنه أمر مروع. هذه أسوأ أرقام نجمعها منذ أن بدأنا الإحصاء في 2007». وأضافت أن «الحد الأدنى لأعداد الضحايا هو 4404. والحقيقة هي أنه قد يكون هناك المزيد». عصام الناصيري