النتائج تؤجج احتقانا بكلميم وكزولة

مواجهات عنيفة مع قوات الأمن وإضرام النار في سيارة باشا وحمام ومقهى خلف الإعلان عن نتائج انتخابات 8 شتنبر موجة احتجاجات في العديد من المدن، وصلت في بعض الحالات إلى اعتداءات جسدية، وأعمال عنف وشغب، وإضرام نار في الممتلكات الخاصة والعمومية. وبلغت الاحتجاجات ذروتها في جماعة سبت كزولة، بإقليم آسفي، حيث لم تنجح عناصر الدرك والقوات المساعدة ومختلف التشكيلات الأمنية، في إخماد الفوضى التي تعرفها الجماعة، الواقعة جنوب شرق آسفي، والتي اندلعت، منذ صباح أول أمس (الخميس)، احتجاجا على نتائج الانتخابات الجماعية بالمنطقة، وعدم إخراج النتائج المتعلقة بمكتبين محليين. وأفادت مصادر مطلعة أن أشخاصا عمدوا إلى إحراق سيارة مصلحة موضوعة رهن إشارة باشا المدينة، بعدما كانت مركونة قرب باشوية المدينة، دون تحديد المتورط أو المتورطين في هذا الفعل الجرمي. وأضافت مصادر "الصباح" أن أشخاصا مجهولين أضرموا النار في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس (الخميس)، في حمام في ملكية أسرة رئيس المجلس الترابي لكزولة (يشغل عمه مهمة رئيس المجلس الإقليمي لآسفي)، كما حاول آخرون إحراق منزل اسرته. من جهة أخرى، هاجم عشرات الملثمين مقهى في ملكية والد رئيس الجماعة الترابية، محمود كريم، إذ قاموا برمي أجهزة تلفاز وكراس وتجهيزات خارج المقهى، وأضرموا فيها النار، في وقت يتساءل فيه العديد من المتتبعين عن دور السلطات التي أصبحت تتفرج على الوضع، دون اتخاذ أي إجراءات لوقف نزيف الفوضى. وقال مواطنون إنهم تعرضوا لمحاولة اعتداء بسبب تصويتهم على مرشحي الأصالة والمعاصرة في عدد من الدوائر الانتخابية، مطالبين السلطات بتوفير الأمن لهم. وقال أحد المواطنين "عيب وعار أن تشعر بانعدام الأمن. كزولة اليوم غير آمنة الخوف والرعب يتملكنا، أصبحنا كمجرمين لأننا اخترنا التصويت على رمز معين"، غير أن أحد مرشحي التجمع الوطني للأحرار، اعتبر ذلك مجرد تهويل وقال "آل كريم جلبوا حوالي 600 ناخب من خارج المدينة للتصويت بالدوائر الانتخابية"، وهو أمر نفاه عضو بالأصالة والمعاصرة وأكد أن "مرشحين طعنوا في أسماء بعض الناخبين المقيدين في اللوائح الانتخابية وصدرت أحكام قضائية في الموضوع"، مضيفا أن هذه الادعاءات غير صحيحة وتزيد من حدة الاحتقان الذي تعرفه كزولة اليوم. وحاصر العشرات من المواطنين مكاتب للتصويت، احتجاجا على ما أسموه "محاولة تزوير إرادة الناخبين"، وإعلان نتائج لصالح محمود كريم، المرشح بالدائرة 4، وكذا الدائرة الانتخابية 17 التي تضم مقعدين (مقعد إضافي للنساء) التي ترشح لها مرشح عن العدالة والتنمية ومنافسه عن الأصالة والمعاصرة. ولم تغلق نتائج المكتبين، منذ مساء الأربعاء الماضي، إذ استمر عد الأصوات إلى حدود الرابعة من صباح أول أمس (الخميس)، بيد أن مجموعة من الأوراق الملغاة كانت محط خلاف بين مندوبي الحزبين ورئيس المكتب. وتؤكد مصادر مطلعة أن النتائج الأولية كانت تشير إلى أن الأصالة والمعاصرة حصل على 12 عضوا، شأنه شأن التجمع الوطني للأحرار، بالإضافة إلى مقعد للعدالة والتنمية، وبالتالي، نتائج المكتبين 17 و4، كانت ستكون حاسمة في حسم الرئاسة، وهو ما أثار نوعا من التوتر و"تجييش" المواطنين، لمحاصرة مكاتب التصويت بالدائرتين الانتخابيتين، ما أدى إلى تطور الأمور وخروجها عن السيطرة، ووقوع حالات فوضى عارمة، من بين مظاهرها منع مرور السيارات والشاحنات والحافلات، علما أن المدينة تعتبر محورا طرقيا مهما يربط بين شمال المملكة وجنوبها. وعمدت السلطات المحلية بتعليمات من عامل الإقليم، إلى نقل صناديق التصويت بالدائرتين الانتخابيتين إلى مقر عمالة آسفي، دون الإعلان عن نتائج هاتين الدائرتين، إلى حدود ظهر أمس (الجمعة). واعتبرت مصادر مطلعة أن السلطات المحلية فشلت في تدبير المرحلة الانتخابية، خصوصا أن المناوشات والمواجهات التي جرت يوم الاقتراع، كانت تنذر بالأسوأ، بيد أن السلطات المحلية تركت المجال فارغا لتعم الفوضى المدينة. على صعيد آخر، اهتزت كلميم، أول أمس (الخميس)، على وقع مواجهات عنيفة مع عناصر الشرطة واندلاع أعمال شغب كبيرة، بعد منع احتجاجات عارمة تم تنظيمها من قبل أنصار عبد الرحيم بوعيدة، مرشح الاستقلال، على نتائج الانتخابات النهائية، التي جردته من مقعد بالبرلمان، على حد زعمه. وحسب مصادر "الصباح"، تحولت محاولات عناصر الأمن العمومي والقوات المساعدة والشرطة، فض تجمعات المحتجين على قرار حذف اسم عبد الرحيم بوعيدة من لائحة الناجحين إلى البرلمان، بعد إعلان فوزه مساء الأربعاء الماضي، إلى عنف مضاد، بعد أن وجدت المصالح الأمنية نفسها وسط مواجهة عنيفة وفر وكر لإرغام حشود قدمت من مختلف أنحاء جهة كلميم واد نون، لإعلان مساندتها لمرشح حزب الاستقلال واستنكارها قرار إسقاطه من عضوية مجلس النواب، وتعويضه باسم مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد احتساب عدد الأصوات. وتفاجأت عناصر الأمن التي حلت بأعداد كبيرة بمقاومة عنيفة من قبل بعض الأشخاص الرافضين لتفريقهم من أماكن الاحتجاج التي نُظمت أمام مقر ولاية جهة كلميم واد نون، ومنعهم من الاحتجاج الذي بدأ سلميا، وهي المناوشات التي استنفرت كبار مسؤولي المصالح الأمنية بكلميم، للحضور إلى مكان الاحتجاج، من أجل فض الاعتصام والمسيرات الاحتجاجية التي عرفت توافد باقي أنصار بوعيدة من مختلف الأحياء والمناطق. وامتد شغب بعض المحتجين إلى الاعتداء على عناصر القوات العمومية، إذ تم إبداء مقاومة عنيفة في حق أفرادها برشقها بالحجارة وتكسير واجهات السيارات المركونة، بعدما لم يتقبل الغاضبون محاصرتهم ومطاردتهم لفض جموعهم وإعادتهم إلى بيوتهم، إذ قرروا القيام بأعمال شغب ومهاجمة السلطات الأمنية، ما نتجت عنه مواجهات عنيفة، قبل الاستعانة بتعزيزات أمنية إضافية، والسيطرة على الوضع بعد دقائق حاسمة. ويأتي الاحتقان الذي تعيش على وقعه كلميم، بعد إعلان عبد الرحيم بوعيدة، الرئيس السابق لجهة كلميم وادنون، والمرشح للانتخابات التشريعية باسم حزب الاستقلال، قراره الاعتصام أمام مقر ولاية الجهة، احتجاجا على تجريده من مقعد البرلمان وتعويضه بمرشح التجمع الوطني للأحرار. واتهم بوعيدة في بث مباشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والي جهة كلميم واد نون "بتغيير" نتائج الانتخابات لصالح مرشح الأحرار، رغبة منه في نيل رضى من يهمهم الأمر. كما وجه أصابع الاتهام إلى السلطات المحلية باستغلال مكاتب التصويت التي لم يكن له فيها ممثلون، "ليفعل فيها الوالي ما يشاء" حسب تعبيره. وبعد إعلانه رفض سلوكات العنف والفوضى التي عمت الشارع العام، قرر بوعيدة مغادرة جهة كلميم واد نون والعودة إلى مراكش للالتحاق بالجامعة ومباشرة مهمة التدريس بها، مشيرا إلى أنه سيفعل ذلك للمساهمة في تنوير عقول المغاربة. ولم يفت مرشح حزب الاستقلال في كلمة وداع، شكره سكان كلميم سواء الذين صوتوا له أم الذين لم يمنحوه أصواتهم، والغيورين الذين تضامنوا معه بالاحتجاج لإنصافه، ومختلف المغاربة الذين وضعوا صوره بحسابات مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة والإعلام، بالقول "سمحوا ليا بغيت نشتاغل ولكن الخطأ ماشي ديالي...سأناضل من أي موقع كنت ولن أنسى كلميم، وأقول للوالي إذا انتزعت مني مقعد البرلمان فمقعدي اكتسبته بقلوب جميع المغاربة". محمد بها ومحمد العوال (آسفي)

النتائج تؤجج احتقانا بكلميم وكزولة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جثة متحللة تستنفر الأمن

الحبس لعشريني بفاس تحرش بجارته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات