الساسي: مقترح الحكم الذاتي طائر بلا أجنحة

قال محمد الساسي، عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، إن المغرب يعيش خلال العشرية الأخيرة تناوب ديناميتي التفتح والتشدد. وسجل المسؤول الحزبي في عرض ألقاه بكل من العيون الشرقية ووجدة يومي الأحد والاثنين الماضيين سلسلة من القرارات في مقدمتها إقرار مدونة الأسرة التي حسنت الوضع القانوني للمرأة بشكل جذري ومنحتها مكاسب تاريخية، وأشار إلى أن ما تحقق للمرأة قانونيا لم يتحقق خلال مائة سنة، ومع ذلك، فإن المكانة الاعتبارية للمرأة ظلت تتراجع. ومن بين القرارات أيضا إنشاء عدد من المؤسسات العمومية العاملة في مجال رد الاعتبار للثقافة واللغة الأمازيغية، لكن دسترة هذه القضية مازالت معلقة.ووصف الساسي اقتراح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية بالشجاع، غير أنه مازال مفتقدا لعناصر التأهيل الوطني الشامل، وبعبارة أخرى هو "طائر بلا أجنحة"، كما أكد على تحقيق بعض المنجزات على مستوى البنية التحتية، ومع ذلك، فإن هناك ما يكفي من المؤشرات تثبت أن تلك المنجزات لم تفض إلى حد الساعة إلى تحسن في الحياة المعيشية لأوسع الجماهير الشعبية. من جهة أخرى، سجل الساسي احترام انتظام الاستحقاق الانتخابي، ومع ذلك، فان الانتخابات غدت فاقدة للمصداقية، حسب حكم المحاضر الذي أشار أيضا إلى التخلي عن أغاني المناسبات والملاحم، لكن مع ذلك مازال هناك ثقافة مخزنية.وخلص الساسي إلى أن دينامية التشدد سرعان ما تلتهم دينامية التفتح، وفي هذا الإطار، سجل رفض الدولة إقرار دستور جديد. كما عرفت دائرة القرار المزيد من المركزة، وبالتالي ازداد تهميش الحكومة والمؤسسات ذات العلاقة بصناديق الاقتراع، إضافة إلى تعزيز فريق التقنقراط في الحكومة لدرجة أصبح فيها الحزب الأول في المغرب.وانتقل الساسي إلى مقاربة موضوع التناوب حاكما عليه بالفشل، بسبب عوامل استأنس فيها بما قاله عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول السابق في محاضرة ألقاها ببروكسيل، أي عدم توفر الحكومة على وسائل تنفيذ قراراتها، وجود ازدواجية بين سلطة الدولة وسلطة الحكومة، ثم التقاليد العتيقة التي لها حراسها الدائمون. بعد ذلك، أشار الساسي إلى ما أسماه اكتشاف مغرب القاع أو المغرب المنسي، إذ اكتشف جزء من المغاربة مغاربة آخرين يعيشون أوضاعا مزرية كمغاربة أنفكو وأيت عبدي وغيرهما.وسجل الساسي في النشاطين الإشعاعيين اللذين احتضنتهما قاعة هولسيم بالعيون الشرقية وقاعة المركب الثقافي باستور بوجدة، أن المغرب أصبح شيئا فشيئا يعرف عالميا كمصدر لعدد من الآفات والمخاطر كالمخدرات وممارسي البغاء والانتحاريين. وبخصوص تراجع مصداقية الانتخابات والأحزاب، أرجع الساسي عزوف المواطنين عن الانتخابات إلى عاملين أساسيين، الحكم على اللعبة وعلى اللاعبين، وهو ما استنجته أيضا دراسات ميدانية قامت بها مجموعة من وسائل الإعلام في مقدمتها ليكونوميست. من جهة أخرى، أشار الساسي إلى استمرار نشاط اقتصاد الريع والامتيازات، وظاهرة جني المنافع المادية بواسطة التقرب من السلطة.وأوضح أنه تمت العودة مرة أخرى إلى أسلوب إعادة هيكلة الحقل الحزبي من أعلى، مشيرا إلى أنه لا يعترض على حق أي كان في الممارسة السياسية، لكن التحليل الملموس يفيد أن الانتخابات الأخيرة سجلت غيابا لقاعدة أساسية، وهي تكافؤ الفرص، مشيرا في هذا الإطار إلى الاستجابة الفورية لمطالب حزب معين وإهمال مطالب أخرى، مع تجميد المادة 5 من قانون الأحزاب خدمة لمصلحة الحزب المعني، وبالتالي، كانت هناك حاجة إلى حزب أغلبي، رغم توفر أغلبية حزبية حتى يتم التمكن من ترتيب النتائج الانتخابية التشريعية، ليتم قرار استخدام لاعب جديد بمؤهلات جديدة لخدمة الهدف المذكور، لكن في حقيقة الأمر فالصراع بين ما سمي الوافد الجديد والحزبية الإسلامية هو صراع بين أصولية مخزنية وأصولية شعبوية. عبد اللطيف الرامي (وجدة)

الساسي: مقترح الحكم الذاتي طائر بلا أجنحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العدالة والتنمية يتهم لشكر بالتطاول على البرلمان

العنصر: حان الوقت للخروج من الانتقال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات