فوز دون إقناع

اعتبر الأول من نوعه منذ 24 سنة وتغييرات مرتقبة أمام بوركينافاسو حقق المنتخب الوطني فوزا دون إقناع على نظيره الغاني بهدف لصفر في المباراة التي جمعتهما، أول أمس (الثلاثاء)، بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، في سياق استعدادات المنتخبين للتصفيات الإفريقية، المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بقطر 2022. وضرب المنتخب الوطني عصفورين بحجر واحد، رغم أدائه غير المقنع، إذ نجح في تحقيق فوز غاب عنه منذ 1997، عندما تغلب على نظيره الغاني في الجولة الأخيرة من تصفيات مونديال فرنسا 1998، وأعاد الثقة نسبيا إلى اللاعبين، بعد ردود الأفعال المتباينة، التي أعقبت مباراتيه أمام موريتانيا وبوروندي في تصفيات كأس إفريقيا للأمم. ولم ينظر الجمهور بعين الرضى إلى المنتخب الوطني، وبعض لاعبيه، رغم الطابع الودي للمباراة، إذ وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى وحيد خاليلوزيتش، الناخب الوطني، بسبب اختياراته، فضلا عن توجيه أصابع الاتهام إلى لاعبين، غلبت عليهم الأنانية واللعب الفردي. ودعا الجمهور اللاعبين عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التعامل مع مباريات المنتخب الوطني بالجدية المطلوبة والرغبة في تقديم الإضافة النوعية، على غرار ما يقومون به رفقة أنديتهم الأوربية. واستأنف المنتخب الوطني، أمس (الأربعاء)، التداريب استعدادا لمباراة بوركينافاسو، بعد غد (السبت)، بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، انطلاقا من الثامنة مساء. وعرفت التداريب حضور اللاعبين، الذين لم يشاركوا في مباراة غانا، أول أمس (الثلاثاء)، أو الذين خاضوا دقائق قليلة، عدا لاعبي الوداد الرياضي الذين التحقوا بمباراة فريقهم أمام الدفاع الحسني الجديدي، أمس (الأربعاء)، في الوقت الذي خاض الرسميون تمارين خفيفة، لإزالة العياء واسترجاع الطراوة البدنية. وتتواصل الاستعدادات، اليوم (الخميس)، بحصة مماثلة بملعب مركز محمد السادس في المعمورة، على أن ينهيها المنتخب الوطني بالثالثة غدا (الجمعة) بملعب الرباط، ويركز فيها خاليلوزيتش، على نظام اللعب، الذي سيعتمده أمام بوركينافاسو. وينتظر أن تطرأ بعض التغييرات على تشكيلة المنتخب الوطني في مباراة بوركينافاسو، لرغبة الناخب الوطني، في الوقوف على مستوى اللاعبين الآخرين، ممن لم يشاركوا أمام غانا. خاليلوزيتش: راض عن الأداء الناخب الوطني قال إن العملود قادر على التألق مستقبلا عبر وحيد خاليلوزيتش، الناخب الوطني، عن ارتياحه لأداء اللاعبين أمام منتخب غانا رغم صعوبة المباراة. وقال خاليلوزيتش في تصريحات صحافية، إن المنتخب الوطني حقق الأهم بفوز مستحق، وتابع "لقد شكل منتخب غانا ندا قويا بالنسبة إلينا، لتوفره على محترفين متمرسين، إلا أننا خلقنا فرصا عديدة وكان بإمكاننا تسجيل أكثر من هدف. ورغم ذلك أنا مرتاح للمستوى العام للمنتخب، كما أنني أعجبت بالروح الجماعية، التي ظهر عليها اللاعبون، إضافة إلى شراستهم الدفاعية". وأثنى خاليلوزيتش عن أداء الودادي أيوب العملود رغم ظهوره محتشما، على حد تعبيره، وزاد "أعتقد أنه بمقدور هذا اللاعب التألق وتقديم الأفضل مستقبلا، علما أنه خاض أول مباراة دولية له في مركز الظهير الأيسر، غير