“كورونا” ينخر سوق الشغل

معدل البطالة يتجاوز 17 في المائة في الحواضر و 242 ألفا من العاطلين الجدد تتواصل تداعيات الجائحة على سوق الشغل الذي يعرف ارتفاعا متواصلا في عدد العاطلين الجدد الوافدين عليه. وتأثرت قطاعات واسعة من النسيج الإنتاجي بالتدابير المعتمدة للحد من انتشار الوباء، ما دفع أرباب المقاولات التي تأثر نشاطها بالأزمة الصحية إلى اعتماد إجراءات لتقليص التكاليف، من أبرزها تخفيض الكتلة الأجرية، بتقليص عدد أجرائها، في حين أن أخرى اضطرت إلى توقيف نشاطها وتسريح عمالها، وفي غياب فرص شغل بديلة بسبب الركود الاقتصادي الذي يميز المرحلة والتحاق باحثين جدد عن فرص عمل، ارتفع عدد العاطلين بشكل ملحوظ. انضاف 242 ألف عاطل، إلى أعداد العاطلين، خلال الفصل الأول من السنة الجارية، مقارنة بنظيره من السنة الماضية، ليصل العدد الإجمالي للعاطلين إلى مليون و 534 ألف عاطل، وانتقل معدل البطالة، بذلك، من 10.5 في المائة إلى 12.5 على المستوى الوطني، في حين أن الوسط الحضري كان أكثر تأثرا، بالنظر إلى أن معدل البطالة به ارتفع من 15.1 إلى 17.1 في المائة، وارتفع بالوسط القروي من 3.9 في المائة إلى 5.3. وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط، أن معدل النشاط عرف ما بين الفصل الأول من السنة الماضية ومثيله من السنة الجارية، انخفاضا، ليستقر في حدود 45.5 في المائة، كما تراجع معدل الشغل من 41.2 في المائة إلى 39.9، ما أدى إلى فقدان 258 ألف منصب شغل بالوسط القروي وإحداث 56 ألف منصب بالوسط الحضري. من جهة أخرى، انتقل عدد السكان النشيطين المشتغلين في حالة شغل ناقص، ما بين الفصل الأول من السنة الماضية ونظيره من السنة الجارية، من 954 ألف شخص إلى 988 ألفا، بزيادة 34 ألف شخص. وهكذا انتقل معدل الشغل الناقص من 8.8 في المائة، إلى 9.2 في المائة، ويعد الرجال أكثر تأثرا بذلك، إذ المعدل في صفوفهم يصل إلى 10.2 في المائة، مقابل 5.6 في المائة بالنسبة إلى النساء. كما يختلف الوضع، بهذا الشأن، بين الوسطين الحضري والقروي، إذ أن المعدل في صفوف الرجال بالمدن لا يتجاوز 9 في المائة، في حين يتجاوز 12 في المائة بالوسط القروي، في وقت يظل في حدود 2.5 في المائة في صفوف النساء القرويات. وأرجعت المندوبية السامية للتخطيط ذلك إلى الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة "كوفيد -19" والتدابير التي اعتمدت، من أجل الحد من انتشار الوباء، وما كان لذلك من تأثيرات على النشاطات الإنتاجية، إضافة إلى تداعيات وانعكاسات أداء الموسم الفلاحي، الذي تأثر بالجفاف وانعكس على أداء الاقتصاد الوطني وفرص الشغل المحدثة. وأشار بحث المندوبية السامية للتخطيط إلى أن خمس جهات تضم 72 في المائة من مجموع السكان النشيطين، إذ يقطن 22.5 في المائة من مجموع السكان النشيطين بجهة الدار البيضاء- سطات، تليها جهتا مراكش آسفي و الرباط سلا – القنيطرة بنسبة 13.3 في المائة، ثم فاس – مكناس بـ 11.4 في المائة، وأخيرا طنجة - تطوان - الحسيمة بحصة 11.2 في المائة. وتسجل أربع جهات معدلات نشاط تفوق المعدل الوطني المحدد في 45.5 في المائة، ويتعلق الأمر بجهة الدار البيضاء، التي يصل فيها معدل النشاط 48.6 في المائة، وطنجة –تطوان – الحسيمة بنسبة 48.1 في المائة، ومراكش آسفي 46.1 في المائة، ودرعة – تافيلالت بـ46.4 في المائة، وسجلت أدنى المعدلات بجهة فاس مكناس بـ 42.5 في المائة، وسوس بـ42.3، ثم الجهة الشرقية بـ41.6 في المائة. ثلاثة أرباع العاطلين بخمس جهات يتمركز ثلاثة أرباع العاطلين (73 في المائة) في خمس جهات، وتأتي الدار البيضاء سطات في المقدمة، إذ تضم 27.5 في المائة من مجموع العاطلين، تليها الرباط-سلا-القنيطرة بـ13.1 في المائة، وفاس-مكناس بـ 12.5، وطنجة – تطوان – الحسيمة بـ10.7 في المائة. وسجلت أعلى مستويات البطالة في جهات الجنوب 19.6 في المائة، والجهة الشرقية 18.7 في المائة، وسجلت أدنى المستويات بجهات درعة – تافيلالت بمعدل بطالة في حدود 7.8 في المائة، ومراكش آسفي بـ 7.9 وبني ملال خنيفرة التي لا يتجاوز معدل البطالة بها 8.8 في المائة. القطاعات المتضررة فقد قطاع الفلاحة والغابات والصيد، ما بين الفصل الأول من السنة الماضية، وثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية 231 ألف منصب شغل، نتيجة فقدان 254 ألف منصب بالوسط القروي، وإحداث 23 ألف منصب شغل بالوسط الحضري. وووصل عدد مناصب الشغل المفقودة في القطاع الصناعي، بما فيها الصناعة التقليدية، 48 ألف منصب شغل على المستوى الوطني، 25 ألف بالوسط الحضري و 23 ألف بالوسط القروي، ما يمثل تراجعا في حجم التشغيل بهذا القطاع بناقص 1 في المائة. بالمقابل أحدث قطاع «البناء والأشغال العمومية» 39 ألف منصب شغل، 38 ألف منها بالوسط القروي، ما يمثل زيادة بنسبة 3.4 في المائة. عبد الواحد كنفاوي

“كورونا” ينخر سوق الشغل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مهنيو الصحة يرفضون نظام السخرة

إحباط تهريب أطنان من المخدرات بطانطان

مقالات ذات صلة