الحصار الطبيعي يؤجج غضب سكان بإقليم تاونات

سكان أربع جماعات نظموا وقفة أمام دائرة قرية با محمد وأكثر من 18 ألف مواطن في عزلة تامة بعد انهيار قنطرة كلا أجج واقع العزلة والتهميش الطبيعي المفروض بعد الأمطار الأخيرة، احتجاجات سكان عدة مناطق بإقليم تاونات. بعضهم وقف احتجاجا وللتأمل في واقعه، وآخرون أعلنوا عن تصعيد خطواتهم الاحتجاجية بعدما ضاقوا ذرعا باستمرار معاناتهم طيلة أسابيع خلت، فيما تقف المصالح المختصة، موقف المتفرج حيال الوضعية المزرية التي يعيشونها و»لا منفذ يخلصهم منها». أصوات الاستنكار تعالت من قرية با محمد وكلاز منطلق مسلسل «الغضب»، والبقية تأتي. والمسؤولون مطالبون بالإنصات للغاضبين وحل مشاكلهم الحقيقية، عوض تقديم الوعود الحاجبة للحقيقة ب»غربال» رفيع. وفي انتظار ذلك، يعيش آلاف السكان، حصارا طبيعيا خاصة في كلاز، يحتاج إلى اهتمام و»نيات حسنة»، لرفعه عنهم وتخليصهم من كوارث أخرى. 40 دوارا في عزلةعشرات الأشخاص من نحو 40 دوارا بأربع جماعات تابعة لدائرة قرية با محمد، احتجوا الأسبوع الماضي أمام مقر الدائرة، للمطالبة بفك العزلة عنهم، الناجمة عن الحالة المزرية التي آلت إليها الطريق/ الشريان الهام والمنفذ الوحيد لهم، إلى عدة مناطق وجهات. وعود والتزامات من عدة مسؤولين بالمنطقة، هي حصيلة لقاء الغاضبين بهم، الذي حضرته السلطة المحلية. سكان جماعة مولاي عبد الكريم، هم الأكثر تضررا من وضعية هذه الطريق وما لحقها من أضرار جسيمة، اعتبارا لنسبة استفادة الجماعة منها، المقدرة ب60 في المائة، متبوعة بجماعة مولاي بوشتى الخمار (28 في المائة)، وجماعة بني سنوس (8 في المائة) وبلدية قرية با محمد بنسبة 4 في المائة. لذلك كانوا الأكثر حضورا في وقفة زوال الأربعاء الماضي، أمام الدائرة. يضم محور هذه الطريق، مدارس الكوثر وسيدي احماموش وكعدة الحمراء والرواجع. وأي تعثر في حركة المرور بها، يؤثر سلبا على العملية التعليمية بها، والحياة الطبيعية لسكان دواوير البزازنة والخيايطة والزغارة والودنيين وأولاد حدوك والسباعات والزعري وأولاد علال والدهار وقريدات واشواوطة والحناجة والقطار وأولاد الجيلالي والشتويين ودشر علي، وغيرها. ورغم مرور عدة أسابيع على عزلة هؤلاء السكان، والوعود المقدمة لهم من قبل المسؤولين قبل الانتخابات الجماعية الأخيرة وما بعدها، ف»الحال ما زال على ما هو عليه» يقول أحد أبناء المنطقة، ما يفرض التعجيل بالالتفاتة إلى هذه الطريق لأهميتها وكي لا تتحول إلى مجرد «ورقة انتخابية» تستعمل عند كل استحقاق انتخابي، وتطوى بمجرد انصرام تاريخه. وعود تمحوها المعاناة في لقائها الأربعاء الماضي، مع السكان الغاضبين بالجماعات الأربع، التزمت السلطة المحلية في شخص قائد قيادة فشتالة بني سنوس ورئيس دائرة قرية با محمد، بإيجاد حل عاجل لفك العزلة عنهم عن طريق «تخصيص حصة زمنية كافية لترميم الطريق»، وعقد لقاء بين رؤساء الجماعات المعنية وعامل الإقليم والمدير الإقليمي للتجهيز، لإيجاد حل نهائي للمشكل بتعبيد الطريق بمواصفات علمية.وإضافة لهذه الوعود، التزم رئيس جماعة مولاي بوشتى الخمار، الحاضر لأطوار الحوار، ببناء ثلاث قناطر عن طريق اختيار مقاول بدفتر للتحملات. وهي تعهدات ينتظر السكان الممثلون في الاجتماع بعدة أفراد منهم وممثلو المجتمع المدني والحقوقي خاصة الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة فاس، تفعيلها في القريب العاجل، حتى لا تعرف نفس مصير سابقاتها. تفعيل الوعود، أمل يحدو سكان جماعة كلاز أيضا، منها مباشرة الأشغال مرحليا في إحداث قنطرة مؤقتة بديلة عن القنطرة المنهارة، لإعادة حركة السير إلى طبيعتها العادية، على أن «يتم إنجازها في وقت وجيز لتمكين السكان من تجاوز هذا المشكل»، حسب ما أفاد مسؤول قطاع التجهيز بتاونات، في تصريحات صحفية، تحدث فيها عن «نحن في سباق مع الزمن لإنجاز القنطرة». المسؤول نفسه وعد بإحداث قنطرة جديدة بعرض 10أمتار بمواصفات حديثة، يجري إعداد الدراسة التقنية الخاصة بها من قبل الوزارة، لحل المشكل نهائيا، مشيرا إلى برمجتها خلال المخطط الخماسي الممتد بين 2010 و2014. وهو أمل يسكن مخيلة السكان الذين ضاقوا ذرعا بمعاناة دامت أكثر من شهر، وما زالت متواصلة في انتظار «كودو» الذي «قد يأتي أو لا يأتي». حصار طال أكثر من اللازمسكان جماعة كلاز بدائرة غفساي المنتفضة أخيرا في مسيرة ضد الانقطاعات المتكررة والمفاجئة للتيار الكهربائي، ضاقت بهم الأرض بما رحبت، ونفد صبرهم أمام الارتفاع اليومي لمعاناتهم جراء انهيار قنطرة وادي أمزاز إبان التساقطات المطرية الأخيرة، و»تفاقم الوضع وتماطل السلطات المعنية في فك العزلة عنهم» يقول محمد أولاد عياد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. احتجاجهم أصبح واردا في أي لحظة، أمام ارتفاع موجة غضبهم واستنكارهم وتذمرهم من أوضاعهم المعيشية المزرية الناتجة عن واقع التهميش والإقصاء المضروب على الجماعة، التي «ازدادت حدة للعزلة التي أصبحوا عليها بعد انهيار تلك القنطرة»، إذ «تعمقت «الأزمة أكثر مما كانت عليه، وتتجلى ملامحها على كافة المستويات الصحية والتعليمية وأعطاب التيار الكهربائي والماء الشروب».تحولت الحياة داخل هذه الجماعة إلى «جحيم» كما وصفها المصدر الحقوقي المذكور، استنادا إلى عرائض احتجاجية توصل بها فرع الجمعية من سكان الدواوير التابعة لها، والبيان الصادر عن اللجنة المحلية للجمعية بكلاز، الذي عبرت فيه عن احتجاجها واستنكارها الشديد لصمت وتماطل المسؤولين في التدخل من أجل فك حصار على سكان الجماعة الذي «طال أكثر من اللازم». أكثر من 18 ألف شخص في عزلةوفي انتظار الآتي من الخطوات الاحتجاجية وما يمكن أن تسفر عنه، يعيش أكثر من 18471 مواطنا ومواطنة من سكان جماعة كلاز «ضحايا التهميش والحيف والنسيان» كما سماهم بيان لفرع الجمعية الحقوقية، حصارا حقيقيا بفعل انهيار تلك القنطرة التي «لم تنته بعد مدة صلاحيتها». ويعيش السكان واقعا لا يحسدون عليه، منذ انهيار تلك القنطرة، لصعوبة التنقل لقضاء المآرب والحاجيات الشخصية والإدارية، ما يعرقل مزاولتهم لأنشطتهم اليومية بكل اطمئنان. وهو سر غضب تلك الجمعية الحقوقية التي تبنت ملف المتضررين وتثمن خطواتهم الاحتجاجية المعلنة، وتطالب بفك الحصار عنهم والاستجابة إلى مطالبهم العادلة والمشروعة، ورص صفوف الهيآت لدعمهم. وفي انتظار تسريع وتيرة التدخل لفك الحصار عن الجماعة، يلجأ السكان إلى طرق محفوفة بالمخاطر لتأمين تنقلهم بين ضفتي الوادي، عن طريق قوارب تشكل خطرا في غياب تدخل السلطات للسهر على حماية وضمان سلامة المواطنين والمواطنات وتوفير الأمن والأمان والوصول إلى شط الأمان، في وقت أدى الوضع إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والأساسية. وينتظر المنكوبون تدخلا من المسؤولين لتخفيف معاناتهم وحدة العزلة بعد انهيار القنطرة يوم الثلاثاء 30 نونبر الماضي، التي «تعتبر شريانا لا ينضب وممرا رئيسيا لعدة دواوير بالجماعة، تعيش وضعا صعبا». حميد الأبيض (فاس)

الحصار الطبيعي يؤجج غضب سكان بإقليم تاونات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمطار تهدم برجا تاريخيا بالجديدة عمره 800 سنة

الشاب خلاص في "ديو" مع نجم أمريكي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات