أثارها فيديو لعون سلطة تسلم خمسة ملايين لبناء "هنكار" بالمجاطية دخل الدرك الملكي بالبيضاء، على خط فضيحة شريط فيديو صوره خلسة مالك "هنكار" بناه بطريقة عشوائية بمنطقة المجاطية أولاد طالب بإقليم مديونة، مقابل خمسة ملايين رشوة سلمها لعون سلطة لغض الطرف وتفادي هدمه مستقبلا. وحسب مصادر "الصباح"، فإن عناصر سرية الدرك بعين السبع، حلت بالمنطقة، وسلمت وصل استدعاء إلى أقارب صاحب الفيديو الذي اختفى عن الأنظار، وأشعرتهم بإقناعه بضرورة الحضور إلى مقرها للبحث معه في ظروف تصويره شريط الفيديو، وأيضا في شأن شكاية سبق أن تقدم بها أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، يتهم فيها بعض أعوان ومسؤولي السلطة بالابتزاز مقابل السماح ببناء مستودعات عشوائية بالمنطقة. ويترقب الجميع حضور صاحب الشريط إلى مقر سرية الدرك للتحقيق معه، للكشف عن أسماء أعوان السلطة ومسؤولين متورطين في البناء العشوائي، قبل ربط الاتصال بالنيابة العامة لإصدار تعليماتها باستدعائهم والتحقيق معهم بدورهم. وأفادت مصادر أن جهات حاولت التدخل لطي الملف، تفاديا لتطورات قد تعصف بعدد من المسؤولين بالمنطقة، التي تعج بمستودعات عشوائية، عبر إقناع صاحب الفيديو بالتنازل عن شكايته، إلا أن اختفاءه عن الأنظار، ودخول الدرك على الخط بتعليمات من النيابة، أجهضا هذه المحاولة. وتفاعلت عمالة مديونة مع الفضيحة بشكل سريع بعد تسرب شريط الفيديو، إذ خصصت طائرة "درون" من أجل الوقوف على حقيقة انتشار البناء العشوائي، خصوصا المستودعات بالمنطقة، كما أصدرت بيانا تؤكد فيه أنها فتحت بحثا إداريا في النازلة، ما أثار حفيظة فاعلين حقوقيين وجمعويين، إذ اعتبروا فتح بحث إداري تهربا من المسؤولية، بحكم أن الشريط يوثق جريمة الرشوة والابتزاز بكل أركانها. وكشفت مصادر أن صاحب الفيديو تعرض لابتزازات متواصلة من قبل أعوان سلطة ومسؤولين من أجل بناء مستودع عشوائي بالمنطقة، إذ سبق، حسب مصادر، أن سلم في السنة الماضية، سبعة ملايين رشوة للسماح له ببناء مستودع، إلا أنه بعد فترة، فوجئ بالسلطة تأمر بهدمه، ولما أعاد الكرة هذه السنة، طلب منه مبلغ مالي كبير، إلا أنه استطاع توفير خمسة ملايين سلمها للعون داخل سيارته وهو يوثق العملية بكاميرا سرية، حتى لا يلقى مصير السنة الماضية، غير أن الشريط سرب في ظروف غامضة، وانتشر كالنار في الهشيم متسببا في فضيحة وصفت بالكبيرة، وتهدد عددا من المسؤولين بالمنطقة. مصطفى لطفي