المعتاد عليه". واعترف الناخب الوطني بتسرب العياء إلى أقدام اللاعبين أمام غانا "لقد شعر اللاعبون بالإرهاق والتعب، وأنا أتفهم هذا الأمر، لأن الموسم الكروي انتهى لتوه، لهذا لا بد من تغييرات في المباراة المقبلة أمام بوركينافاسو". وأكد خاليلوزيتش أن اختيار بوركينافاسو محطة ثانية لتحضير الأسود للتصفيات الإفريقية لم يأت عبثا بالنظر إلى قوته، خصوصا من الناحية البدنية، مشيرا إلى أن الفوز في المباراة الثانية بات مطلبا بالنسبة إلينا، من أجل الارتقاء في الترتيب العالمي. سايس: انتصار مهم قال رومان سايس، عميد المنتخب الوطني، إن اللاعبين حققوا فوزا مهما على غانا، بالنظر إلى قوة المنافس وتوفره على لاعبين موهوبين. وأضاف سايس في تصريحات صحافية أن المنتخب الغاني يملك سجلا تاريخيا عريقا في القارة السمراء، مؤكدا أن الفوز عليه يعد مكسبا مهما. وأوضح سايس أن مباراة غانا شكلت للناخب الوطني فرصة لتصحيح بعض الهفوات المرتكبة، والعمل على تجاوزها مستقبلا، قبل أن يؤكد أن الحفاظ على نظافة الشباك في هذه المباراة يعد نقطة إيجابية، وتابع "أعتقد أن أهمية الفوز تكمن في أنه جاء على حساب منتخب قوي ومتمرس". جمهور غانا يهاجم اللاعبين انتقد الجمهور الغاني منتخب بلاده، بعد الهزيمة التي تلقاها أمام نظيره المغربي بهدف لصفر، في المباراة التي جمعتهما، مساء أول أمس (الثلاثاء) بالرباط، لحساب استعداداتهما للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. وعبر الجمهور الغاني في مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبه من طريقة تعامل لاعبي النجوم السوداء مع المباراة، المفروض أن يتعاملوا معها كأنها مباراة رسمية مؤهلة إلى مونديال قطر 2022، في الوقت الذي يتعين على بعض اللاعبين مغادرة المنتخب، لأنه لم يعد لديهم ما يقدمونه. وأبدى الجمهور الغاني استياءه من طريقة إدارة المدرب تشارلز أوكونور للمنتخب الغاني، سيما أنه لم يقدم صورة جيدة منذ تولي تدريبه، مشككا في قدرته على قيادته للتأهل إلى المونديال، إلى درجة اتهام بعض اللاعبين بالذهاب إلى المغرب قصد السياحة، وليس من أجل لعب مباراة في كرة القدم. العين التقنية: عبيس: أسلوب مغاير يتضح أن المنتخب المغربي غير أسلوب لعبه، خاصة من ناحية التنشيط الهجومي والدفاعي، واعتماده على تشكيلة معروفة إلى حد كبير، من خلال إشراك ياسين بونو في الحراسة، وثلاثة مدافعين، في مقدمتهم رومان سايس باعتباره قلب الدفاع، إلى جانب جواد اليميق ونايف أكرد، وفي وسط الميدان كل من سفيان أمرابط وسليم أملاح وعادل تاعرابت، وعلى الأطراف هناك أشرف حكيمي وأيوب العملود، وفي الهجوم هناك يوسف النصيري ومنير الحدادي. ويتضح من هذه التركيبة أن المنتخب المغربي يعتمد على الأجنحة، والتمريرات الجانبية في اتجاه النصيري، لكن من خلال تحليل المباراة يتبين أن هناك اختلافا في اللعب عن المباريات السابقة. أرى أن خروج الكرة من الدفاع كان يتطلب وقتا كثيرا، خاصة في الهجمات المبنية من الخلف، لأن خليلوزيتش حاول الاعتماد على هذا الأسلوب، واختيار المنطقة كان فيه ارتباك كبير، سيما على جانب الأطراف، لأن أشرف حكيمي كان متأخرا في بعض الأحيان، ولم يقم بكرات جانبية كما كان منتظرا، وأظن أن الجهة اليسرى كذلك ظلت