مجزرة آسفي… جنس وضغينة وانتقام

الجاني عرض شقيقة الضحية للاغتصاب وتم الإفراج عنه بموجب تنازل من أسرة الضحية إعداد: محمد العوال (آسفي) اهتز سكان آسفي، على وقع جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها الشاب "زهير"... الضحية قُتل مرتين، الأولى حينما تم اغتصاب شقيقته من طرف الجاني، والثانية حينما أنهى حياته بشكل مأساوي... ورغم خروج شقيقة الضحية لنفي واقعة الاغتصاب، وقللت من شأن ذلك، مؤكدة أنها كانت تتعرض فقط للتحرش، فإن المعطيات المتوفرة تؤكد أن الجاني سبق أن اعتقل وتوبع من أجل جناية التغرير بقاصر وافتضاض البكارة، قبل أن يُفرج عنه، بموجب تنازل لأسرة الشاب "زهير".. كيف تعرض زهير للقتل؟ ما أسباب وخلفيات الحادث؟ ما صحة العديد من الروايات التي تلوكها الألسن حول هذا الحادث؟... إليكم التفاصيل: نشأ زهير وترعرع وسط أسرة متوسطة الحال، فوالده مهاجر بالديار الأوربية، في حين يعيش رفقة شقيقاته ووالدته، إذ يعتبر رب الأسرة والقائم بأمورها. يجمع العديد من سكان الدوار، على أن زهير شاب قدوة، مواظب على تمارينه الرياضية، وبجنح للسلم، ولا يتوانى في تقديم يد المساعدة قدر المستطاع لسكان الحي، الأمر الذي جعله محط احترام وتقدير كبيرين، من طرف سكان حي اعزيب الدرعي، الذي نشأ وترعرع به. كان زهير حريصا على شقيقاته، خصوصا شقيقته الصغرى، إذ لا يتوانى في تقديم النصح لها، بل كان يحاول أن يكون قريبا من نبضها، يحذرها من مغبة السقوط بين أيدي ثعالب بشرية، همها العبث بجسد أنثوي... كان دوما يطلب من شقيقته أن تفتح له قلبها لتبوح بكل شيء، إذ كان يسعى دوما لتكسير الحواجز بينه وبين شقيقته، خوفا عليها من "الضياع"، أو أن تكون لقمة سائغة للباحثين عن لذة عابرة. اغتصاب يشعل نار الحقد في أحد الأيام، بينما زهير يقوم بتمارينه الرياضية، بأحد القاعات الرياضية بوسط المدينة، تناهى إلى علمه، أن أحد الأشخاص المتحدر من حي قرية الشمس المجاور لعزيب الدرعي، يتحرش بشقيقته، ويراودها عن نفسها، علما أنها لم تتمم سنتها 18. أرغى وأزبد زهير ولم يقبل الأمر، وقصد منزل أسرته، وهو في حالة انفعال، وهناك أخبر شقيقته بالخبر الذي وصل إلى مسامعه. حاولت والدته وقريباته تهدئة روعه، لكنه كان في حالة غضب، لم يتلق جوابا شافيا يبدد ما بلغه من تحرش للمسمى "محسن" بشقيقته، توجه بعد ذلك نحو سوق اعزيب الدرعي، حيث اعتاد "محسن" بيع السمك هناك، لكن لم يجده، ليقفل عائدا. ظل الليل كله منشغل التفكير بمصير شقيقته إن نال منها "محسن" مراده، لم يكن زهير ليقبل أن تكون شقيقته لقمة سائغة لفم جائع، يسعى لإشباع نزواته الجنسية. في اليوم الموالي، التقى زهير بغريمه محسن، وحذره من اعتراض سبيل شقيقته أو مجرد التفكير في الاقتراب من طريقها، لكن محسن بدأ في الاستهزاء من زهير، ما جعله يثور في وجهه، وتبادلا الضرب والجرح، وتوجها نحو المستشفى ومنه إلى مقر الدائرة الأمنية المداومة. جرح لا يندمل حصل محسن على شهادة طبية، تثبت مدة العجز في 60 يوما، عزز بها تصريحاته التمهيدية، في حين أخبر زهير والدته بما وقع، ليتم البوح بحقيقة ما تتعرض له شقيقته. تقدمت أسرة زهير بشكاية، إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، تعرض من خلالها تعرض الضحية القاصر إلى التغرير وهتك العرض، وصدرت تعليمات من النيابة العامة، من أجل الاستماع إلى أطراف الشكاية، وربط الاتصال. بعدما تم الاستماع إلى طرفي الشكاية، تم وضع المتهم محسن رهن الحراسة النظرية، وأحيل على النيابة العامة، التي قررت تحويله على قاضي التحقيق باستئنافية آسفي، إذ قضى محسن أقل من شهرين رهن الاعتقال الاحتياطي، قبل أن يتم الإفراج عنه، بعدما حصل على تنازل أسرة زهير. رغم ذلك، ظل زهير يتألم في صمت، والنمامون، ينقلون له ما يردده محسن على شقيقته، واستمرار علاقته بها وعبثه بجسدها الأنثوي. كان ذلك يحرك نارة الغيرة والحقد الدفين في نفسية زهير، الذي كان يطالب محسن بالابتعاد عن شقيقته وإنهاء علاقته بها، وحفظ لسانه من كلام السوء، غير أن الأخير لم يكن يبالي بذلك. المجزرة في يوم الحادث، وبعدما اشتد الغضب بزهير نتيجة ما كان يصله من طعن في رجولته وشرفه من قبل عشيق شقيقته، توجه نحوه بالسوق العشوائي اعزيب الدرعي، ودون مقدمات انهال عليه، بواسطة سكين في العنق، واليد اليسرى، قبل أن يستجمع محسن قواه، ويستمر القتال بينهما، إذ وجه إليه طعنات في الوجه والبطن برزت معها أمعاؤه، ثم طعنة في جهة القلب، وطعنة في الظهر، وطعنات في اليدين. ولم يتوقف محسن عن مواصلة عملية التنكيل بجثة الضحية، بل واصل مسلسل الطعنات، وكأنه يمارس هواية ما، إذ أن الضحية تلقى طعنات أخرى دون شفقة ولا رحمة رغم مفارقته للحياة. تم إشعار السلطات الأمنية التي انتقلت إلى المكان، وقامت بنقل الضحية وغريمه نحو المستشفى، بالإضافة إلى شخصين آخرين، أحدهما صديق زهير والآخر صديق محسن. حقيقة ما وقع بعد نقل زهير الذي فارق الحياة رفقة صديقه، والمتهم محسن نحو المستشفى، عمد الأخير الذي كان مصفد اليدين، إلى ركل الضحية بعدما هم بالنزول من سيارة الإسعاف بالمستشفى. وتم إيقاف مجموعة من الأشخاص، نشروا أخبارا زائفة، منها هروب محسن من المستشفى نحو البيضاء للحاق بأسرة الضحية زهير التي غادرت نحو البيضاء بعد هذه الجريمة البشعة، إذ أن هذا الخبر عار من الصحة. وجرى الاستماع إلى مجموعة من الأشخاص، الذين ظهروا في أشرطة فيديو يقومون بتوثيق فيديو الجريمة، بجنحة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.ونظم أصدقاء وجيران الضحية زهير، مسيرة احتجاجية مساء أول أمس (الخميس)، انطلاقا من منزل الضحية باعزيب الدرعي، وصولا إلى عمالة آسفي، للمطالبة بالعقاب وتطبيق القانون في حق الجاني، الذي نكّل بجثة الضحية.

مجزرة آسفي… جنس وضغينة وانتقام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شكايري يتحدث "لغة الأشكال"

أزمة مهاجمين بشباب المحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات