صراع بنكيران وشباط يمتطي “طوبيسات” فاس

المخارق و"بيجيدي" و"ثورة الملك والشعب" يتنافسون على اقتسام تركة الاتحاد العام بوكالة النقل تأجج زوال أول أمس (الثلاثاء) غضب عمال ومستخدمي شركة «سيتي باص»، بديل الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس، التي أقبرت قبل 9 أشهر، في معركة إثبات الذات، فيما يشبه استعراض العضلات في تنقيب حثيث ودؤوب عن هوية جديدة وبديلة لنقابة حميد شباط التي تلقت ضربة موجعة، بعد إعلان عشرات الموظفين عصيانهم عليها منذ نحو أسبوعين. عشرات العمال خرجوا مدعمين بطلبة وفاعلين نقابيين، في مسيرة جابت شارعي الحسن الثاني وعلال بن عبد الله، رافعين شعارات حماسية من قبيل «واخا تعيا تطفي غتشعل، غتشعل»، في ثاني «انتفاضة» خارجية بعد مسيرة مماثلة، مساء الاثنين الماضي، طوقت بحصار أمني، واحتجاجات تواصل بمقر الاتحاد المغربي للشغل بشارع مولاي يوسف، بعد إفراغهم من مقر الشركة.واتضح تسييس شعارات المشاركين في «ثورة الغضب»، بعدما طالبت بإسقاط الشركة، بل امتدت للمطالبة برأس حميد شباط الموجهة إليه أصابع الاتهام بالوقوف وراء تفويت النقل الحضري لهذه الشركة التي يقولون إنها «أجحفت في حق العمال» و«لم تضف أي جديد للقطاع، اللهم صباغة وصيانة الأسطول القديم للوكالة»، مطالبين برفع اليد عن دفتر التحملات المجهول. «هز قدم حط قدم، الشوارع عامرة بالدم»... شعار رفعه المحتجون في وجه القوات العمومية التي طوقتهم بعدما انضافوا إلى سكان جماعة الصميعة بتازة، الذين وقفوا أمام محكمة الاستئناف بفاس، احتجاجا على الأوضاع التي تعيشها جماعتهم، في اليوم نفسه لمثول رئيسها ومقاول أمام قسم الجرائم المالية، بتهمة اختلاس وتبديد أموال عمومية. قامت نقابة المخارق بإنزال قوي بالمدينة لدعم احتجاجات ونضالات عمال هذه الشركة الذين أعلنوا ولاءهم لها، بعد عصيان فقدت فيه نقابة شباط أكثر من 490 مستخدما بالشركة التي شكلت على عهد الوكالة أحد أهم القطاعات المحصنة لوجود الاتحاد العام للشغالين بفاس، بسبب طرد 49 عاملا ومستخدما لأسباب مختلفة ومتباينة ربطتها الشركة بالتهاون في العمل. مسؤولو النقابة أطروا مهرجانا خطابيا بمقرها، سبق «حشد الهمم» للخروج في مسيرات احتجاجية يومية للفت انتباه السلطات إلى مطالبهم وضرورة الاعتراف بهذا الفرع النقابي، بعدما رفضت السلطة المحلية التي هاجمتها شعارات المحتجين، تسلم ملفه القانوني، لأسباب ربطها بضغوط مورست من الطرف الخاسر في هذه المعركة التي تأججت قبل أسبوعين.«مجموعة ثورة الملك والشعب» وأطياف أخرى أعلنت ميلادها من داخل «طوبيس» فاس الذي أثار شهية النقابيين والسياسيين لاستقطاب ما يمكن استقطابه من عمال لفظتهم شركة سيتي باص، ويبحثون عن موطأ قدم في إطار يحضنهم ويحتضن آلامهم ومشاكلهم المستفحلة بعد متابعة 76 منهم وإعلان قرب التخلص من «التركة القديمة الموروثة عن الوكالة المدفونة». ويبدو أن محاولات استقطاب مستخدمي الشركة الذين دخلوا في احتجاجات منذ 15 ماي الجاري ضد طرد زملائهم وضرب المكتسبات وعدم الوفاء بالوعود المقدمة بتحسين أوضاع العمال والقطع مع مشاكل متراكمة على عهد الوكالة المفلسة، جارية على قدم وساق بين فاعلين نقابيين وسياسيين بالمدينة، يثير الموضوع لعابهم ودخلوا بقوة على الخط أملا في نصيب من الكعكة.وبدوره دخل حزب البيجيدي، على الخط ولم يقف مكتوف الأيدي، حيال ما يجري مفضلا نقل المعركة بينه وبين شباط إلى دروب الشركة، رغم تبرؤ مسؤوليه في ندوة صحافية نظمت الجمعة الماضي، من أي تدخل للاستقطاب أو غيره، متحدثين عن تحقق نبوءتهم فيما يخص التخوفات التي طالما أعلنوها مع قرب إفلاس الوكالة والاستعداد للبحث عن بديل فعلي عنها.ومقابل ذلك يتهم أنصار شباط، بعض ناشطي حزب العدالة والتنمية، بالوقوف وراء تأجيج الاحتجاجات بالشركة وإشعال فاس باحتجاجات مختلفة أمام ارتفاع وتيرة غضب الشارع الفاسي الذي امتد ليشمل المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بالمدينة، في قطاع يتحكم في رقابه مسؤول استقلالي، إثر وقفة نظمت أول أمس (الثلاثاء)، بالمستشفى المذكور. الجامعة الوطنية للصحة طالبت الشغيلة بتنفيذ هذه الوقفة، التي تزامنت مع خروج عمال شركة سيتي باص إلى الشارع في معركة «الدروب» والأزقة التي أعلنتها نقابة مخاريق، في إطار صراع نقابي لإثبات الذات واكتساب الشرعية، واحتجاجات يتهم زملاء عبد الإله بنكيران، بالتحكم فيها عن بعد، باستعمال تقنية «التيليكوموند»، رغم نفي ذلك من قبل المستخدمين أنفسهم. حميد الأبيض (فاس)

صراع بنكيران وشباط يمتطي “طوبيسات” فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البطولة تختتم الأحد بنهائي "الكاك" و"الكوديم"

بايرن يطلب حماية دولية لنجومه بالمغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات