مغبون عند المستهلك

عبداتي: رهان الجودة والسعر خيار لتعزيز التنافسية مع العرض الأجنبي أكد شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، أن المستهلك يجد نفسه حائرا أمام تعدد أنماط الإنتاج والاستهلاك، في ظل انتشار وتوسع الأسواق وتأثيراتها المتبادلة وتباين الأسعار بين المنتوجات الوطنية والعالمية. وأوضح عبداتي في حديث مع "الصباح" أن المنتجين والموزعين يوفرون سلعا وخدمات مختلفة، مستعملين تقنيات التسويق لعرضها، بهدف إثارة رغبات المستهلك والتأثير عليه، وتحفيزه على اقتناء منتوج دون غيره، من بينها آلية الإعلان والإشهار والدعاية. ويرى عبداتي أن المستهلك الإيجابي له ثقافة استهلاكية، تساعده على تحديد اختياراته بوعي، في حين هناك مستهلك ينساق وراء الإعلان البراق، ليجد نفسه وسط أسواق تعج بالعروض المختلفة، تصعب مأمورية الاختيار. ومن حق المستهلك أن يتمتع بمنتجات ذات تنافسية من حيث الجودة والسعر، سواء كانت منتوجا محليا أم مستوردا من الخارج، علما أن الأسواق المغربية مليئة بمنتجات من التصنيف الثالث أو الرابع، بل وأحيانا بسلع رديئة وغير صحية، ومع ذلك، يقول عبداتي، تحظى بإقبال كبير من قبل ذوي الدخل الضعيف. ورغم الجهود المبذولة من أجل تشغيل آلة الإنتاج الوطنية، عبر تشجيع استهلاك المنتوج الوطني، وتقليص الواردات، إلا أن هناك عددا من الشركات المغربية حاصلة على شهادات الجودة، لكن منتوجاتها ليست معروفة لدى المستهلك، ما يجعل استهلاكها محدودا، إما لضعف الدعاية، أو لسوء العرض والتوزيع أو لغلاء أسعارها. وأكد عبداتي أن تشجيع المنتوج الوطني يحتاج إلى إستراتيجية وطنية، تقوم على التحسيس بأهمية استهلاك المنتوج الوطني، لإقناع المستهلك بضرورة تغيير عاداته الاستهلاكية، وتوعيته بأن المنتوجات المستوردة تطرح منافسة قوية أمام المنتوجات الوطنية، خصوصا أن بعض الدول تشجع منتجيها ومصدريها على غزو الأسواق الخارجية، من خلال دعم كلفة التصدير وبيع سلع بأسعار منافسة. ولمواجهة المنافسة الشديدة، يرى عبداتي أن المغرب يتوفر على منتوجات وطنية تنافس المستوردة، بل وتفوقها جودة أحيانا، إلا أنها لا تلقى رواجا قويا، بسبب المنافسة التي تواجهها، وهو ما يتطلب من الحكومة والفاعلين الاقتصاديين العمل على تغيير نمط الاستهلاك، من خلال حملات التوعية والدعاية والإعلان وإيجاد برامج تدعم الصناعة والمنتوجات المحلية. وأوضح عبداتي أن عدد المستوردين يبلغ حوالي 13 ألفا، في وقت لا يتجاوز فيه عدد المصدرين خمسة آلاف، حسب بعض التقديرات، مؤكدا أن تشجيع استهلاك المنتوجات الوطنية يكتسي أهمية بالغة، لأن الاستهلاك يشكل الحافز الأساسي على الاستثمار، الذي يحتاج إلى سوق قادرة على استيعاب الإنتاج وتسويقه. إن الدعوة إلى استهلاك المنتوجات الوطنية، لا تعني مقاطعة السلع المستوردة أو إغلاق الأسواق أمامها، لأن المغرب ملزم باحترام مقتضيات الاتفاقيات مع مجموعة من الدول، سواء في إطار الاتفاقيات المتعددة الأطراف أو الاتفاقيات الثنائية، أو اتفاقية التبادل الحر، بل فقط تغيير ثقافة الاستهلاك لدى المواطن. مزايا الأفضلية إن تحقيق أهداف أي إستراتيجية لتشجيع المستهلك على استهلاك المنتوجات الوطنية، يقول عبداتي، يجب أولا ألا يقف عند الترويج للمنتج فقط، بل يفرض على المصنع والمنتج والموزع الالتزام بجودة المنتوج وبمطابقته للمواصفات القياسية، مشيرا إلى أن المغرب له أكثر من 1050 مواصفة قياسية، منها 540 صيغة جديدة لمواصفات معتمدة سابقا، ليبلغ بذلك الرصيد الوطني من المواصفات أزيد من 14 ألفا تتوافق بشكل عام مع المواصفات الدولية والأوربية. برحو بوزياني

مغبون عند المستهلك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السروتي يعود بـ"مرزاق بلا زواق"

مايي مطلوب بكزان الروسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات