فوجئ عبد الكريم لما وضع رجله بأحد الدواوير المقصية الموجودة في عمق دكالة، ووقف أمام بناية حديثة مصبوغة باللون البني، قيل له: هنا ستعلم أبناء الدوار. لم يكن يدري أن أول أيامه في مشوار التدريس ستكون هكذا. كان يحلم منذ وطئت قدماه مركز تكوين المعلمين والمعلمات، بالعمل في مدرسة مستقلة بالمدينة، حيث يرتدي التلاميذ وزرة موحدة، وحيث توجد زميلات له في العمل أنيقات، يرتدين هن الأخريات وزرات بيضاء، ويضعن أحمر الشفاه والكحل في الأعين.
وجد نفسه وحيدا بدوار بعيد عن كل مظاهر المدنية. قسم بني تحت إكراهات انتخابية، بناء دون سكن ولا ماء ولا شجر ولا طريق ولا سور، ولا مراحيض حتى. ماذا