“الكابرانات”… عقدة اسمها “المروك”

عودة إلى جذور العداء التاريخي للجزائر منذ قصة الأمير عبد القادر ورصد لمظاهر الكراهية تجاه المملكة لماذا يكره «كابرانات» الجزائر المغرب؟ سؤال تتطلب الإجابة عنه السفر قرونا إلى الوراء، لفهم الجذور التاريخية لهذا العداء وكشف خبايا العقد الجزائرية تجاه المملكة، منذ الحروب بين المرينيين والزيانيين، الذين كانوا يحكمون جزءا من المغرب الأوسط، والتي كانت غالبا ما تؤول نتيجتها لصالح بني مرين، مرورا بقصة «الخيانة» التي تعرض لها الأمير عبد القادر من السلطان المغربي المولى عبد الرحمان، وتخليه عن نجدته (حسب الرواية الجزائرية)، إلى استقلال المغرب، عن الحماية الفرنسية، الذي اعتبره المقاومون في الجارة، «غدرا» للثورة الجزائرية. ومباشرة بعد استقلال البلدين، بدأت بوادر الصراع تظهر بينهما، حين رفضت الجزائر، ترسيم الحدود ومنح الأراضي التي ورثتها عن الاستعمار الفرنسي، إلى المغرب، قبل أن تحشر أنفها في قضية الصحراء وتقدم دعمها لجبهة «بوليساريو»، تحت مبرر الدفاع عن الشعوب «المحتلة»، في حين أن الهدف الأساسي كان عرقلة مسيرة التنمية والازدهار في المغرب، الذي اختار الاصطفاف مع الولايات المتحدة الأمريكية والليبرالية، في الوقت الذي اختارت الجزائر الاتحاد السوفياتي والاشتراكية، التي أثبتت فشلها مع مرور الأيام والتجارب. لقد استطاع المغرب أن يتفوق على المغرب في العديد من المعارك. لعل أهمها حرب الرمال، التي أخرجت الرئيس الجزائري حينها أحمد بن بلة، عن طوعه، ليقول قولته التاريخية التي ما زال صداها يتردد في السياسة الجزائرية إلى اليوم «المراركة حكرونا»، قبل أن يطيح به وزير دفاعه آنذاك الهواري بومدين، ويتولى بنفسه السلطة، مؤسسا لعقيدة العداء الأبدي للمغرب، التي سار على نهجها جميع «الكابرانات» بعده، ثم كانت معجزة «المسيرة الخضراء»، التي نسج الحسن الثاني خيوطها بحبكة وإبداع كبيرين، وأدت إلى إنهاء الاستعمار الإسباني في منطقة الصحراء، ما شكل ضربة قوية للنظام الجزائري الذي شعر بصدمة كبيرة بعد نجاح المخطط السلمي للملك الراحل، لكن المعركة الكبرى التي انتصر فيها المغرب، و»ما تسرطاتش» للجزائر، هي معركة المصالحة مع الماضي والتنمية الاقتصادية التي جعلت منه نموذجا في المنطقة، علما أنه لا يتوفر على الثروات النفطية التي تملكها الجزائر، وهي الثروات التي كان بإمكانها أن تعبر بالجزائر وشعبها نحو ضفة البلدان المحترمة، لولا أن «كوّش» عليها «الجنرالات»، تاركين مواطنين يعانون أوضاعا معيشية سيئة، واقتصادا على حافة الهاوية. وبدل أن يتفرغ «الكابرانات» إلى مشاكلهم وأزماتهم الداخلية، ركزوا كامل اهتمامهم على المغرب. يصرفون الأموال الطائلة على «اللوبيات» في المحافل الدولية من أجل عرقلة أي تسوية للنزاع في الصحراء، يحاكون مهرجاناته واحتفالاته، يتنافسون معه حول من له الأحقية في الكسكس والقفطان والطريقة التيجانية، بل وصل بهم الأمر إلى بناء مسجد أرادوه أن يكون ثالث أكبر مسجد في العالم بعد مسجدي مكة والمدينة، «ضد» في مسجد الحسن الثاني، ثم ادعوا، في إحدى قنواتهم المثيرة للكثير من الضحك، أن «الكتبية» جزائرية في الأصل، وجبل «توبقال» أيضا. عقدة العداء، ستصل أوجها، مع الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية، وبافتتاح العديد من البلدان لقنصلياتها في الداخلة والعيون وبتحرير معبر «الكركرات» أمام تضامن عالمي غير مسبوق، وهو ما أصاب «الكابرانات» بالسعار، ثم تحول السعار إلى جنون رسمي، حين قطعوا العلاقات الدبلوماسية وأغلقوا حدودهم الجوية على الطائرات المغربية واتهموا المملكة بالتورط في حريق غابات الجزائر واستهداف شاحناتها وقتل مواطنيها وتمويل «حراكها». في هذا الملف، محاولة للتعرف على جذور العداء ومظاهر العقدة الجزائرية من المملكة. نورا الفواري

“الكابرانات”… عقدة اسمها “المروك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كاريان سنطرال"... صراع البقاء

"أخاصمك آه... أسيبك لا"

مقالات ذات صلة