أزمة الرجاء المالية … فاخر: أنا الضحية

فاخر قال لـ «الصباح» إن هناك من استغل خلافه مع الرجاء لتصفية حسابات قال الإطار الوطني، محمد فاخر، إنه لن يسمح لأحد بتحميله مسؤولية الأزمة المالية التي يجتازها الرجاء في الفترة الأخيرة. وكشف فاخر، في حوار مع «الصباح»، أن هناك من جعل مطالبته بمستحقاته، مطية لتصفية حسابات، مبرزا أنه حاول في أكثر من مناسبة الجلوس إلى طاولة الحوار، لإيجاد حل للأزمة المفتعلة، إلا أنه لم يجد آذانا صاغية. وتأسف فاخر لما آلت إليه الأمور، معتبرا محاولة سعيد حسبان، الرئيس السابق للرجاء، استغلال استقالة تراجع عنها، النقطة التي أفاضت الكأس، ودفعته إلى نقل خلافه إلى محكمة التحكيم الرياضي «الطاس». في ما يلي نص الحوار: أثار خلافك مع الرجاء حول مستحقات مالية عالقة العديد من ردود الأفعال المتباينة... أنا الضحية، لأنه في البداية سعى بعض المسيرين سامحهم الله إلى تقديمي قربانا للجماهير. جعلوا مني المسؤول الأول والأخير عن أزمة الرجاء، وأنا لم أطالب سوى بمستحقاتي العالقة، وسعيت في أكثر من مناسبة للوصول إلى صيغة مرضية لحل هذا النزاع، لكن للأسف انتظرت أزيد من ثلاث سنوات، دون أن أجد أي مخاطب، وحينما وجد المكتب المسير نفسه أمام حقيقة الإقصاء من المنافسة القارية، لجأ إلي، علما أنني كنت وراء تأهيل الانتدابين الوحيدين هذا الموسم في آخر دقيقة من الميركاتو. كيف ذلك؟ على بعد 24 ساعة، من نهاية الميركاتو الصيفي، اتصل مستشاري القانوني، بالمسؤول عن تأهيل اللاعبين بالجامعة، وطلب منه ماذا يمكنني أن أفعل لكي لا أحول دون إتمام الصفقتين، وفعلا اتصلت بالمسؤولين وعرضت صيغة لإنهاء هذا المشكل، بعد أن رفضوا في البداية أي صيغة للتفاوض وتشبثوا بموقفهم الرافض لقرار محكمة التحكيم الرياضي، وفعلا تم التوصل إلى حل مؤقت لتأهيل اللاعبين، لأنني رفضت تماما أن يسجل علي التاريخ أنني كنت وراء حرمان الفريق الذي تربيت بين أحضانه من الانتدابين الوحيدين اللذين يخولهما له القانون. وما حدث بعد ذلك؟ مرة أخرى، سيضطر المسؤولون إلى اللجوء إلي بعد أن نزل عليهم قرار "كاف" كالصاعقة، وهدد بحرمانهم من المشاركة في النسخة المقبلة لعصبة الأبطال، ما لم يسددوا ما ذمتهم، علما أنني لم أسع إلى ذلك، وروجوا لمغالطات، من قبيل فاخر يسعى إلى حرمان الفريق من المشاركة القارية، وهذا غير صحيح، لأنه بعد صدور حكم "طاس" لمدة معينة، تأخذ المسطرة مجراها الطبيعي، ولم يكن لي أي تدخل في الموضوع، وهذا للتوضيح فقط. وماذا حدث؟ بحثنا عن صيغة بمعية محاميي الطرفين لتجنب الفريق الإقصاء، وفعلا توصلنا إلى اتفاق يقضي بتوصلي مباشرة بالمنحة المخصصة من "كاف" لمشاركات الفريق القارية، علما أن حكم "طاس" لا يعترف بهذه الصيغة، ويصر على توصلي بكافة مستحقاتي، قبل الترخيص بالمشاركة القارية، وبفضل مجهودات المحامي البلجيكي، نجحنا في إقناع "كاف" في آخر لحظة. لكن هناك من يقول إن المبلغ تضاعف... المبلغ الذي قضت به محكمة التحكيم الرياضي، هو 520 مليونا، إضافة إلى 140 مليونا مستحقات سابقة عن الفترة التي اشتغلت فيها بالرجاء (منح ورواتب شهرية ومنحة التأهل إلى كأس الكنفدرالية)، إضافة إلى 60 مليونا مصاريف رفع القضية ب»طاس»، وهذه كلها أمور واضحة للعيان، ولا تحتاج لمجهود لفهمها. لقد سعيت في أكثر من مناسبة للجلوس إلى طاولة الحوار، إلا أنني كنت أواجه بالتسويف. الأكيد أن كل هذا أثر على علاقتك بالجمهور... بطبيعة الحال، لأن الخاسر الأكبر في كل ما حدث، والذي ليس لي أي ذنب فيه، هو أنا، إذ تحولت من مدافع عن حق إلى متسبب في أزمة. لقد تم الترويج لإشاعات بخصوص القضية، علما أن المكتب المسير برئاسة حسبان، لجأ إلى غرفة النزاعات داخل جامعة كرة القدم، لحرماني من 63 مليونا، من أصل 140 مليونا عبارة عن مستحقات عالقة، ما اضطرني إلى اللجوء إلى "طاس". كيف جاء هذا القرار؟ لقد حاول حسبان استغلال نسخة من استقالة قدمتها قبل نهاية الموسم، وتم التراجع عنها تحت الضغط، وأرفقها بالملف الذي قدمه إلى غرفة النزاعات، وحاول إيهامهم بأن الاستقالة من جانبي، ما يفرض علي تسديد حوالي 63 مليونا لفائدة الفريق، فقررت الدفاع عن نفسي لدى محكمة التحكيم الرياضي، التي أنصفتني، لأن كل وثائقي كانت مضبوطة. هناك من يتهمك بالتحايل للحصول على أموال ليست من حقك... عقدي مع الرجاء، كان لمدة ثلاث سنوات، في السنة الأولى يمنع أي من الطرفين التراجع، ولو قدم حسبان الاستقالة قبل هذا الموعد لربح القضية. خلال السنتين المواليتين تتغير الأمور بناء على المعطيات الآنية، وهذا ما اعتبرته "طاس" فسخ عقد من طرف واحد، وحددت القيمة المالية التي جاءت في القرار، في الوقت الذي لم أكن أطالب فيه في البداية سوى بمستحقاتي العالقة وهي 140 مليونا، والذي أراد المكتب المسير حرماني منها. ما هي قصة 140 مليونا؟ هذا المبلغ، عبارة عن منح المباريات والرواتب الشهرية، ومنحة التأهل إلى كأس "كاف" في الفترة التي أشرفت فيها على الفريق، ولم يدخل أبدا ضمن المستحقات التي طالبت بها لدى "طاس"، لأن الرجاء لم يطعن فيه. هل تعتبر المبلغ الذي قضت به «الطاس" عبارة عن جبر للضرر؟ الضرر الذي لحقني من هذه القضية أكبر بكثير من أي مبلغ مالي، فإضافة إلى الغضب الجماهيري الذي كان وراءه مسؤولون سامحهم الله، هناك الضرر المعنوي، إذا أنني توقفت عن العمل لفترة معينة، كما يحدث في كل مرة أنفصل فيها عن الرجاء، ناهيك عن الضرر النفسي الذي لحقني جراء القضية، والذي جعل مني المسؤول الوحيد عما وقع، علما أنني كنت ضحية تماطل المسؤولين. ألم تكن هناك محاولة للصلح؟ كانت هنالك محاولات من هنا وهناك، من قبل سعد بوعبيد وامحمد أوزال، إلا أنها كانت في كل مرة تتعثر، بسبب الأزمة المالية التي يجتازها الفريق. سمعت أن الفريق وافق في أكثر من مرة على الجلوس إلى طاولة الحوار، والتفاوض من أجل تخفيض المبلغ، إلا أنه كان يؤكد أنه حتى لو تم الصلح ليس باستطاعته دفع المبلغ الذي سنتفق عليه، لذلك كان يفضل الرفض بدل الحوار. أثارت تنازلاتك الأخيرة العديد من التساؤلات، في مقدمتها مساومتك بمركز في أكاديمية الرجاء... هي من الأشياء التي يتم الترويج لها للإساءة إلى شخصي، وهز صورتي لدى الجمهور، والضغط علي لتقديم المزيد من التنازلات. شرف لي أن أشتغل في أكاديمية الرجاء، لأن ذلك يعتبر جزءا من أحلامي، لكن ليس بهذه الطريقة. صحيح أنني أتمنى أن أنهي مسيرتي في التدريب بين أحضان الفريق الذي أعشقه، لكن ليس عن طريق المساومة، لأن اسمي أكبر من ذلك. هناك من حاول التلميح إلى ذلك خلال المفاوضات الأخيرة، إلا أنني رفضت جملة وتفصيلا هذه المساومة، وأردت إنهاء الموضوع بعيدا عن أي مزايدات، حفاظا على كرامتي وكرامة الفريق الذي تربيت بين أحضانه. لو عرض عليك رسميا منصب مشرف عام على الرجاء في المرحلة المقبلة... في ظل الظروف الحالية من الصعب أن أتوقع عرضا مماثلا، لكن إذا حصل ذلك فسأكون من أسعد الناس، وهو اعتراف ضمني بما قدمته لهذا الفريق العريق من خدمات. ما يربطني بالرجاء، ليس مجرد مستحقات، وإنما شيء أكبر من ذلك بكثير، فهنا كتبت جزءا من قصة حياتي لاعبا ومدربا، ولن أسمح لأحد بمحو أي جزء منه. أجرى الحوار: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: محمد فاخر تاريخ ومكان الميلاد: 19 أكتوبر 1953 بالبيضاء درب الرجاء الرياضي ونهضة سطات والمغرب التطواني وحسنية أكادير والجيش الملكي والمغرب الفاسي ونجم الساحل التونسي والمنتخب المحلي والمنتخب الأول. فاز بالبطولة الوطنية خمس مرات وبخمسة كؤوس للعرش وكأس الكنفدرالية الإفريقية حاصل على وسام ملكي من درجة ضابط ووسام ملكي من درجة قائد

أزمة الرجاء المالية … فاخر: أنا الضحية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة قاتل تجاوزت ثلاث سنوات

النهائي العربي مهدد بالتأجيل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات