أموال عاملين بالصحة في مهب الريح

يقترب فيروس كورونا من الاضمحلال، دون أن يتمكن أطباء وممرضون وتقنيون وإداريون بوزارة الصحة من استرداد مساهماتهم المالية التي دفعوها، في 2020، لحساب صندوق لتنظيم المخيمات الصيفية تشرف عليه مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية للعاملين بالصحة.
وقررت الإدارة العامة للمؤسسة، في مارس 2020، تأجيل المخيمات الصيفية لفائدة أبناء العاملين بالقطاع العمومي للصحة، بسبب التداعيات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد، لكن مازالت “تفكر”، طيلة عام و8 أشهر في إعادة الأموال التي تسلمتها من الآباء وأولياء الأمور عن طريق الإيداع البنكي، وتتراوح بين 200 درهم و400 للطفل، بينما بلغ مجموع الأطفال المدرجين في لوائح الاستفادة 800 طفل.
و”تكمدت” إدارة مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية على مبالغ مالية مهمة على “نحو غير مفهوم”، متعللة ببطء الإجراءات الإدارية، في وقت كانت هذه الإجراءات سهلة وميسرة، حين كان آباء الأطفال يدفعون لفائدة حساب بنكي فتحته المؤسسة نفسها لهذه العملية.
وتفادت المؤسسة في بلاغ التأجيل الذي صدر في مارس 2020 الحديث عن إجراءات إعادة المبالغ المالية لأصحابها، مؤكدة أنها ستبقى في تواصل دائم مع المنخرطين، كما أن أي قرار يهم عملية الاصطياف سيكون رهينا بالتطورات المستقبلية المرتبطة بالوباء، سواء على الصعيد الوطني، أو الدولي.
وانتظر المنخرطون الذين أدوا أقساط التخييم لفائدة المؤسسة، ومنهم من دفع حصص ثلاثة أبناء وأكثر، تفاعل الإدارة العامة مع طلبات استرجاع الأموال المودعة التي وصلت إلى حوالي 320 ألف درهم.
ولم يتوصل الآباء بجواب في الموضوع إلا في يونيو الماضي، حين طلب منهم الاتصال بالتقنيين الجهويين للمؤسسة من أجل التنسيق معهم، ويتعلق الأمربـ 12 منسقا.
وطلب من المنخرطين تهييئ ملف إداري يتضمن شهادات التعاريف البنكية ونسخة من بطاقة الانخراط، ووثائق أخرى، توصل بها المنسقون الجهويون بعد أقل من شهر من صدور بلاغ في الموضوع موقع من المؤسسة، وقررت فيه استرجاع المبالغ، بعد إلغاء المخيم الصيفي في أكادير والمضيق، بسبب ظروف الجائحة.
وقال منخرطون إنه مرت، إلى الآن، خمسة أشهر على بلاغ استرداد المبالغ، دون أن يتوصلوا بأي درهم من مساهماتهم، مؤكدين أنهم ربطوا الاتصال مجددا بإدارة المؤسسة، وفهموا أن الملف برمته غير مطروح على جدول أعمال مكتبها التنفيذي.
ي . س