3 أسئلة : أردوغان و فخ المراهنة على الخارج

كيف تفسرون أسباب أزمة الحزب الحاكم في تركيا؟لا شك أن حزب العدالة والتنمية التركي، وكما هو الشأن بالنسبة إلى كل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية حديثة العهد بالشأن العام، سقط في فخ المراهنة على الولاءات الخارجية، وإعطاء الأولوية لأجندات إقليمية وعدم التركيز على مواجهة الإكراهات الداخلية، خاصة في ما يتعلق بمكافحة الفساد وتعزيز المسار الديمقراطي والتنموي ومواجهة الإشكالات الاجتماعية، كما أن مراهنة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان على الخارج ، وحدت ضده قوى المجتمع وسهلت مأمورية إسقاط حكومته. لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن حزب العدالة والتنمية التركي قد راكم تجربة سياسية مهمة، واستفاد من الصعوبات التي واجهها في بداية مساره السياسي الذي انتهى بالوصول إلى كرسي الحكم، إذ تمكن أعضاء من التمرس على العمل في نظام علماني، ومن الانخراط في المعايير الصارمة للاتحاد الأوربي الشريك الأول لتركيا، وتمكنوا من تبديد المخاوف الأوربية تجاه الأحزاب السياسية الإسلامية، وما يمكن أن تشكله من تهديد للمقومات والمبادئ الديمقراطية. كما يجب أن لا نربط نجاح التجربة التركية في مجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا ريادتها الإقليمية بمجيء حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، على اعتبار أن النظام العلماني السائد هناك منذ عقود قد ساهم بشكل كبير في توفير البنيات الاستقبالية وتهييء الأجواء الديمقراطية التي سمحت لرفاق أردوغان بالعمل السياسي في إطار دولة المؤسسات والقانون. ألا تعتقدون في الأمر تصفية حسابات سياسية بين إسلاميي تركيا ؟لا يتعلق الأمر بحسابات سياسية بقدر ما ترتبط المسألة بثقة باقي الفاعلين في الحقل السياسي التركي في حزب العدالة والتنمية، على اعتبار أن قوى المجتمع تنظر إلى الحزب الإسلامي بعين من الشك والارتياب، وهو ما وقع في مصر، حيث توجس باقي الفرقاء من أن يكون في وصول حزب العدالة والحرية وفي تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية إقصاء للآخرين. كما أن تواصل الأحزاب الإسلامية بما فيها حزب العدالة والتنمية التركي مع باقي مكونات المجتمع يطبعه الكثير من الحذر وهو ما أساء كثيرا تجارب الإسلام السياسي في المنطقة. هناك من يقول إن هناك استهدافا لتجربة الاسلاميين في تركيا، هل تتفقون مع هذا الطرح؟ كما هو الشأن بالنسبة إلى كل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فإن حزب العدالة والتنمية التركي يبالغ في الترويج لنظرية المؤامرة والاستهداف، وهو ما أعتبره هروبا إلى الأمام، ومحاولة من أصحابها لتبخيس العمل السياسي، ونسف عمل المعارضة، التي يكون عليها، في كل دول العام أن تكشف اختلالات عمل الأغلبية ونقائص الأداء الحكومي، سواء تعلق الأمر بأشخاص أو بمؤسسات، على اعتبار أن نشاط المعارضة وقوتها هو ما يرفع دينامية الحقل السياسية.إدريس لكريني , مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات وأستاذ القانون العام بجامعة القاضي عياض (مراكش) أجرى الحوار: ياسين قُطيب

3 أسئلة : أردوغان و فخ المراهنة على الخارج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري : غولان... أب الإسلام الاجتماعي التركي

فساد في بيت العدالة والتنمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات