الإنترنت لربط جسور التواصل مع القاعدة

وسيلة بكلفة أقل وفعالية أكبر لنشر الأفكار الظلامية واستقطاب المتطوعين وتمويل العمليات الإرهابية في السابق كانت مخاوف وهواجس الأجهزة الأمنية تتجلى في تسلل قراصنة إلى الأنظمة المعلوماتية والحواسيب المركزية لإدارات ومرافق الدولة الأكثر حساسية، وتخريبها أو قرصنة بياناتها وملفاتها السرية، كما حصل مع موقع وزارة العدل، أو وزارة الطاقة والمعادن، وغيرهما، واليوم صار الهاجس الأكبر لكافة الأجهزة الأمنية بالمغرب هو استغلال نتاج الثورة المعلوماتية، الإنترنت، من طرف التنظيمات الإرهابية، لأن الأمر أشد خطورة وأكثر ضررا وتأثيرا على الأمن والاستقرار.وإذا كان القراصنة «العاديون» يلجؤون إلى استغلال الشبكة العنكبوتية لتحقيق الكسب ومراكمة الثروات، ولو من الحسابات البنكية للغير، فإن التخوفات قائمة من استغلال الشبكة العنكبوتية في أعمال إرهابية، تمس الأمن العام للدولة، وتهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وبات من المؤكد أن أفراد التنظيمات الإرهابية استغلوا شبكة الإنترنت استغلالا غير مسبوق، وحققوا بواسطتها طموحات كان من المستحيل تحقيقها دونها، إذ تمكنوا من ربط جسور التواصل بين بعضهم البعض في العالم بأسره من جهة، وبتنظيم القاعدة من جهة أخرى، إذ تساعد شبكة الإنترنت المنظمات الإرهابية المتفرقة على الاتصال في ما بينها والتنسيق نظرا لانعدام تكاليف الاتصال مقارنة بالوسائل الأخرى.ويستغل الإرهابيون وسيلة الإنترنت في عمليات ومراحل مختلفة، إذ ينشرون عبره أفكار الفتنة والتطرف، للحرية المطلقة وصعوبة الرقابة، وتجنيد المتطوعين للجهاد في بؤر التوتر بالعالم، إضافة إلى وسائل تمويل العمليات التفجيرية في مختلف بقاع العالم.ويرى الخبراء أن أفراد التنظيمات الإرهابية يستخدمون الإنترنت للبحث عن المعلومات الحساسة التي يسعى الإرهابيون إلى الحصول عليها مثل وصفات الأحزمة الناسفة والمتفجرات التقليدية الصنع وأماكن المنشآت النووية والمطارات الدولية والمعلومات الخاصة بسبل مكافحة الإرهاب.يذكر أن المديرية العامة للأمن الوطني أحدثت، في الآونة الأخيرة، فرقة خاصة بالمعلوميات وأنظمة الاتصال، تتكلف عناصرها بتتبع مختلف مظاهر الجريمة المعلوماتية، وعلى رأسها استغلالها من طرف إرهابيين. وشاركت هذه الفرقة، مع خبراء في الاتصال والمعلوميات بإدارة مراقبة التراب الوطني، في تعقب وتفكيك تنظيمات إرهابية كبرى، كانت آخرها شبكة الفلسطيني. وكشفت أبحاث هذه الفرقة حول البريد الإلكتروني للمتهم الفلسطيني أنه كان يتواصل مع «جهاديين» عرب يقيمون في الأردن وفلسطين والعراق عبر الإنترنيت، وكانوا يساندونه في مشروعه لتدريب «مقاتلين» بالمغرب وتنفيذ عمليات تخريبية. وتبين، من خلال هذه الأبحاث، أن المواطن الفلسطيني احتضنته أسرة مغربية كان يرغب في الزواج من إحدى بناتها، وأنه شكل «خليته» عبر شبكة الإنترنيت انطلاقا من بعض مدن الأطلس المتوسط، وسعى من خلال علاقاته السابقة ب»جهاديين» أجانب إلى تمويل مخططاته بالمغرب، عن طريق إقامة معسكر تدريبي بضواحي أزيلال.كما كشف خبراء الأمن حالات متعددة لجرائم إرهاب معلوماتية عديدة، وصلوا إلى مرتكبيها في أوقات زمنية قياسية، قبل تقديمهم إلى العدالة. وجاء إيقاف المتورطين من خلال تتبع الأرقام الاستدلالية للشبكة، من طرف خبراء الحاسوب.وتساعد فرق المعلوميات وأنظمة الاتصال المحققين الميدانيين على تعقب التنظيمات المتشددة، من أجل معرفة تحركاتها وأنشطتهما والنفاذ إلى مخططاتهما وأفكارهما، والوصول إلى جميع الرؤوس المتورطة، لإحباط أي عملية إرهابية تستهدف الأمن العام في البلاد.ويلجأ الكثير من خبراء الأمن المغربي، شأنهم شأن غيرهم في مختلف الدول العالمية المهددة بخطر الإرهاب، إلى استغلال برامج تجسس معلوماتية تقوم بسلوكات معينة، أهمها جمع المعلومات الشخصية، دون علم المبحرين في الإنترنت. وأحيانا يلجأ الخبراء إلى طريقة أخرى من أجل تثبيت برامج التجسس في جهاز الحاسوب المعني، من خلال إرسال برنامج أو رسالة يشكل موضوعها اهتماما لدى الشخص المعني، من أجل الموافقة عليها، ليتم تثبيت برامج على أجهزة الحاسوب للتجسس على المستخدمين، دون انتباههم. وتتجلى أهداف الأجهزة الأمنية من ذلك في مراقبة سلوكات المشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية، خدمة للأمن والاستقرار بالبلاد. محمد البودالي

الإنترنت لربط جسور التواصل مع القاعدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خريطة المواقع والمنتديات الإرهابية بالشبكة المعلوماتية

ضرورة التعاون الدولي لمواجهة جرائم المعلوميات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات