15 ألف عاطل لبنكيران: التشغيل أو الرحيل

إطارات سياسية وحقوقية ونقابية شاركت في مسيرة رددت شعارات نارية ضد الحكومة ابتكرت مجموعات العاطلين أسلوبا نضاليا جديدا تمثل في خوض يوم نضالي، صباح أمس (الأحد)، رفعت خلاله شعارا مركزيا يخير بنكيران بين التشغيل أو الرحيل، متهمة حكومته بتهميش ملف العاطلين، والسعي إلى إقصائهم والإخلال بما تم الاتفاق عليه في محضر 20 يوليوز (2011) مع حكومة عباس الفاسي، والقاضي بإدماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية. وردد المشاركون في المسيرة، والذين قدرت مصادر من صفوفهم أعدادهم بـ 15 ألف مشارك، شعارات نارية موجهة إلى الفريق الحكومي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية. ونجح اليوم النضالي الوطني للمعطل في تجميع أطياف سياسية وحقوقية قل ما تلتقي في خطوات موحدة، إذ التقى في المسيرة، والتي انطلقت من ساحة باب الأحد عند الساعة الحادية عشرة صباحا، متوجهة إلى شارع محمد الخامس وسط العاصمة، أحزاب مثل النهج الديمقراطي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد، علاوة على قيادات في المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأطاك المغرب مجموعة الرباط، وكذلك جامعات نقابية منضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والشبيبة الشغيلة التابعة لشبيبة الاستقلال والمنضوية في ذراعه النقابي (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب)، والمفاجأة الكبرى كانت مشاركة تمثيلية عن الهيأة الحقوقية التابعة لحزب العدالة والتنمية، منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، وهو ما يعكس، وفق تعليق أحد السياسيين، بوادر انقسام داخل البيت السياسي لبنكيران في تدبيره لمجموعة من الملفات، وفي مقدمتها الملفات ذات الصبغة الاجتماعية التي طالما ركز عليها الإسلاميون في استقطاب الناخبين وكسب التعاطف الشعبي. من جهته، عبر الحسين مزواري، عضو لجنة الإعلام والتواصل في اليوم الوطني للمعطل، عن سعادته بهذا "الالتفاف السياسي والحقوقي حول المطالب التي ظللنا نناضل من أجلها منذ سنوات طويلة"، مضيفا، في تصريح لـ"الصباح"، "حتى الذراع الحقوقي لحزب العدالة والتنمية هو ممثل معنا في هذا اليوم النضالي المشهود، وهذا دليل على أن بعض الضمائر بدأت تستيقظ وتعي حجم وحقيقة المطالب، التي يخرج في سبيلها العاطلون بشكل يومي ومستمر". وأوضح مزواري أن اللجوء إلى هذه الخطوة التصعيدية "أملته سياسة اللامبالاة وصم الآذان التي تنتهجها حكومة بنكيران تجاه ملف العاطلين، فمنذ تولي هذه الحكومة دفة تسيير الشأن العام، قبل حوالي عامين، ونحن نسعى بكل السبل الحضارية والحبية إلى أن نجلس معها إلى طاولة المفاوضات حول ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة السالفة، وهو أمر مضمن في محضر رسمي أقرت بشرعيته وقانونيته حتى المحكمة الإدارية بالرباط".وقال "الحكومة لم تكتف فقط بتجاهل مطالبنا واتفاقنا مع الحكومة السابقة، بل عمدت إلى نهج ممارسات قمعية وديكتاتورية الهدف منها النيل من العاطلين، بل أحيانا لجأت إلى التصعيد، وذلك عن طريق اعتقال بعض العاطلين وتوجيه تهم جنائية لهم، والأمر من ذلك استهداف السلامة الجسدية كما حدث مع الشهيد عبد الوهاب زيدون"، مشددا على أن "هذا التعامل يستدعي تصعيدا في المواقف والاحتجاجات وهو ما يتجسد في شعار (شغّل أو ارحل) والذي سنسعى إلى تطبيقه بحذافيره إن لم يكن هناك أي تجاوب واستمرت الحكومة في تعنتها". قال الناشط الحقوقي، وعضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عبد الحميد أمين، "لقد نادينا في المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير جميع التنظيمات السياسية والحقوقية المنخرطة في المجلس إلى أن تنزل بثقلها في هذا اليوم النضالي الوطني". واعتبر أن "هذه المسيرة مشروعة، ويناضل أصحابها من أجل مطالب مشروعة متمثلة في الشغل القار والحياة الكريمة". وأشاد أمين، الذي شارك في المسيرة بصفته قياديا في المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير، "بالنزعة الوحدوية التي نلاحظها اليوم في هذا الشكل النضالي المتميز، وأعتقد أن هذه النزعة مردها إلى اصطدام المعطلين بحاجز تعنت الحكومة، فهي ترفض من جهة فتح باب الحوار معهم، ومن جهة أخرى تتنكر لالتزاماتها أو تلك التي قطعتها الحكومة السابقة على نفسها".وبدوره، قال عبد الحكيم سيكوك، وهو واحد من أبرز القيادات النشيطة في صفوف حركة 20 فبراير بالرباط ومن مؤسسيها، إن مشاركة الحركة "تأتي لتعكس انخراطها في دينامية الحراك والنضال من أجل حقوق فئة عريضة من المجتمع المغربي وهي المعطلون"، مؤكدا أنهم في الحركة "مستعدون لتوحيد الجهود مع كافة الإطارات التي تسعى إلى محاربة والتصدي إلى أوجه الفساد ومظاهر انتهاك كرامة وحقوق المغاربة". محمد أرحمني

15 ألف عاطل لبنكيران: التشغيل أو الرحيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف طاكسي الكوكايين بتطوان

بنكيران: رائحة المعارضة أزكمت الأنوف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات