الرجاء … إلى أين؟

غضب جماهيري على المكتب وسلامي يقرر التنحي ووقفة احتجاجية للفصائل تفجرت الأوضاع مجددا داخل بيت الرجاء الرياضي، في الساعات القليلة الماضية، بعدما جدد المكتب المسير تشبثه بجمال سلامي مدرب الفريق الأول، بعد اجتماعين، الأول بين أعضاء المكتب نفسه، والثاني بين لجنة مصغرة برئاسة رشيد الأندلسي وسلامي. ومباشرة بعد تأكيد بلاغ رسمي للنادي الإبقاء على سلامي، توالت ردود الفعل الغاضبة من الجماهير الرجاوية، إذ لم تنتظر الفصائل المشجعة للنادي كثيرا، قبل أن تصدر بلاغا مقتضبا، رفعت فيه حجم مطالبها إلى حد رحيل المكتب برمته، بالإضافة إلى استقالة المدرب، فيما أوكلت للمنخرطين مهمة تشكيل لجنة مؤقتة لقيادة الفريق، إلى حين عقد جمع عام، ينتخب فيه رئيس جديد. ولتزيد النار اشتعالا في البيت الرجاوي، أعلن أنيس محفوظ، الكاتب العام، استقالته، مساء أول أمس (الثلاثاء)، من المنتظر أن تليها استقالات أخرى، لأعضاء رافضين للوضع الحالي، فيما أبدى سلامي نفسه رغبة في إنهاء مهامه بالفريق، بعد وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه. غضب الجماهير لم تنتظر الفصائل المساندة للرجاء، وقتا طويلا، قبل الخروج ببلاغ ناري، أول أمس (الثلاثاء)، أعلنت فيه «العصيان»، رافضة قرار المكتب بالإبقاء على سلامي مدربا. ولم يقف البلاغ عند ذلك الحد، بل أعلن أن جماهير الرجاء بات لها مطلبان آخران، يتمثلان في رحيل المكتب، إذ اعتبرته غير مؤهل لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة، مطالبة المنخرطين بالالتفاف وراء الفريق وتشكيل لجنة مؤقتة، تقود النادي إلى حين عقد جمع عام، ينبثق عنه رئيس ومكتب جديدان. واعتبرت جماهير الرجاء أن قرار المكتب الإبقاء على سلامي، تحد واضح للجماهير، التي طالبت غير ما مرة برحيله، بسبب اختياراته وتضييعه نقاطا كثيرة في البطولة، ناهيك عن عدم رضى شريحة كبيرة من الرجاويين عن مستوى المجموعة، إذ كانت الهزيمة في الديربي النقطة التي أفاضت الكأس. وقفة احتجاجية أكد بلاغ الفصائل أنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية أمام ملعب الوازيس، الأحد المقبل، في الثالثة، للضغط على المكتب والمدرب. وطالبت الفصائل في بلاغها، الجماهير بالحضور في الوقت المحدد، من أجل إسماع صوت الجماهير الغاضبة. وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها جماهير الرجاء إلى تنظيم وقفة احتجاجية بالوازيس، إذ سبق أن تداولت صفحات مساندة للفريق طلبات بتنظيم وقفة أمام ملعب النادي، لكنها لم تتم. وسيكون على رجال الأمن رفع حالة التأهب، قبل وقفة الأحد، كما فعلوا قبل أيام، وبعد الخسارة في الديربي، إذ جابت دوريات أمنية محيط ملعب الوازيس تحسبا لأي وقفة أو حضور جماهيري أخضر. ومن المقرر أيضا، أن يعمد الأمن إلى منع الوقفة، بسبب التدابير المعمول بها وطنيا للحد من انتشار وباء كورونا. استقالات تحرك المنخرطين بعد كل هذه المستجدات، بدا أن جزءا من المنخرطين سيأخذون بزمام الأمور، ويطالبون المكتب باجتماع عاجل، بغية إيضاح بعض النقاط، ودراسة مطالب الجمهور، الذي أكد رحيل كل أعضائه. وطالب بلاغ الفصائل المنخرطين بالتحرك، من أجل تعيين لجنة مؤقتة، تقود الفريق إلى حين انتخاب مكتب مسير جديد، من خلال جمع استثنائي. وحسب معلومات «الصباح»، فإن المنخرطين سيتشاورون مع أعضاء المكتب، قبل اتخاذ أي خطوة، رغم أن بعضهم غضب بسبب قرار المكتب الأخير، الإبقاء على سلامي مدربا. وما زاد من الضغط على المكتب، إعلان أنيس محفوظ استقالته من منصبه كاتبا عاما، معتبرا أن الظروف لم تعد مواتية، وأن هناك غيابا للرؤية، ماليا وتسييريا. ومن المنتظر أن تتوالى استقالات أخرى على مكتب الرجاء، وهو ما يوحي بتحرك وشيك للمنخرطين، بغية تحديد الخطوة المقبلة، والتي يمكن أن تسير في اتجاه تشكيل لجنة تدبر أمور النادي، مع اختيار تاريخ لعقد جمع استثنائي لانتخاب رئيس جديد. برمجة لا ترحم في خضم كل هذه المشاكل التسييرية والتقنية، تنتظر الفريق مباريات هامة وقوية في الأيام المقبلة، أولاها استقبال بيراميدز المصري بالبيضاء، لحساب الجولة الثالثة من مجموعات كأس الكنفدرالية الإفريقية «كاف». وسمحت السلطات المغربية للرجاء باستقبال بيراميدز، إذ تم إبلاغ الجانب المصري بالمستجد، وأنه بات بإمكانه شد الرحال للبيضاء، قبل المباراة المقررة في 4 أبريل المقبل. وسيكون على الرجاء، السفر للقاهرة أسبوعا بعد مباراة الذهاب، من أجل إجراء مواجهة الإياب، في مسابقة يعول عليها الفريق الأخضر كثيرا، لتعويض إخفاق الإقصاء من عصبة أبطال إفريقيا، من الدور الأول، على يد تونغيث السنغالي. وبالإضافة إلى مباريات مجموعات «كاف»، فإن الفريق مقبل على مواجهات قوية في البطولة، لتعويض خسارة الديربي، إذ لم يعد أمامه هامش للخطأ، إذا ما أراد المنافسة على اللقب، بعدما بات ثانيا، وراء الوداد الذي يتقدم عليه بثلاث نقاط، مع مباراة ناقصة. سلامي يطلب الإعفاء بعد الغضب الذي عم البيت الرجاوي، مساء أول أمس (الثلاثاء)، ذكرت مصادر مطلعة أن سلامي أبلغ مسؤولي المكتب بأنه يرفض مواجهة الجماهير، ويولي أهمية كبيرة لاستقرار النادي، وأنه مستعد للتنحي، لمصلحة الفريق العليا. وحسب المصادر نفسها، فإن سلامي أبدى استعداده لتقديم استقالته، وجدد مطلبه الذي أعلن عنه خلال اجتماعه بالمكتب المسير، المتعلق بمستحقاته المالية، إذ أكد أنه لن يطالب بها في مؤسسات تحكيمية أخرى، وسيترك للمكتب صلاحية الحسم فيها. ولم يتوصل سلامي ببعض رواتبه الأخيرة، بالإضافة إلى منح مازالت عالقة، لكنه شدد على أن وحدة البيت الرجاوي أهم من أي شيء آخر. ورفض مدرب الرجاء مواجهة الجمهور، إذ أكد أنه لن يظل في منصبه إذا طالبته يوما ما الجماهير الخضراء برحيله. وبهذا ينهي سلامي مقامه بفريقه الأم، الذي فاز رفقته بنسخة الموسم الماضي من البطولة الوطنية، بعد سنوات من الغياب، بالإضافة إلى وصوله لنصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا، وخسارته أمام الزمالك المصري، فيما أوصل الفريق لنهاية كأس محمد السادس للأندية البطلة، إذ مازال الجميع ينتظر برمجة النهائي أمام اتحاد جدة السعودي بمركب مولاي عبد الله بالرباط. تثبيت المدرب... الشرارة لم يستسغ عدد من الرجاويين قرار المكتب المسير، الصادر أول أمس (الثلاثاء)، بعد سلسلة من الاجتماعات، بالإبقاء على جمال سلامي مدربا، رغم غضب الجماهير ومطالبة فئة عريضة منها برحيله، بعد الهزيمة أمام الوداد الرياضي، الأحد الماضي، في الديربي 129، بهدفين لصفر، لحساب الجولة العاشرة من البطولة. واعتبرت فصائل الرجاء في بلاغها الأول، أن رحيل سلامي بات حتميا، كما وجهت إلى المدرب رسالة تهديد واضحة، تطالبه بتقديم استقالته، أو الاستعداد لمواجهة الجماهير بباب الوازيس. وبعد اجتماع الاثنين الماضي، شكل المكتب المسير للفريق الأخضر، لجنة مصغرة ترأسها رئيس النادي نفسه، رشيد الأندلسي، من أجل الاجتماع بالمدرب ودراسة مستقبله، بعدما أحدث الموضوع انقساما بالمكتب. واجتمعت اللجنة المصغرة، أول أمس (الثلاثاء)، بجمال سلامي، الذي منح مسؤولي الفريق الحق في اتخاذ أي قرار يرونه مناسبا، حتى لو كان إقالته من منصبه، واعدا أنه لن يطالب بمستحقاته، لعلمه بوضعية الفريق المالية الحرجة. وبعد ساعات قليلة من الاجتماع، أعلن المكتب قراره الأخير، بتثبيت سلامي مدربا للفريق، مبرزا في بلاغ أن ذلك راجع لرغبة أعضائه الحفاظ على الاستقرار التقني، في ظل البرمجة القاسية التي تنتظر الفريق، الذي ينافس على واجهات مختلفة، البطولة وكأس الكنفدرالية، والبطولة العربية التي ينتظر بفارغ الصبر إعلان تاريخ تنظيم مباراتها النهائية، أمام اتحاد جدة. إعداد: العقيد درغام

السراح لضابط مخابرات مزور

الحبس لحلاق بالجديدة

مقالات ذات صلة