السكر التراكمي ارتفع في دم حميد وشبكية عينه انتفخت والخوف مستمر من أعراض أخرى لم تنته معاناة حميد (اسم مستعار)الجسدية والنفسية، بعلاجه من فيروس «كورونا» بعد نحو شهر من الألم والخوف والتوجس. مرت 3 أشهر على شفائه وما زالت ندوب هذا الوباء موشومة في جسده في شكل تداعيات أمراض أخرى مزمنة تفاقمت نتيجة الأدوية المستعملة وظروفه النفسية. 27 يوما قضاها في أطول حجر قلت فيه تغذيته وهزل جسده وزاد رقم أدويته ونوعها وتكاليفها. لم يعر اهتماما لنفقات تضاعفت مرات ولا ما يكلفه استهلاك فيتامينات وأدوية باهظة الثمن بقدر تطلعه ليوم تعود فيه لجسده حيويته ويتخلص من تعب وإرهاق وتداعي كل الجسد للألم شهرا. اختنقت أنفاسه وأحس بالموت وشيكا. أدرك أن الفيروس قد يهزم عزيمته وصبره إن تضاعف خوفه أو اهتزت نفسيته، دون أن يفقد الأمل في حياة ممكنة ولو بداء تعايش معه مع مرور الأيام، إلى أن ثبت خلوه منه، بتحليلة أعلنت هجران الفيروس لجسده. فرحته لم تكتمل رغم ابتهاجه بنتيجة التحليل السلبية وعودة حاسة الشم تدريجيا. شيء ما في صدره لم يكن على ما يرام. سعاله متعب وحتم زيارته طبيبة مختصة في الأمراض التنفسية. لم تكن النتيجة مطمئنة. التحاليل كشفت أن 20 بالمائة من رئته، تحتاج تدخلا طبيا يعيد إليها عافيتها. شهر آخر من الانتظار والتوجس مثقل بأدوية أخرى مختلفة إضافية بعدما مل كل ما يبلع، انضاف وضاعف المعاناة. كل ذلك لم ينل من عزيمته القوية ولو اهتزت نفسيته من جديد. في كل مرة يضيق فيها صدره على التحمل، يتذكر قول والدته البعيدة «الراحة كتدخل بالشوية ماشي بالزربة». انتهت المدة وجاءت نتيجة التحاليل مطمئنة وسارة. وطالما أنه مبتل بأمراض مزمنة بينها داء السكري، كان لا بد من التثبت من نسبة السكر في الدم وتغيير الوجهة لعيادة طبيب السكري والحمية. لقد وضع نصب عينيه، علاج كل جزء من جسده على انفراد، كما لو كان آلة بعطب تقني. خزان السكر التراكمي لنسبته في الدم قارب 9 ملغرامات، والمعدل اليومي يقارب 3. حقيقة مرة اهتز لها توازن نفسيته المسترجع تدريجيا. نوعية أدوية تناولها للعلاج من فيروس «كورونا» وضرر الرئة، سبب رئيس في هذا الارتفاع المخيف، كما اختلال نظام الحمية وتغير نمط التغذية. وطالما أن لارتفاع نسبة السكر في الدم، تأثير على أعضاء أخرى من الجسد، كان لا بد من زيارة عيادات أخرى، خاصة لطب العيون. والمفاجأة كانت صادمة بعد المسح الضوئي لأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي. شبكية العين أصيبت وانتفخت بسبب استفحال مرضه بداء السكري. أدوية أخرى وصفتها الطبيبة المختصة، يتناولها وخوفه زاد من ظهور أمراض أخرى أكثر تعقيدا، إذ يبدو أن ل»كورونا» وأدوية العلاج منها، أعراضا جانبية، سيما على أمثاله من المرضى بأمراض مزمنة تفاقمت رغم مرور 3 أشهر على شفائه من الفيروس الذي هلك جسده ونفسيته المهزوزة. حميد الأبيض (فاس)