الهاكا تستدعي القطب العمومي والإذاعات الخاصة

عقد اجتماعات ثنائية بهدف تحسين وتجديد تدبير التعددية في الإذاعة والتلفزيون علمت «الصباح» أن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ستستدعي القطب العمومي والإذاعات الخاصة من أجل عقد اجتماعات ثنائية ابتداء من منتصف الشهر الجاري. وذكرت مصادر مطلعة ل»الصباح» أن الهدف من هذه الاجتماعات تبادل الأفكار والمقترحات والإنصات إلى المتعهدين ومشاكلهم والعقبات التي تواجههم في إطار تدبيرهم للتعددية السياسية في خدماتهم السمعية البصرية.وتأتي هذه الخطوة كمحطة جديدة بدأتها الهيأة منذ ندوة فاس التي عقدت يومي 29 و30 نونبر الماضي في إطار الشبكة الفرنكفونية لهيآت التقنين، الهدف منها تحسين وتحصين تدبير التعددية السياسية في الإذاعة والتلفزيون. وبعد أن كان لقاء فاس حوارا فرانكفونيا ستكون الاجتماعات المقبلة حوارا مغربيا مغربيا بين المتعهد والمقنن.وشهدت فاس خلال شهر دجنبر الماضي ندوة موضوعاتية حول “تدبير التعددية السياسية في وسائل الاتصال السمعي البصري خلال الفترة العادية والفترة الانتخابية”. ويأتي تنظيم هذه الندوة في إطار الأنشطة التي تقوم بها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بصفتها رئيسا للشبكة الفرنكفونية لهيآت ضبط الاتصال، تنفيذا لمخطط عملها 2010-2011، كما تمت المصادقة عليه خلال المؤتمر الأول لرؤساء الشبكة المنعقد بمراكش في نونبر 2009 والذي حدد موضوع التعددية في مختلف تمظهراتها انشغالا مركزيا ومشتركا بين كل الهيآت الفرنكفونية لتقنين الاتصال السمعي البصري.وخلصت ندوة فاس إلى ضرورة استمرار النقاش حول تدبير التعددية السياسية ومتابعة المقاربة البيداغوجية التي تسلكها الهاكا في علاقتها مع المتعهدين.وأكد أحمد الغزلي، رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، في حوار سابق مع «الصباح» على هامش ندوة فاس، بخصوص «بعض الإكراهات التي تحول دون احترام مبدأ التعددية»، على أن الهيأة، وبعد ست سنوات من الممارسة كمقنن للمجال، حاولت طيلة هذه المدة وضع نظام يخول لجميع تيارات الفكر والرأي التعبير عن نفسها في الإعلام السمعي البصري العمومي والخاص بشكل منصف.وحول النقط الإيجابية التي تم تحقيقها قال الغزلي، «وضعنا ترسانة قانونية ومعيارية وتنظيمية تضمن التعددية. هذا أمر مهم جدا، فبرغبة سياسية من الدولة، وضعنا ترسانة قانونية تمنح الأحزاب السياسية والنقابات والمنظمات المهنية والجمعيات ذات البعد الوطني حق الولوج إلى وسائل الإعلام بشكل منصف خلال الفترات العادية. وثانيا، بعد ست سنوات من العمل الميداني، سجلنا نوعا من الارتياح لدى المتعهدين والأحزاب والنقابات، ونتلقى الكثير من رسائل الشكر والامتنان بخصوص العمل الذي نقوم به في هذا الإطار، وإن كنا لا نحيطه بخرجات إعلامية واسعة، لأن هدفنا ليس هو رمي أنفسنا بالورود... هناك مسار للتغيير تعيه كل الأطراف، كما أن المتعهدين أصبحوا شركاء لنا.. هي ثقافة تبنى.. ربما ليست ناضجة بما يكفي، لكنها موجودة، وتسير في الاتجاه الصحيح».وحول النقط السلبية في تدبير التعددية السياسية قال الغزلي إنها مرتبطة أساسا بطبيعة النشاط السمعي البصري، لأنه لم يصل بعد إلى المستوى النموذجي ليكون وعاء حاضنا لضمان التعددية السياسية. «وعندما أتحدث عن طبيعة النشاط السمعي البصري، أقصد علاقة وسائل الإعلام السمعي البصري مع المجال المجتمعي والاقتصادي والسياسي، والوعي الذي يجب أن يكون لدى المتعهدين بخصوص الدور الذي يلعبونه داخل المجتمع. ما أريد قوله هو وجود مشكل هيكلي يحد من ضمان تعددية التعبير عن التيارات من طرف وسائل الإعلام السمعي البصري التي لازالت تتلمس طريقها نحو مستوى يؤهلها لتكون في تناغم مع تحديات المجتمع وتطوره، واليوم لم يتحقق بعد هذا الوعي. المتعهدون ليسوا الوحيدين المسؤولين عن هذا الوضع، فوسائل الإعلام السمعي البصري ليست إلا انعكاسا لمجتمع في تطوره، يحركها في تحولاته، فرافعات المجتمع يجب أن تكون ثقافية واقتصادية وسياسية، كما على وسائل الإعلام السمعي البصري أن تعي بأنها عنصر أساسي في تحول المجتمع وتطوره ويكون هذا الوازع دائما حاضرا في مسارها وأدائها. وتأتي الاجتماعات التي تنوي الهيأة عقدها مع المتعهدين للإنصات وتبادل وجهات النظر والوقوف على كل الصعاب وما تحقق وما يجب تحقيقه مستقبلا. «أعتقد أن هناك تطورا»، يقول الغزلي، «فقبل 8 سنوات كنا في إطار مختلف تماما. لكننا لم نصل بعد إلى الوعي الكامل بهذه المهمة الأساسية. وهو واقع طبيعي بالنسبة إلي. لأن أصعب عنصر في التغيير هو تغيير العقليات، إنه أمر يتحقق في امتداد مع الزمن وفي تكامل بين جميع الفرق». جمال الخنوسي

الهاكا تستدعي القطب العمومي والإذاعات الخاصة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بن عمر: أغلب المنشطين التلفزيونيين يكون مصيرهم النسيان

من يحمي مهنة العدالة وكرامة العدول؟(1/2)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات