بنعبدالله: الترحال يساوي الفساد

أمين عام التقدم والاشتراكية أكد أن حكومة العثماني طبعها غياب النفس الإصلاحي أكد نبيل بنعبدالله، أمين عام التقدم والاشتراكية أن الترحال، ظاهرة مرتبطة بالفساد والمال، وتعمــق أزمة الثقة والمصداقية في علاقة المواطن بالفضاء السياسي والانتخابي. وأوضح بنعبدالله في حوار مع "الصباح" أن أصعب ما يواجهه الحزب هو الفساد الانتخابي واستعمال المال لشراء الذمم، وحتى لاستمالة المرشحين، معتبرا ذلك تهديدا للبناء الديمقراطي. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني > عانى الحزب في الانتخابات السابقة تراجعا كبيرا أثر على موقعه في الخريطة السياسية. هل قمتم بالتقييم الضروري لتجاوز ضعف حضوركم في البرلمان؟ > الحديث عن "تراجع كبير"، ربما فيه قليل من المبالغة، لا تنس أننا في انتخابات 2015 ، حققنا رقما قياسيا تاريخياً بالنسبة إلى حزبنا لم يعرفه منذ نشأته، فمن حيث عدد الأصوات وعدد المنتخبين الجماعيين، حصلنا على ما يقارب نصف مليون صوتا، وما يزيد عن 1800 منتخب محلي. وسنة بعد ذلك، أي في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 وقع ما وقع لحزبنا، الذي أدى الثمن السياسي عن تحالفاته آنذاك، وتلقى ضربة في تلك الانتخابات عن تشبثه بمواقفه. لقد سبق في عشرات المناسبات، أن أوضحنا هذه الحيثيات السياسية، وقمنا بتحليل لأوضاعنا الداخلية، وصغنا إثر ذلك، خطة "تجذر وانصهار". واليوم نحن أمام سياق آخر وشروط أخرى مختلفة عن 2016. إننا نخوض هذه الاستحقاقات، ونحن في كامل جاهزيتنا، بمرشحات ومرشحين أكفاء، وببرنامج انتخابي طموح وواقعي ودقيق، متطلعين نحو تحسين وضعيتنا في المشهد الحزبي، وتقوية حضورنا في المؤسسات المنتخبة، حتى نتمكن من تحويل أفكارنا إلى تقدم. > لكن سبق أن حذرتم من مخاطر تهدد سلامة العملية الانتخابية. ما هي هذه المخاطر؟ > إن أصعب ما نواجهه هو الفساد الانتخابي واستعمال المال لشراء الذمم، وحتى لاستمالة المرشحين، حيث نعتبر ذلك تهديدا للبناء الديمقراطي. وفي الوقت نفسه، نسعى إلى إقناع الشباب والنساء والأطر للتصويت على حزب التقدم والاشتراكية بشكل عارم، لأن ذلك وحده، ما سيساعد على محاصرة الظواهر والممارسات السلبية التي تشوب الانتخابات. إن القوانين الانتخابية تم التحضير لها جيدا، ونعتبرها في المستوى، إلا أنها وحدها لا تكفي، طالما أن عددا من المرشحين يلجؤون إلى أساليب غير مشروعة ومسيئة للديمقراطية. > اخترتم سياسة الانفتاح على الأعيان لضمان الفوز بأكبر عدد من المقاعد. هل أصبح المناضلون عاجزين عن مقاومة المال الانتخابي؟ > سياسة الانفتاح معتمدة من قبل حزبنا منذ عقود، ومنذ خروجه من العمل السري إلى العمل العلني. وتعتبر على الدوام المؤتمرات الوطنية والانتخابات مناسبات خاصة تتعزز خلالها صفوف حزبنا بطاقات جديدة من مجتمعنا. اليوم، أمام الواقع المتردي المتسم بالفساد الانتخابي، يسعى حزب التقدم والاشتراكية إلى معاكسة هذا المنحى الخطير، لأننا من الذين يدركون جيدا حجم التحديات التي تنتظر بلادنا ورهانات تفعيل النموذج التنموي الجديد. ولذلك نحن حريصون على الإسهام في إفراز نخب قادرة على حمل هذه التحديات.أما أولائك الذين يعملون على حشر بلادنا في زاوية المال الانتخابي والفساد، فإنهم بذلك يدفعون في اتجاه إفراغ المؤسسات المنتخبة من أي محتوى، وفي ذلك مخاطر جدية وكبيرة بالنسبة إلى حاضر ومستقبل بلدنا وبنائه المؤسساتي وطموحه التنموي. من جهة أخرى، عدد كبير من مرشحاتنا ومرشحينا هم مناضلات ومناضلون، بل ومسؤولات ومسؤولون في مختلف أجهزة ومؤسسات الحزب. على سبيل المثال لا الحصر، نتقدم لهذه الانتخابات في دوائر تشريعية محلية من خلال رفيقات كن برلمانيات برسم اللائحة الوطنية خلال الفترة الانتدابية المنتهية، في فاس و البيضاء. > تضررتم من ظاهرة الترحال وانتقال عدد من برلمانييكم ومنتخبيكم إلى الأحرار. ما هو حجم الضرر الذي لحقكم، وهل استقبلتم وافدين من أحزاب أخرى؟ > الأمر يتعلق بعدد محدود جدا لمنتخبين اعتادوا على الترحال. أؤكد لك أن الأمر ليس له تأثير يذكر على الوضع العام لحزبنا، الذي استطاع أن يجتذب من خلال خطه السياسي ومواقفه المشرفة طاقات مجتمعية ستقول كلمتها في الميدان. إن ظاهرة الترحال، مع الأسف، ظلت الأحزاب والساحة السياسية تعانيها بشكل كبير، وهي ظاهرة مرتبطة بالفساد والمال، وتعمــق من أزمة الثقة والمصداقية في علاقة المواطن بالفضاء السياسي والانتخابي. اقتراحات القواعد > حرصتم على اعتماد مسطرة إجراء مقابلات لاختيار نساء اللوائح الجهوية. لماذا لم تشمل هذه المسطرة المرشحين الذكور؟ > إن المسطرة التي اعتمدها حزبنا، بالنسبة إلى اللوائح التشريعية الجهوية، تتعلق بترشيحات ذات بعد وطني تفضي إلى تمثيلية سياسية وطنية، والجهاز المخول له الحسم النهائي هو القيادة الوطنية، حسب القانون الأساسي. وبالنسبة إلى الدوائر التشريعية المحلية (عددها 92)، التي تترأسها نساء أو رجال، بحسب كل حالة، فالاقتراحات المتعلقة بها تعالَج على مستوى الفروع الإقليمية التي تركنا لها سلطة التداول في الموضوع. ولم تعمل القيادة الوطنية سوى على المصادقة على كافة الترشيحات الصاعدة من إرادة القواعد الحزبية في الأقاليم. أيضا، تعلمون أن القوانين الانتخابية الجديدة، عمليا، تــتيح التنافس على المقعد النسائي الأول في كل لائحة تشريعية جهوية. والأهم هنا هو المسطرة التي اعتمدناها في الانتقاء، والتي انطلقت باقتراحات من فروعنا الإقليمية، ثم التداول في مجالس حزبنا الجهوية، قبل المرور إلى مرحلة المقابلات مع المرشحات، عن طريق لجنة من خارج المكتب السياسي. أما المرحلة النهائية، فتمثلت في المصادقة على الترشيحات، من قبل المكتب السياسي واللجنة المركزية. ضعف تمثيلية الشباب > بإلغاء لائحة الشباب بات مطروحا عليكم تدبير حضور الشباب في اللوائح المحلية. ألا تتخوفون من إكراهات استعمال المال في تقليص حظوظ الشباب في الفوز؟ > مسألة استعمال المال تحاصر أي رغبة في فعل سياسي جاد، سواء بالنسبة إلى الشباب أو غيرهم. نحن نسعى لأن يكون هناك حضور قوي للشباب في المؤسسات المنتخبة، ويجب على الأحزاب جميعها تحمل مسؤوليتها بهذا الصدد. فإذا كانت تمثيلية الشباب ضعيفة، فمعنى هذا أن الأحزاب مسؤولة أيضاً. ومن جهة أخرى، لا نكف عن توجيه النداء إلى الشباب من أجل الاقتناع بالمشاركة، لأن التغيير لن يأتي وحده، والانتصار على الفساد، لن يحصل تلقائيا، وإصلاح الأحزاب والمؤسسات المنتخبة لن يتأتى من دون نضال وجهد. المغرب الذي نريد هو بيد الشباب الذي بإمكانه أن يصنعه من خلال الإقبال على المشاركة السياسية، وعلى المشاركة في الانتخابات ترشيحا وتصويتا، وعلى الانتقال من حالة الغضب المشروع إزاء الأوضاع إلى مرحلة الفعل المؤثر والإيجابي مؤسساتيا في الشأن العام. العمل الحكومي ضعيف >كيف ستتعاملون سياسيا مع تقييم تجربة حكومة العثماني التي شاركتم في جزء منها قبل قرار الانسحاب منها؟ > أبدينا وجهة نظرنا نفسها حول الأداء الحكومي، حتى عندما كنا ننتمي إلى الأغلبية، ونبهنا إلى ضرورة الانسجام والانكباب على الإصلاحات الجوهرية، بدل التراشق والتجاذب. وقد غادرنا الحكومة، بسبب عدم الأخذ بتنبيهاتنا تلك. بكل موضوعية، العمل الحكومي اتسم بالضعف وغياب التواصل، وانعدام التماسك بين مكونات الأغلبية جميعها. وقد كانت ولاية حكومية تعد مكوناتها العدة للانتخابات المقبلة، منذ تشكيلها، عوض الانكباب على العمل بما يفيد المواطنات والمواطنين. لقد اتسمت الحكومة الحالية بغياب أي نفس إصلاحي، وهو الأمر الذي حذرنا منه مرارا، وأمام الإصرار على تغليب المشاحنات والنزاعات ذاتها،عوض النفس السياسي والتشبث بالإصلاح، غادرنا الحكومة دون أي ندم، بل كانت جرأة سياسية، أن نتخذ قرار الانسحاب بكل استقلالية، كما اتخذنا قبله قرار المشاركة بكل استقلالية. ونعتز بما أنجزناه في القطاعات التي تشرف حزبنا بتدبيرها، ولا نتملص من مسؤوليتنا، في ما لم ننجح في إنجازه بعد لسبب من الأسباب. المال انتصر في الانتخابات المهنية > كيف تقيمون النتائج التي حصلتم عليها في انتخابات أعضاء الغرف المهنية؟ ولماذا يظل حضور قوى اليسار عموما باهتا في هذا الصنف من الانتخابات؟ > على مر تاريخ حزبنا، هذه هي المرة الثانية، فقط، التي نولي فيها اهتماما بانتخابات الغرف المهنية. وقد تقدمنا خلال اقتراع سادس غشت بترشيحات عددها يكاد يكون رمزياً. وعليه، فنتائج حزبنا في انتخابات الغرف عادية، ويمكن اعتبارها إيجابية، سيما بالنظر إلى الظروف التي طبعت هذا الاستحقاق الانتخابي. فقد أشرنا في أكثر من مناسبة، ونددنا بالاستعمال المفرط للمال في هذه الانتخابات، وهو أمر لا يعكس القوة الحقيقية لهذا الحزب أو ذاك، بل يعكس، بالدرجة الأولى، قوة المال. إن الفائز في الانتخابات المهنية هو المال الانتخابي، مع الأسف. هذا مع إثارة الانتباه إلى أن معظم الأحزاب تراجعت من حيث نتائجها العددية. ومن جهة أخرى، لا يتعين اعتبار أن انتخابات الغرف المهنية يمكن الاعتداد بأنها توجه سياسي محض، طالما أن الهيأة الناخبة مختلفة، وأن منطق التصويت مختلف، مقارنة مع الانتخابات العامة المقبلة، أي اقتراع ثامن شتنبر المقبل. في سطور - من مواليد 3 يونيو 1959 بالرباط - حاصل على شهادة عليا من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس سنة 1985، شعبة العلاقات الدولية. - مارس مهنة ترجمان محلف لدى المحاكم منذ 1987. انتخب أمينا عاما للحزب في 2010. - شغل منصب وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة في حكومة بنكيران - وزير للاتصال في حكومة إدريس جطو بين نونبر 2002 وأكتوبر 2007 - مستشار سابق بمجلس المدينة ومجلس مقاطعة أكدال الرياض بالرباط، من شتنبر 2003 إلى يونيو 2009 . - رئيس الشبيبة الاشتراكية من 1994 إلى 1998، قبل أن ينتخب عضوا في المكتب السياسي للحزب في 1995 .

بنعبدالله: الترحال يساوي الفساد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجار ومهنيو ميناء الحسيمة يستنجدون

زيوت صناعية إسبانية تلوث سواحل المغرب

مقالات ذات صلة