معزولة، لأن العملود يضطر في كل مرة إلى تحويل الكرة لرجله اليمنى لتمريرها، كما أن خروج الكرة من وسط الميدان إلى الهجوم عرف بعض الصعوبات، سيما أن امرابط وتاعرابت في بعض الأحيان لم يجدا حلولا كثيرة. وعلى مستوى مسار الكرة، لاحظنا أنه كان متغيرا، ولم يكن ثابتا لإيصال الكرة إلى الهجوم، خاصة على مستوى المسار النوعي للكرة، وكذلك ردة فعل لاعبي المنتخب الوطني أثناء ممارسة المنتخب الغاني الضغط، إذ يعيدون الكرة إلى الخلف، وهذا يؤكد عدم توفر اللاعبين على مهارات فردية، بإمكانهم أن يكسروا من خلالها الضغط، وهذه أشياء أثرت على الهجوم ووضعت المهاجمين في عزلة. وبخصوص المنتخب الغاني، عانى اللاتوازن في الجهة اليمنى، ولكن لم تنتقل الكرة إلى الجهة اليسرى للعملود، ولم نشاهد تمريرات قطرية، في الوقت الذي عاد المنتخب الغاني إلى منطقة الدفاع السفلى، ولم تكن هناك مساحات كبيرة، ولم نشاهد تمريرات ثلاثية، وبالتالي لم يتمكن المنتخب المغربي من إسقاط نظيره الغاني في اللا توازن إلى أن انتهت الجولة الأولى بالتعادل دون أهداف. أظن أن التمريرة الأخيرة لم تكن بالدقة اللازمة، ولم تكن طويلة، ورأينا بعض التمريرات القليلة للعملود، الشيء الذي أكد وجود إشكال فيها بالنسبة إلى لاعبي المنتخب، وبالتالي هذا الإشكال أصاب المتتبع باشمئزاز ومنعه من تتبع مجموعة من الأهداف والفرجة، وهذا ما أكده المدرب في تصريحه، أما بالنسبة إلى التسديدات من خارج منطقة الجزاء، فلم تكن كثيرة، وتميزت في غالبها بالضعف، رغم أنه في الدقائق الأخيرة كانت هجمة مرتدة بواسطة زياش، لكن تسديدته لم تكن بالقوة اللازمة، في الوقت الذي لاحظنا أن المنتخب الغاني قام بخمس أو ست تسديدات قوية على مرمى الحارس بونو. لاحظنا أيضا أنه بعد استرجاع الكرة، لم تكن هناك زيادة عددية في الهجوم، أما على مستوى الضربات الثابتة، نجد ثلاثة لاعبين وراء الكرة، كان هناك الحدادي وتاعرابت وحكيمي، لم تكن تسديداتهم في المستوى، باستثناء زياش الذي استطاع أن يمرر تمريرة ناجحة من ضربة خطأ جانبية، سجل من خلالها المنتخب الهدف الوحيد في المباراة، الشيء الذي يتعين معه اشتغال المدرب على هذا الجانب. بالنسبة إلى التنشيط الدفاعي، دائما كان هو 4 – 5- 1، بسبب عودة النصيري وبقاء الحدادي لوحده في الهجوم، إضافة إلى محاولة صعود الأطراف وتمرير الكرة إليهم من خلف دفاع المنتخب الغاني، لكن تباعد الخطوط، لم يساعد لاعبي المنتخب كثيرا، في الوقت الذي حاول المنتخب الغاني الضغط على دفاع الأسود من الناحية اليمنى، لكن العملود تصدى للعديد من محاولات انسلال اللاعب الغاني. تكتيكيا، كان المنتخب أفضل، سيما أنه كان يعتمد على بناء الهجمات من الدفاع، عبر تمرير الكرة بين الخطوط، وتمكن من تهديد مرمى المنتخب الغاني كثيرا، والجدار في وسط الميدان، لم يتمكن من استرجاع كرات كثيرة، كما أنه لم يمارس ضغطا كبيرا، وكان لديه بطء في التحول من الدفاع إلى الهجوم، ونوعية الضغط لم تكن قوية وسريعة، ربما هذا راجع إلى التعليمات، والمنتخب الغاني كان ذكيا بعدم المرور من وسط الميدان. (إطار وطني) إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

أخبار وطنية ورياضية مثيرة في عدد الخميس من جريدة الصباح

نصف المغاربة فقراء

مقالات ذات صلة