أرقراق: التعصب الديني يؤجج الوضع

الناشط الحقوقي قال إن التخلص من رواسب الحقد هو السبيل لحل المشكل قال عزيز أرقراق إن الصراع بين العرب وإسرائيل صراع ديني اتخذ منحى سياسيا وعسكريا، ليقع هناك تداخل بين هذه المجالات فلم يعد بالإمكان الفصل بينها. كما استعرض الناشط الحقوقي جوانب من تاريخ هذا الصراع وكيف تم توظيفه بشكل إيديولوجي، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يجد المشكل طريقا إلى الحل إلا من خلال التخلص من رواسب الحقد والكراهية المبثوثة في النصوص الدينية من كلا الطرفين. > هل يدافع العرب والمسلمون عن القدس وفلسطين لأنهما محتلتان أم لأن من يحتلهما يهود؟ > العرب و المسلمون لا يهتمون كثيرا بالضحية بل يركزون جل اهتمامهم على الجلاد. إن كان الجلاد عربيا أو مسلما فلا بأس في ذالك لكن أن يكون يهوديا او صليبيا او بوذيا طبعا هنا سيختلف ولدينا أمثلة كثيرة، إذ قبل نكسة 1967 كانت الأردن تحتل الضفة الغربية و القدس الشرقية، ولم تحدث أي انتفاضة ضد القوات الأردنية في تلك الأراضي التي كانت تحتلها. انظر لما يحدث في اليمن من جرائم بشعة و مع ذلك لا نشاهد مظاهرات تطالب قوات التحالف بقيادة السعودية بالخروج من اليمن و محاسبة المجرمين ، كما شاهدنا بالأمس القريب كيف كانت داعش تقتل و تسفك دماء الأبرياء بدون وجه حق، ومع ذالك لم نشاهد ولا مظاهرة واحدة تطالب بوضع حد لتلك الجماعة المتطرفة. دون أن ننسى المظاهرات التي خرجت في معظم الدول الإسلامية من أجل "مناصرة إخواننا في بورما" حسب تعبير المتظاهرين، مع العلم أن معظم من المتظاهرين لا يعرفون حتى أين توجد على الخريطة. > إلى أي حد يمكن القول أن التعصب الديني سبب في تأجيج الوضع في المنطقة ونسف كل مبادرة للتقارب والسلام؟ > نعم بطبيعة الحال، كما أنه عندما نشاهد شيوعيا متطرفا يضع يده في يد سلفي متطرف و يصرخان معا في المظاهرات بعبارات مثل "نفديك يا فلسطين" ندرك أن الوضع أكثر تعقيدا مما نتصور، فالتعصب الإيديولوجي أخطر بكثير من التعصب الديني وقضية فلسطين استخدم فيها كل ما يمكن استخدامه من اجل تأجيج الصراع و السبب في ذلك يعود إلى نكسة 1967، دون أن ننسى طائفة "الحرديم" اليهودية المتطرفة التي تعتبر نفسها الفرقة الوحيدة الناجية من النار، وكانت السبب وراء مقتل إسحاق رابين، هذه الفرقة لا تريد أن يحدث أي تقارب بين إسرائيل والدول العربية. > وُلِد الصراع دينيا في المنطقة بين الطرفين ... هل يمكن أن نتحدث عن فروق في تدبير هذا الصراع باستعمال الدين أو بتحييده؟؟ > أعتقد أن الصراع في الأصل ديني واتخذ طابعا سياسيا عسكريا، وظل هناك إصرار على إقحام الدين فيه، فالمعلوم أن الهدف من الدين هو التعبد و التقرب من الله، لكن يتم استخدامه في الصراعات الدنيوية. هنا يتحول حتما إلى إيديولوجيا غالبا ما تخرج عن السيطرة. كما أن أصل النزاع قائم على فكرة دينية، خاصة عندما رفعت إسرائيل الشعار الديني الذي ينطلق من مزاعم حقها التاريخي في أرض فلسطين واعتبارها أرض الميعاد وفقا لعقيدتها. كما أن رد الفعل الآخر بدوره كان مبنيا على نزوع ديني منذ الجيش الذي أسسه مفتي القدس أمين الحسيني تحت اسم «الجهاد المقدس» والذي لا يخلو من حمولة دينية، مرورا بدخول تيارات الإسلام السياسي على الخط منذ حسن البنا، إلى الثورة الإسلامية بإيران، حتى لحظة ميلاد حركة حماس، في النصف الثاني من الثمانينات، التي انطلقت من شعار الدين كأساس لمحاربة إسرائيل. في المقابل رغم انطلاق الجانب الإسرائيلي من أطروحات دينية في تأسيس كيانه، فإن قادته وظفوا الدين في هذا الصراع توظيفا براغماتيا، بدليل أن بعضا من هؤلاء القادة كانوا علمانيين مثل بن غوريون وغولدا مايير. > ما هي مخاطر إدارة الصراع من منظور ديني؟ > الدين أشبه بالسكين، نستخدمه في مطبخنا، ونجد من يستخدمه في قطع الطريق. كذلك من رغب في السلام يجد نصوصا كثيرة من القرآن تشجع على السلم و التعايش، دون أن ننسى الأحاديث التي تتحدث عن أخلاق نبي الإسلام تجاه جاره اليهودي، لكن من يرغب في زرع الفتنة، سيقول لك هم مجرد أحفاد القردة و الخنازير أو يستشهد بحديث "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود". فهنا الإشكال في التعامل مع التراث الديني، من أجل تحريره من رواسب الحقد والكراهية المبثوثة فيه، لأنه لا يمكن أن يوجد حل للصراع بين الشعوب دون البحث عن سبل التقارب والذهاب نحو السلام. أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور > فاعل جمعوي وناشط حقوقي > مهتم بقضايا الإسلام السياسي ونبذ التطرف > عضو حركة "ضمير" > منظم ومشرف على العديد من الندوات واللقاءات الفكرية.

أرقراق: التعصب الديني يؤجج الوضع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزناك: لا لإقصاء "المراكشيين" من التلفزيون

فجـوات إداريـة تعـدم التـراث

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات