الاستقلال يعيد الصحراء إلى شارع النصر

على الدولة أن تلتفت إلى حشود الصحراويين الذين ينشطون في الأحزاب السياسية في الصورة الأخرى، للمسيرة التي خرج فيها أنصار حزب الاستقلال لمناسبة فاتح ماي، جواب عن الانفصال المزعوم والنضال المأجور لـ«بوليساريو الداخل»، ظنا أنهم يفسدون على المغرب فرحته بالانتصار الدبلوماسي، الذي حققه في قضية الصحراء بمجلس الأمن. فقد كانت رسالة حزب الاستقلال واضحة لأعداء الوحدة الترابية، حينما استطاع تعبئة أزيد من خمسة آلاف شخص، قدموا على متن أكثر من 120 حافلة ، من مختلف الأقاليم الجنوبية، للمشاركة في مسيرة عيد العمال بالرباط. حضور هذه الحشود الصحراوية إلى شارع النصر، كان إيذانا بانتصار قريب للمغرب في قضيته الأولى.لهذا الحدث دلالته الرمزية والسياسية، ذلك أن تنقل أكثر من خمسة آلاف صحراوي، ينتمون إلى حزب الاستقلال، ونزولهم إلى الشارع في مسيرة عيد الشغل، يحمل أكثر من رسالة إلى من يهمه الأمر. فقد آن للدولة أن تلتفت إلى هؤلاء، أكثر من انشغالها بمراهقين وأطفال، وبتجمعات ليلية للانفصاليين، لا يتحركون إلا بمقابل، بعد أن تعلموا الارتزاق على يد منظمات وجمعيات حقوقية تسخرهم لتأجيج مدفوع الأجر، وتجعل منهم حطب نار. آن للدولة أن تلتفت إلى هذه الرسالة التي حملتها مسيرة الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، وتعيد ترتيب أمورها وتفتح الباب أمام انخراط واسع للأحزاب السياسية في التأطير وتشجيع إنتاج النخب السياسية بالأقاليم الجنوبية، بما يضمن مساهمتها في إنتاج القرار السياسي والاقتصادي والجهوي، في منطقة مفتوحة على نظام ترابي جديد، يتخذ شكل حكم ذاتي موسع. الإنزال الذي قام به صحراويو حزب الاستقلال، الذين قدموا من جهات الصحراء الثلاث، يحمل في طياته رسالة إلى باقي الأحزاب السياسية، سيما تلك التنظيمات التي ارتبطت مواقفها التاريخية بالجرأة والشجاعة في إبداء الرأي والموقف من تدبير نزاع الصحراء. لقد كان لزاما على الدولة أن تفتح، منذ أمد بعيد، الصحراء أمام الأحزاب الوطنية والديمقراطية، حتى تلعب أدوارها الدستورية والسياسية في الأقاليم الجنوبية، وكان لزاما على الأحزاب أن تبذل جهدا أكبر في التموقع داخل الحياة السياسية والمدنية في الصحراء، لأنها بذلك ستشكل قاعدة خلفية للدفاع عن القضية الوطنية، وقاعدة جماهيرية تدافع عن الوحدة الترابية في مواجهة دعاة الانفصال ومموليهم.إن الظرفية الدقيقة التي تمر بها القضية الوطنية، وحالة "الهستيريا" التي أصابت "بوليساريو"، ومن ورائها الجزائر، بعد النصر الدبلوماسي الكبير للرباط بأروقة مجلس الأمن، وقبله بعد إقناع واشنطن بسحب مسودتها بشأن توسيع مهام بعثة "مينورسو"، كل هذه المعطيات الراهنة تفرض على الأحزاب السياسية، أن تقتدي بتجربة حزب الاستقلال في الجنوب، في التأطير والتعبئة والحضور الجماهيري، وألا تبقى هذه التنظيمات السياسية في موقع المتفرج على ما يجري داخل بالمنطقة، فالصحراء لا تقبل الفراغ، والفراغ ينعش دعوات الانفصال، والأحزاب السياسية وحدها من تستطيع تشكيل جبهة وطنية تستثمر حالة التعبئة التي خلقها النصر الدبلوماسي الأخير.إحسان الحافظي

الاستقلال يعيد الصحراء إلى شارع النصر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الملوي" والحلويات في ابتدائية بسلا

اتهام سهيل بالسكر في البرلمان يغضب الرفاق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات