هكذا يعيش الرياضيون بالقرية الأولمبية

أكل حلال والتزام بجمع النفايات واللجنة توفر لهم التجهيزات الطبية جندت اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية إمكانياتها البشرية والمادية واللوجيستيكية، من أجل توفير الظروف الملائمة للرياضيين المغاربة، قصد تحقيق نتائج جيدة، خلال الألعاب الأولمبية، التي تحتضنها طوكيو إلى غاية 8 غشت المقبل. وما دفع اللجنة الأولمبية إلى ذلك، رغبتها في تسهيل مأمورية الوفود الرياضية المشاركة، لتحقيق إنجاز رياضي، سيما أن الوفود السابقة، تحججت كثيرا، بعدم توفير الظروف لرياضييها، وهو الشيء ذاته، الذي دفع المسؤولين باللجنة الأولمبية، إلى وضع نظرائهم بالجامعات الرياضية أمام حقيقة، مفادها أنهم إلى جانبهم، شريطة أن ينفذ كل واحد ما التزم به. غير أن النتائج المسجلة في الأيام الأولى من التظاهرة، تؤكد أن الخلل، الذي عانته الرياضة الوطنية منذ سنوات، مازال مستمرا، ولا يمكن التخلص منه بسرعة، سيما أن وجوها ألفت كرسي رئاسة الجامعة، وترفض التنحي، رغم فشلها المتكرر. إقامة مريحة لعبت اللجنة الوطنية الأولمبية دورا كبيرا، من أجل توفير إقامة مريحة للوفد الرياضي المغربي، إذ أنها لأول مرة يستفيد الرياضيون المغاربة من إقامة من المستوى العالي، تتوفر فيها جميع الظروف. ودافعت اللجنة الوطنية الأولمبية عن الوفد الرياضي المغربي، من أجل وضعه في مكان يسهل على الرياضيين التركيز في التحضير للمنافسات، إذ خصصت له إقامة موجودة بين الوفدين الفرنسي والسويسري، ولعبت في ذلك اللجنة الأولمبية دورا كبيرا، خاصة من قبل أعضائها وأطرها الإدارية. وتتوفر الإقامة على تجهيزات من المستوى العالي، إذ أنها تضم حمامات بها تجهيزات ومعدات إلكترونية حديثة، وتستجيب للمعايير الصحية المتعارف عليها عالميا، والمخصصة بالدرجة الأولى إلى مواجهة انتشار فيروس كورونا، ذلك أنها تفتح أوتوماتيكيا، ولا تحتاج إلى لمسها باليد، في الوقت الذي تضم الغرف أسرة مصنوعة من الكارتون، وبإمكانها أن تتحمل جميع الأوزان. وجميع المساكن التي يوجد بها الرياضيون المغاربة، عبارة عن شقق، بيعت للمواطنين اليابانيين، من أجل السكن فيها بعد الألعاب الأولمبية، ووصل سعر واحدة منها بمساحة 70 مترا مربعا مليون أورو. كما وفرت اللجنة المنظمة تجهيزات للرياضيين، تراعي خصوصيتهم، إذ أن استعمال الحمامات والمراحيض، يخضع بموجبه لطبيعة المستعمل، هل ذكر أم أنثى؟ "أكل حلال" من أبرز المشاكل التي تواجه السياح المسلمين بصفة عامة باليابان، وجود مطاعم محدودة جدا تخصص أكلا حلالا لزوارها، وهذه الميزة لامسها جميع الوفود المشاركة في الألعاب الأولمبية بطوكيو، باستثناء الذين يعيشون داخل القرية الأولمبية. ويستفيد الوفد الرياضي المغربي، على غرار باقي الوفود العربية، من وجود مطعم خاص يهتم بالجالية المسلمة، ويلجأ إليه جميع الرياضيين المسلمين، حتى الموجودين في الوفود الرياضية الأوربية، كما هو شأن المغربي المسلم محمد كريم الصبيحي، الموجود ضمن الطاقم الرياضي البريطاني. وسهل هذا المطعم على الوفد المغربي، الكثير من الأمور، بحكم أن المعضلة التي تصادف الكثير من المسلمين باليابان، عدم وجود مطاعم كثيرة تهتم بالأكل الحلال، علما أن جميع المواد الغذائية باليابان، تتوفر على نسبة من دهون الخنزير، سواء تعلق الأمر بالألبان، أو الأكل المعلب. ومن الأمور الجيدة التي يتوفر عليها المطعم الحلال بالقرية الأولمبية، اللحم والدجاج حلال، المذبوحة بالطريقة الإسلامية، إذ أنها تعد من المأكولات، التي تساعد الرياضيين في التحضير، وتساهم في تكوين المواد الأساسية لأجسامهم. ويتوفر مطعم القرية الأولمبية على جميع أصناف المأكولات، تتناسب مع جميع الأجناس، إذ أن هناك الأكل الآسيوي والأوربي والأمريكي، وذلك لمساعدة الرياضيين على التأقلم سريعا مع الأجواء. تجهيزات مغربية ارتأت اللجنة الوطنية المغربية توفير تجهيزات طبية وإدارية ورياضية لجميع الرياضيين دون استثناء، وذلك من أجل عدم اضطرار الوفود المشاركة، إلى البحث عنها في اليابان، وعدم اضطرار المدربين واللاعبين إلى التنقل خارج القرية الأولمبية. وساهمت المعدات المذكورة في استغناء الوفد المغربي عن التجهيزات التي وفرتها اليابان للوفود المشاركة، بما في ذلك المصحة، المفتوحة في وجه الرياضيين المغاربة طيلة 24 ساعة على 24 ساعة، إضافة إلى استغنائه عن الأطر الطبية اليابانية، بحكم أن اللجنة الأولمبية جلبت معها مجموعة من المدلكين، الذين يعملون طيلة اليوم، من أجل تحضير الرياضيين قبل المنافسات وبعدها. كما أن اللجنة الأولمبية حملت معها تحاليل سريعة للكشف عن فيروس كورونا، ولا تضطر لأخذها من اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، الشيء الذي ساهم في اعتبار الوفد المغربي، من بين أبرز الوفود المشاركة، التي أضاعت نسبة قليلة من التحاليل. وتخضع اللجنة الطبية جميع الرياضيين للكشف عن فيروس كورونا يوميا، الشيء الذي دفع اللجنة المنظمة إلى التنويه بالعمل، الذي يقوم به الوفد الطبي المرافق للرياضيين المغاربة، سيما أنها تمر في أجواء صحية جيدة، وتتفق مع الإجراءات المعتمدة من قبل السلطات اليابانية واللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية. ارتياح الرياضيين أبدى جميع الرياضيين المغاربة الموجودين بالقرية الأولمبية، ارتياحهم للتجهيزات، المتوفرة بالقرية الأولمبية، وعبروا عن امتنانهم للجنة الوطنية الأولمبية، وللعمل الذي تقوم به، من أجل تسهيل مهمتهم في تحقيق الألقاب خلال الدورة. ولم يقتصر الأمر على الرياضيين الموجودين بالمغرب، بل حتى على الرياضيين الذين يعيشون خارج أرض الوطن، وتحديدا بأوربا، إذ شارك المغرب في هذه الدورة بالعديد من الرياضيين، الذين جاؤوا من أوربا، وتحديدا من فرنسا وهولندا، بعد أن وفرت لهم اللجنة الأولمبية، جميع التجهيزات التي يشتغلون بها طيلة الموسم. ولم يقدم أي رياضي مغربي احتجاجه إلى حدود الآن، بل أبدوا سعادتهم بتوفرهم على جميع ما يطلبونه، شريطة تحقيق نتيجة إيجابية، والمساهمة في رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية، أبرزها الألعاب الأولمبية، التي تحتضنها طوكيو منذ الجمعة الماضي. اهتمام بالنظافة يولي أعضاء الوفد المغربي أهمية كبيرة لعملية جمع النفايات، بعد انتهاء كل واحد منهم من الأكل، إذ فرضت اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، على جميع الوفود المشاركة، توزيع النفايات حسب نوعها، قبل رميها في الحاويات المخصصة لها. ويضطر كل فرد من أفراد البعثة المغربية، إلى الخضوع القسري لعملية التخلص من النفايات، التي يخلفونها بعد كل وجبة أكل بالقرية الأولمبية، سيما أن اللجنة المنظمة سهرت على وضع حاويات كل واحدة مخصصة لجمع نوع من النفايات. ويتعين على كل فرد أيضا أن يعمل بمفرده على التخلص منها، إذ أنها لم توفر متطوعين للقيام بذلك، كما هو الشأن بالنسبة إلى العديد من المرافق والفضاءات الأخرى، المخصصة للألعاب، حيث يضعون متطوعين يسهرون على جمع النفايات، وتوزيعها، قبل وضعها في حاويات كبيرة، تحمل بعد ذلك لوجهة أخرى من قبل شاحنات معدة لذلك. وعبر عدد من بعض الرياضيين عن استيائهم من عملية التخلص من النفايات، سيما أنها تتطلب منهم الكثير من الوقت، في عزل كل فئة على حدة، قبل رميها في المكان المخصص لها، علما أن أغلب الرياضيين المغاربة غير متعودين على مثل هذه الأعمال. خلافات وفود رغم الظروف الجيدة التي وفرتها اللجنة الوطنية الأولمبية للرياضيين المغاربة، قصد الاهتمام بتحقيق نتائج جيدة، إلا أن بعض الأطر الرياضية لم تستطع التخلص من مشاكلها، والصراعات على المناصب، خاصة بالنسبة إلى الأطر التقنية. ومن بين الجامعات التي عرفت مشاكل بين أطرها في القرية الأولمبية، وفد الملاكمة، التي تبين أن هناك خلافات بين أطرها التقنية، غير أنها تفجرت بشكل غير مباشر، خلال هذه الدورة، لعدم قدرتها على تجاوزها، والانكباب على الاهتمام بتحضير الملاكمين من الناحية الذهنية، الشيء الذي يفسر سبب الاندحار السريع للرياضيين المغاربة. كما ساهمت الإجراءات المعقدة للكشف عن فيروس كورونا، في استياء بعض أفراد الوفد المغربي المشارك، في دورة الألعاب الأولمبية، إذ يضطر بعض الأطر إلى طلب الإسراع بأخذ عيناتهم، على حساب الرياضيين الملزمين بالذهاب إلى التمارين، وهو ما أجج الصراعات في بعض الأحيان. مشكل التنقل يضطر الرياضيون المغاربة إلى التنقل لمسافة بعيدة، للالتحاق بمراكز التدريب، الشيء الذي يثير استياء بعضهم، سيما أن الأجواء الحارة، التي تعرفها طوكيو، تجعل التحضيرات والتنقل من مكان إلى آخر صعبة جدا، إذ يوجد هناك بعض المشاكل في التنقل. وتعاني جميع الوفود المشاركة في الألعاب الأولمبية مشكل التنقل، من مكان إلى آخر، إذ يعد نقطة سوداء في هذه الدورة، التي تعرف مشاركة نسبة كبيرة من المتطوعين كبار السن. جائزة للمغرب حصل الوفد المغربي على جائزة أفضل زي في حفل الافتتاح، إذ لقي استحسان جميع الوفود المشاركة في هذه التظاهرة العالمية، وعاش الوفد المغربي أجواء جيدة ليلة الافتتاح، ذلك أن العديد من الوفود طلبت من الوفد المغربي أخذ صور معه. وجاء اختيار الزي الرسمي المغربي في الألعاب الأولمبية، بعد طلب عروض نظمته اللجنة الوطنية الأولمبية، شارك فيه ستة أطر، الشيء الذي ساهم في الإشعاع الذي لقيه الزي المغربي. إعداد: صلاح الدين محسن (موفد الصباح إلى طوكيو)

هكذا يعيش الرياضيون بالقرية الأولمبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخدرات تطيح بموظف بالقنيطرة

إيقاف متورطين في جريمة قتل بمقهى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات