خلاف تطور إلى تلاسن وعراك وانتهى بطعنات قاتلة للضحية أوقفت فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بالفقيه بن صالح، الخميس الماضي، متهما بقتل نديمه بعد خلاف نجم عن سوء تفاهم بينهما خلال جلسة خمرية، وأفضت المواجهة بينهما إلى سقوط الضحية جثة إثر ضربة خاطفة بأداة حادة حسمت الأمر بينهما بعد أن سقط المنافس صريعا، قبل أن يلوذ المتهم بالفرار بعد أن علم بوفاة خصمه. ولم يمض على فراره من مسرح الجريمة إلا بضع ساعات، قبل أن يتمكن المحققون من تحديد هويته وإيقافه في دوار غير بعيد عن الفقيه بن صالح، ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بتنسيق مع النيابة المختصة، لتعميق البحث معه وعرضه على العدالة فور استكمال كافة إجراءات التحقيق. ويتعلق الأمر بشخص يبلغ من العمر 28 سنة، من ذوي السوابق القضائية المتعددة، لم تغير في سلوكه سنوات العمر التي قضاها وراء القضبان، وكان يعود لارتكاب حماقاته كلما أتيحت له فرصة لقاء مرافقيه، وكان لا يتردد في مواجهة كل من يعتبره خصما أو عدوا له. ولم ينج الضحية البالغ من العمر 50 سنة الذي كان ينادمه ليلة وقوع جريمة القتل، من بطشه بعد نشوب بينهما خلاف عابر، تحول إلى مواجهة دموية انتهت بسقوط الضحية جثة. وأشارت المعطيات الأولية للبحث إلى أن الموقوف عزم ليلة الخميس الماضي، على إحياء ليلة خمرية مع الضحية في منزله، بعد توفير مستلزمات جلسة ممتعة، تزيد كؤوس الخمر من حماسها وترفع من مؤشر " النشاط"، سيما أن الفاعل يعلم جيدا بمتعة الليالي التي لا يتردد في حضورها مع رفاقه. ولم يكن الضحية الذي كان يجالسه، يعلم أن نهايته حانت بعد أن احتدم الخلاف بينهما، و تطور إلى عراك بالأيدي، انتهى بتوجيه القاتل طعنة قاتلة، ما تسبب في وفاته متأثرا بجراحه بعد نقله إلى المستشفى الجهوي ببني ملال. وبعد أن علم القاتل بخطورة ما اقترفت يداه، غادر مسرح الجريمة مخلفا وراءه الضحية يصارع الموت، واختفى عن الأنظار في انتظار أن يهدأ الوضع، ويرحل عن المدينة تفاديا للوقوع بين أيدي عناصر الأمن التي علمت بالخبر، وشرعت في وضع السيناريوهات لمباغتته في مخبئه. وأسفرت الأبحاث والتحريات الميدانية المكثفة عن تحديد هويته، واعتقاله بمنطقة قروية بالقرب من دوار أولاد زمام على بعد ثمانية كيلومترات من الفقيه بن صالح، بعد أن لاذ إليها بعد أن علم بوفاة نديمه جراء الضربات الغادرة التي تلقاها، ولم تترك له حظا في النجاة، رغم محاولات إسعافه بقسم العناية المركزة بمساعدة فريق طبي، لكن قوة الطعنة وما ترتب عنها من نزيف دموي حاد حال دون إنقاذ حياته. وخلف موت الضحية أثرا حزينا في نفوس أصدقائه ومعارفه بالفقيه بن صالح، الذين طالبوا بمزيد من الحملات الأمنية في النقط السوداء بالمدينة التي يستغلها مروجو الخمور والسموم، لتزويد متعاطيها بكميات تعطل وظيفة عقولهم وتحولهم إلى أدوات قاتلة، سرعان ما تصيب أهدافها. سعيد فالق (بني ملال)