“الصولد”… فرصة ومناسبة

مغاربة يقبلون بكثافة على موسم التخفيضات وبعضهم يفضل "الريباخاص" الإسبانية "الصولد"، "الريباخاص"، "الهميزات"، "الريكلام"، مرادفات مختلفة لموسم واحد يتكرر في السنة مرة واحدة بعدد من المدن المغربية الشهرية بمحلاتها التجارية وأسواقها، ويتناسب عادة مع موسم التخفيضات الكبير بأوربا الذي افتتح أبوابه رسميا أول أمس (الثلاثاء). الإقبال منقطع النظير، منذ أيام، على عدد من المحلات التجارية، خصوصا المحلات المتخصصة في ملابس النساء والأطفال، وأكسوسوارات التجميل والأناقة والتجهيزات الإلكترومنزلية، وبنسبة أقل ملابس الرجال الذين لا يعيرون اهتماما كبيرا لعادة الشراء، خصوصا الملابس وإن كانت بأسعار مخفضة، عكس النساء. الموسم يشكل مناسبة لعدد من الأسر للاستفادة من ملابس ومقتنيات تحمل توقيعات ماركات تجارية عالمية بأثمنة تراعي موازنتهم الشهرية، بينما يفضل آخرون السفر بعيدا إلى شمال المغرب والانتظار في طوابير طويلة، في انتظار فرصة العبور إلى سبتة ومليلية المحتلتين، حيث تعج المحلات التجارية الاسبانية بجبال من البضائع (الملابس على وجه التحديد) التي يقبل عليها المغاربة بنهم. "الرخا لله" بـ"الموروكومول" صائدو التخفيضات والباحثون عن الماركات العالمية وجدوا ضالتهم في أكبر متاجر البيضاء كان اقتناء الملابس والمجوهرات والحقائب من "موروكومول" بالبيضاء، حلم العديد من البيضاويين، إذ يكتفي بعضهم بـ"التفرج" من بعيد على الموديلات دون التجرؤ على الاقتراب منها نظرا لثمنها الباهظ، فيما البعض الآخر، وبعد جولة طويلة بهذا المكان الذي أضحى مفخرة للبيضاويين والمغاربة على العموم، يفضل شرب القهوة في إحدى المقاهي المصطفة في الطابق الثالث. لكن اليوم، تحول الوضع، وأضحى بإمكان، الكثير من البيضاويين، اقتناء ما يناسبهم من "موروكومول"، مستغلين موسم التخفيضات الذي حط الرحال بالمركب التجاري منذ أيام. تخفيضات وصلت إلى 70 في المائة كانت كافية لتجعل قفة التبضع للكثير من العائلات مليئة بالمشتريات، كانت مناسبة لتطفئ لهيب لهفة بعض العائلات وتقتني ما كان في السابق ثمنه باهظا، وتحقق حلمها. الحلة الجديدة للعديد من المحلات، استطاعت جذب الكثير من الزبناء، وشجعتهم على تجاوز عتبتهم، والعبث في بعض المعروضات، ورمي أخرى في المكان غير المخصص لها، في انتظار أن يأتي زبون آخر، "ويقلب ويشقلب فيها" حتى يأتيها العفو ويختارها زبون لتكون له. المئات من الزبناء يحطون الرحال بهذا المركب التجاري الضخم، يتهافتون على السلع، ويتدافع البعض منهم في ما بينهم، محاولين الوصول إلى "الهميزة" قبل الآخرين. أعين البعض على كل السلع، تمنى البعض منهم إن كانت له أكثر من يدين ليحمل أكبر عدد من السلع، لكن للأسف ، لا يمكن ذلك، فيستعينون بخدمة أحد وكلاء المحل، الذين يتمنوا انتهاء هذا الموسم وأن يعود الوضع إلى طبيعته. أجبر موسم التخفيضات الذي ينتظره محبو التسوق والتبضع بفارغ الصبر، المحلات التجارية على التخلي عن "التاويل"، ولمستها الخاصة في عرض سلعتها، فاضطرت إلى الاستعانة بـ"سلل" كبيرة وضعت فيها معروضاتها وسلعها، وكأنها في سوق للملابس المستعملة في حي شعبي، فيما تخلى وكلاء التجاريين للمحلات الحاملة لأسماء ماركات عالمية، خلال هذا الموسم، عن ابتساماتهم الرقيقة، واكتفوا بمهمة البحث عن المقاييس المناسبة لزبناء التخفيضات وعن ألوان مختلفة لموديلات معينة. "في كل موسم للتخفيضات يرتدي المول زيا جديدا، وهذه السنة كان الزي مختلفا، إذ استطاع جذب عدد كبير من الزبناء، وليس في نهاية الأسبوع فقط، إنما في بحره أيضا"، وأضاف شاب في العشرينات من عمره، أنه اختار المول لاقتناء آخر الموديلات وبأثمنة مناسبة، ولا حديثه في ثانويته إلا عن هميزات المول، "الأمر الذي دفعني إلى الالتحاق بزبناء التخفيضات، واستغلال هذه المناسبة". إيمان رضيف "ريكلام" بالعاصمة على طول الشوارع والأزقة المكونة لحي أكدال، القلب التجاري للعاصمة الرباط، وحتى محلات الماركات العالمية التي تتوزع على الواجهات التجارية الكبرى، زينت المحلات التجارية بعلامات بارزة تعلن انطلاق موسم التخفيضات. أشكال هندسية بألوان بارزة تعلن نسب التخفيض على السلع المعروضة التي تظل الملابس العنصر الرئيسي لها، ومحور اهتمام الزبناء وأصحاب المحلات الذين يرون فيها فرصة لتحقيق رقم معاملات مهم.فترة "الصولد" يراها العديد من سكان الرباط فرصة لا تعوض لاقتناء ملابس من ماركات عالمية بأثمان مناسبة "بعض المحلات أعلنت حلول المرحلة الثانية من التخفيضات، وهذا يعني التمكن من اقتناء ملابس ذات جودة عالية بثمن بخس، قد يصل إلى 70 في المائة من ثمنها الحقيقي خارج فترات التخفيض"، تقول زينب، (26 سنة)، التي تعرف نفسها بمدمنة التسوق خلال فترات التخفيض.عديدون هم مثل زينب يترقبون فترتي التخفيضات، الشتوية والصيفية، يحرصون على الادخار في باقي شهور السنة انتظارا للموعد المنشود. "صراحة قبل ثلاث سنوات، صرت أترقب الصولد وأضع له ميزانية خاصة، فمن جهة أستطيع التوفير ماديا دون أن أقصر من جودة ما أرتدي"، تقول منال وهي تبحث جاهدة عن الرقم المناسب لقامتها، مؤكدة أنها تقبل أكثر على شراء الملابس الصيفية في تخفيضات الشتاء، والعكس إن وجدت في موسم التخفيضات الذي ينطلق بداية شهر يوليوز "اليوم مثلا وجدت "تيشورت" كانت شقيقتي اقتنت مثله في الصيف الماضي ب300 درهم، لا يتجاوز ثمنه 120 درهما مع التخفيضات الحالية، الأكيد أنني سأقتنيه لأنه في واقع الأمر لا يهمني كثيرا أن يكون ما أرتديه يتطابق مع صيحات الموضة، بقدر ما يجب أن أكون مرتاحة في ملابسي". هجر المغلي سبتة...جنة الباحثين عن"الريباخاص" يشهد المركز الحدودي باب سبتة، مذ حوالي أسبوع، اكتظاظا شديدا، يثير الدهشة، بسبب توافد مئات المغاربة على متن سياراتهم الخاصة متجهين صوب المدينة المحتلة، للاستفادة من التخفيضات السنوية التي تعلن عنها معظم المحلات والمراكز التجارية والأسواق الممتازة الإسبانية، وانطلقت رسميا أول أمــــس (الثلاثاء).وعاينت "الصباح" في الساعات الأولى، صباح اليوم نفسه، مئات من السيارات متوقفة في طوابير طويلة وصلت إلى وسط الفنيدق (حوالي ثلاث كيلومترات عن النقطة الحدودية)، تنتظر دورها لعبور النقطة الحدودية، ما ساهم في تكدس عدد كبير من السيارات بين المعبرين، كما أدى إلى تعثر حركة السير دام ساعات طويلة.وتعرف مختلف المراكز التجارية بسبتة، في هذه الفترة من كل سنة، إقبالا منقطع النظير، حيث تشهر على واجهاتها إعلانات بمختلف الألوان كتب عليها باللغة الإسبانية "ريباخاص"، إذ لا يمكن أن تمر أمام واجهات المتاجر بالشارع المعروف بـ" كايي ريال" دون أن تجلب انتباهك لافتات، أو ملصقات تعلن عن تخفيضات بنسب متفاوتة تتراوح بين 30 إلى 70 في المائة. إعلان التخفيضات بالمدينة المحتلة هو عرف أوربي مرتبط باحتفالات الميلاد، فالكثيرون يحجون إلى المدينة في هذا اليوم للاستفادة منه، منهم حاملين جوازات السفر التطوانية التي تخول لهم الدخول دون تأشيرات، أو أولائك القادمين من مدن مغربية أخرى بتأشيراتهم، إذ شوهدت سيارات مرقمة بمدن مختلفة تلج المدينة، حيث تجمع الكثيرون ببعض الشوارع قرب المحلات المنخرطة في موسم التخفيضات.وتحتل محلات الألبسة النسائية لائحة المحلات التجارية الأكثر امتلاء متبوعة بألبسة الرجال والأطفال، كما شهدت محلات الإلكترونيات بدورها الاكتظاظ والإقبال نفسه.وعاينت "الصباح" بعضا من تلك المحلات، حيث لاحظت وجود فارق في الأثمنة بين تلك التي كانت معلنة من قبل وتلك التي عوضتها، ما يجعل الكثير من هواة الماركات العالمية يقدمون على شراء ما استطاعوا من تلك المعروضات، فيما قال تجار إن نسبة التخفيضات ليست بذاك المستوى الكبير، الذي يمكن تحمل مشاق الطوابير والدخول إلى الثغر المحتل بسببه. يوسف الجوهري (تطوان) "الصولد" يدوخ المراكشيات مازالت فترة التخفيضات مستمرة بمحلات الملابس الجاهزة بمراكش، التي يقبض عليها زبناء معروفون بالنواجذ من أجل الظفر بملابس جديدة تحمل توقيعات ماركات عالمية، دون تجاوز السقف المحدد للميزانية.وشهدت الأسواق والمساحات الكبرى إقبالا كبيرا تزامن مع احتفالات السنة الميلادية والعطلة المدرسية، إذ استقبلت متاجر الماركات العالمية خاصة بأسواق "المزار" بالمنطقة السياحية أكدال وشارع مولاي رشيد "البرانس" وحي كليز مجموعة من الوافدين على المدينة، في وقت شكلت المناسبة فرصة لأصحاب المحلات للتخلص من بضائعهم المكدسة في المخازن.ويمكن "الصولد" النساء، على وجه التحديد، من شراء الملابس بأثمنة في متناولهن، كما أن هذه الفترة مناسبة للتسوق واقتناء الملابس من كبريات الأسماء العالمية في عالم الموضة والأزياء.وتختلف النساء في قضية التسوق، فبعضهن يتسوقن للحاجة، والبعض الآخر لزيادة الأغراض دون وجود حاجة أساسية لها. وفي هذه الأيام، التي تتزامن مع فترة التخفيضات تثير انتباهك نساء، محملات بأكياس مملوءة، خاصة في شارع الأمير مولاي رشيد والمركز التجاري " المزار" وشوارع حي كليز.وليس المستهلك وحده من ينتظر فترة التخفيضات، فالتاجر وأصحاب المحلات الكبرى يراهنون عليها كثيرا، إذ تمكنهم من رفع مبيعاتهم خلال هذه الفترة المهمة من أجل تحقيق رقم معاملات جيد، عبر تصريف محتويات المخازن بأثمنة مخفضة.غير أن أحد العاملين أكد لـ"الصباح" أن هامش الربح يكون ضعيفا خلال فترة التخفيضات، على اعتبار أن المحلات تكون أمنت أرباحا كبيرة في الفترات العادية، وهي تراهن في فترة التخفيضات على تصريف التشكيلات التي تتمكن من بيعها. نبيل الخافقي (مراكش) التخفيضات وسيلة تحايل على جيوب المواطنين لم تعد الدعاية للتخفيضات في أسعار المنتوجات والبضائع أو "الصولد"، تقتصر على المحلات التجارية عند حلول كل سنة ميلادية، بل اخترقت الشبكة العنكبوتية بشكل لافت للانتباه، بعدما عمدت شركات وموزعين إلى استغلال منتديات الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي، لإعلان تخفيضات تسيل اللعاب، فيما يشبه حيلة جديدة بديلة عن الدعاية المباشرة بالمتاجر، التي انتبه الزبناء إلى أن بعضها مجرد عملية للنصب والاحتيال عليهم لبيع أكبر عدد من القطع وتحقيق أرباح باهظة. يفاجأ زائر قسم خاص بتبادل الإيمايلات التجارية بمنتدى إلكتروني نسائي، على سبيل المثال، بإعلان منمق منشور قبل ساعات من حلول السنة الجديدة، ومكتوب بلغة مثيرة ومشجعة للإقبال على تشكيلة متنوعة من القفطان المغربي بقياسات مختلفة وأثمنة مناسبة جدا، مع الحرص الشديد على إبراز مزايا وجودة صنع كل لباس بلغة وأوصاف مثيرة من قبيل "جوهرة"، مع الإخبار بالتسليم يدا بيد بالنسبة إلى بنات فاس، وعبر البريد لغير القاطنات بهذه المدينة، بعد تحويل المبلغ ومصاريف الشحن طبعا.عدة متاجر لجأت إلى هذه الطريقة الجديدة للكشف عن تلك التنزيلات في أثمنة الألبسة والأحذية وغيرها من السلع، دون أن يمنع ذلك من استمرار العرض المباشر لتلك التخفيضات، بأبوابها بطرق لا تخلو بدورها من إبداع في تزيين عبارة "صولد" باللغتين العربية والفرنسية وبالألوان والأضواء المثيرة، مع الحرص على تبيان نسبة التخفيض المتراوحة بين 20 و50 بالمائة، رغم غياب أي دليل مؤكد لوجود تلك التخفيضات في غياب الأثمنة الحقيقية للمواد المزعوم عرضها في "الصولد". بشارعي محمد الخامس والجيش الملكي وبقلب المدينة العتيقة لفاس وبمختلف الأحياء، أضحت هذه العبارة، ميزة غالبية المحلات التجارية التي يتنافس أصحابها في إشعال فتيل وحمى "الصولد" تزامنا مع بداية السنة الجديدة، عبر إعلانات ولافتات بأحجام مختلفة تكشف عن عروض كبيرة لجلب أكبر عدد من الزبناء، دون أن يكلف أصحابها أنفسهم عناء الكشف عن أسعارها الحقيقية وتلك المخفضة حتى يتضح للزبون الفارق كي لا يسقط ضحية نصب واحتيال يستهدف جيبه عن سبق إصرار.وتبقى نسبة مهمة من تلك التخفيضات المعلنة بمختلف الطرق، غير مبنية على قوانين وقواعد تجارية صحيحة، ولا تخضع إلى أي ضوابط معينة أو مراقبة من قبل الجهات الموكول إليها ذلك وجمعيات حماية المستهلك، التي تكتفي بالتفرج عن الاستنزاف الممنهج لجيوب المستهلكين، من دون أي تدخل للتأكد من صحة نسب تلك التخفيضات المزعومة، كما عليه الأمر بالدول المتقدمة. حميد الأبيض (فاس)

“الصولد”… فرصة ومناسبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجامعة الأمريكية بالشارقة تبحث عن طلبة مغاربة

تلفيق تهمة الخيانة الزوجية لرجل بسيدي بنور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات