جزولي: مناضلون “كومبارس

> كيف تفسرون ظاهرة الأسر الانتخابية التي طغت على لوائح عدد من الأحزاب؟ > هذا تعبير إما عن رغبة في توريث المجال العام وامتيازاته للأقارب حتى لا يدخله أحد، أو فشل في إقناع المواطنات والمواطنين في الانخراط في العملية الانتخابية وهنا يعود المرشحون لـ"الحُشْوَة" الأسهل لملء الفراغ وهي العائلة، وكأنهم يعدون "كاسكروط" للنزهة، وعادة ما لا يعرف أفراد العائلة هؤلاء جملة واحدة من برنامج الحزب الذي يترشحون باسمه. فكيف للناشط الحزبي الذي لا يستطيع تأليف لائحة من بضعة أشخاص أن يدعي القدرة على قيادة جماعة ترابية أو دائرة تشريعية. > هل يتعلق الأمر بثقافة التوريث السياسي خاصة من قبل الزعماء والقيادات؟ > ظاهرة "الزعماء" وتوريث الأحزاب ومقاعد السلطة للأبناء، ظاهرة أكثر انتشارا في عالمنا العربي. وكذلك الحال في الحياة الانتخابية والحزبية المغربية، حيث يأتي الابن على كتف الوالد أو الأصهار، دون الحاجة للمرور، عبر صناديق الاقتراع والمنافسة الشريفة. ويتفاقم المشكل لما يصبح الابن أو الصهر مسؤولا حزبيا، إذ لا يمكن لأحد انتقاده أو محاسبته، لأنه ابن أو صهر الزعيم "المنزه عن الخطأ". > ألا يعبر الأمر عن تحول من مبدأ التطوع لخدمة الصالح العام إلى حرفة لخدمة المصلحة الخاصة؟ > هذه الممارسات أحطت بالحياة السياسية، وأنزلتها إلى ما دون الصفر، وأظهرت العمل السياسي التطوعي، كما قلتم، وكأنه حقل للكسب دون وجه حق. لهذه الممارسات أثر سيء جدا على الحياة السياسية، خصوصا على مناضلي ومناضلات الأحزاب، الذين يفنون عمرهم في العمل الحزبي، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف مجرد "كومبارس" في مشهد بئيس. الحل الأمثل هو انتخاب المرشحين داخل الأحزاب السياسية، وفق مساطر تنافسية، قبل تقديمهم ضمن اللوائح المقدمة للانتخابات العامة. إن الشرعية الانتخابية تبدأ من الجذور، وإذا قدر لابن زعيم أو صهره، أن يفوز بثقة أعضاء حزبه، عن جدارة واستحقاق، دون تدخل من الأب أو الصهر، فله ذلك، شريطة أن يكون الأب أو الصهر قد غادر دفة القيادة على الأقل لمدة ولاية واحدة. أما أن يأتي الابن تحت جناح الأب، ويدعي الاستحقاق، فذلك مجرد خدعة لا تقنع أحدا. أجرى الحوار: ب . ب *باحث في الحكامة الديمقراطية

جزولي: مناضلون “كومبارس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كاميرات تطيح بشرطي سارق

محامون بدائرة الرعب

مقالات ذات صلة