مطالب بإقرار “أسكاس أماينو” عيدا وطنيا

الصافي: من يطالب باعتماده عيدا وطنيا بناء على قصة انتصار الملك شيشونغ يتعسف على التاريخ المغاربة جميعا يعرفونه ب"حاكوزة" أو"العيد ديالنا...هاذاك ديالهم"، (في إشارة إلى عيد رأس السنة الميلادية)، لكن قليلين منهم، عربا وأمازيغ، يعرفون أن الأمر يتعلق بالسنة الأمازيغية، وقليلون منهم يدركون أن تاريخه يعود إلى ما قبل الملك شيشونغ، وبعضهم الآن يطلب ترسيمه بناء على قصة انتصار هذا الملك في مصر، والبعض الآخر يعتبر ذلك "أسطورة تعسفية". الجديد بالنسبة إلى المغاربة ليس هو الاحتفال، لأنهم جميعا، عربا وأمازيغ يحتفلون ب"حاكوزة"، إلا أنه في السنوات الأخيرة أخذ هذا الاحتفال اسما آخر ووجها آخر، وهو "السنة الأمازيغية"، حتى أن الحركات الأمازيغية والباحثين في هذا التاريخ الضارب في القدم حتى ما قبل الملك الأمازيغي شيشونغ، بدؤوا في الآونة الأخيرة ينزعون عن هذا الاحتفال طابع السطحية ويرمون بقشور "حاكوزة" كما يعرفها المغاربة بعيدا، ويبحثون عن جوهر هذا العيد. ومن هنا ظهرت مطالب باعتماد يوم 13 يناير من كل سنة عيدا رسميا مؤدى عنه، هو السنة الأمازيغية وفق التقويم الأمازيغي، بل أكثر من ذلك التأريخ لانتصار الملك الأمازيغي شيشونغ وإسقاطه فرعون مصر لتمتد مملكته من شمال إفريقيا إلى بيت المقدس والشام، لكن آخرين من الأمازيغ يرفضون ذلك بشدة، ومنهم الباحث الأمازيغي والعضو السابق بالمعهد الملكي للأمازيغية وعضو الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، الصافي مومن علي، إذ يقول "لابد أن يصبح هذا اليوم عيدا وطنيا، لكن ما أختلف فيه مع الذين يرفعون هذا المطلب، هو أن يؤرخ هذا اليوم لاحتلال شيشونغ مصر، فليس هناك شعب يحتفل باحتلاله وغزوه بلدا آخر، ولن نتلقى لهذه المناسبة أي تهنئة"، قبل أن يضيف أنه بعد بحث طويل توصل إلى فكرة توافقية، "الدولة ستجد حرجا في اعتماد هذا اليوم عيدا وطنيا على هذا الأساس، لكن هناك صيغة توافقية وهي أن نعتبر هذا اليوم هو اليوم الذي اعتمد فيه شيشونغ التقويم الزمني الأمازيغي، وليس يوم انتصاره في مصر، بل اعتماد التقويم الزمني الأمازيغي في مصر".ويشرح الباحث نفسه أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية غير مرتبط تاريخيا بشيشونغ، "بل احتفل به الشعب الأمازيغي قبل وجود الملك شيشونغ بنفسه، إنه احتفال ضارب في القدم، وهو عيد الأرض".وهذا ما يفسر حسب الباحث الأمازيغي نفسه مجموعة من الطقوس المرتبطة باحتفالات السنة الأمازيغية أو "حاكوزة" كما يعرفها المغاربة، وهو تعبير يرفضه الباحث نفسه، أو السنة الفلاحية كما يشار إليها رسميا، ومن بين هذه الطقوس، طبيعة الأكلات المعدة بهذه المناسبة "كل المنتوجات الفلاحية تحضر، وهذا دليل قاطع على أن الاحتفال هنا يتعلق بالأرض وليس بأي انتصار كيفما كان، هو عيد للامتنان للأرض بمنتوجاتها المتعددة، لذلك تعد في هذا اليوم أكلات بجميع أنواع القطاني وكذلك تعد وجبة الكسكس بجميع الخضر (سبع خضاري)، وغيرها من الوجبات التي تحضر فيها المنتوجات الفلاحية على وجه الخصوص".واعتبر الصافي الدعوة إلى الاحتفال بانتصار شيشونغ باحتلاله أرض الغير، "أسطورة تعسفية" و"إساءة" إلينا كأمازيغ، "شيشونغ لم يخلق هذا العيد، بل هو موجود قبله، ويحتفل به المغاربة قبل الفتح الإسلامي، كما يحتفلون بعيد الميلاد بعد أن دخل المستعمر الفرنسي البلاد، كما أنهم يحتفلون بالسنة الهجرية بعد دخول الإسلام إلى المغرب.وقال الصافي إن السنة الأمازيغية ليست مرتبطة باحتفال ديني أو سياسي، بل هو احتفال بالأرض لا أقل ولا أكثر، ولا يجب أن يتحول إلى غير ذلك.هذا ما يعرفه الباحثون، وما تطالب به الحركات الأمازيغية على اختلاف مشاربها، لكن بالنسبة إلى عامة الناس، فالأمر يتعلق فقط ب"حاكوزة"، ب"سبع خضاري" وب"التمر أو البيضة" المخبأة بعناية وسط "قصعة" الكسكس، وهي كذلك إلحاح الأم على الأبناء على ضرورة إنهاء كل الطعام الموجود في الإناء، وإلا فإن عجوزا ستمر ليلا بفراشهم وتتفقد بطونهم، وإذا لم تكن منتفخة ستحشوها بالتبن، عقابا لهم على عدم الامتنان. وهذا لا علاقة له، يقول الباحث الصافي، بعيد الأرض، هذه تفسيرات مغلوطة، فلهذا العيد تاريخ ويجب أن يستعيد هويته. ضحى زين الدين

مطالب بإقرار “أسكاس أماينو” عيدا وطنيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إضراب بالجماعات المحلية لثلاثة أيام

العيون بين روافد أزوان وروافد كديم إزيك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات