“الملوي” والحلويات في ابتدائية بسلا

محكمة بدون مكتب إرشاد وخدمات تجوب مكاتب القضاة والموظفين وسط صمت المسؤولين لن ينتابك الإحساس بالجوع داخل المحكمة الابتدائية بسلا، بفضل الخدمات التي يعرضها صباح مساء باعة من عيار مختلف اختاروا عرض خدماتهم داخل فضاءاتها، بكل راحة وسط دعم العاملين بها من قضاة وموظفين وحتى متقاضين.إذا شعرت بالجوع واشتهيت «الملوي» أو الحلويات فما عليك إلا البحث قليلا عن نسوة يحضرن يوميا إلى المحكمة ويقدمن أنواعا مختلفة من الفطائر والحلوى، وفي حالات أخرى هن من يبحث عنك، فشعار القضاء في خدمة المواطنين، تجسد في ابتدائية سلا في العديد من المفاهيم التي تسعى إلى تقريب الخدمات من المواطنين، كيفما كان نوعها، خدمات يمكن أن تدخل بها المحكمة موسوعة «غينيس»، أو تحصل على شهادة الجودة إيزو، ولن تحتاج بعد ذلك إلى التصنيف الذي تعتمده وزارة العدل والحريات للمحاكم، والذي يضعها في خانة المحاكم النموذجية..سواء في بهو المحكمة أو داخلها، يمكن عرض الخدمات أو حتى توزيع الملصقات الإشهارية، فلا أحد يراقبك ولا وجود لمكتب إرشادات حقيقي، فالمكتب بدون موظف، وباب المحكمة مفتوح على مصراعيه، ويفسر البعض ذلك بأنها المحكمة النموذجية والتي تعرض خدمات من نوع خاص لا حاجة لها لمكتب إرشادات، فكل يرشد الكل في غياب حتى لوحات التوجيه التي تخص المكاتب والمرافق، إذ يمكنك الاعتماد على حدسك في التوجه إلى المكتب المراد ولوجه.لا يتوقف الأمر عند الأكل أو الملصقات الإشهارية، فالخدمات المقدمة توفر كذلك بعض أنواع الملابس، وكل ما يمكن أن يخطر ببالك، وبالنسبة إلى الثمن قد تستفيد من بعض الامتيازات إذا كنت من الزبائن المداومين على البضاعة المعروضة، فقد يكون نصيبك "ملوية" إضافية أو حلوى ولم لا لباس داخلي، كما يمكنك الاستفادة من التسهيلات الممكنة في الدفع الذي يكون إما بشكل يومي أو أسبوعي أو حتى شهري.في ابتدائية سلا كل شيء ممكن وكل شيء غير ممكن، فقد تجد محاميا يتخذ من مكتب إحدى نائبات وكيل الملك مكتبا للاستقبال حيث يقضي أكثر من ساعتين بمكتبها، وسط استغراب كبير يحمل أكثر من علامات استفهام عن ذلك الحضور اليومي.المحكمة النموذجية كما يحلو لتصنيف وزارة العدل والحريات أن يضعها في خانته تعاني الاكتظاظ، إذ يتكدس الموظفون والقضاة في مكاتب صغيرة ما بين ثلاثة وستة، فأين أعين المسؤولين على تلك الوضعية التي تعانيها المحكمة، أم أنهم يؤمنون بمقولة "كم حاجة قضيناها بتركها"، ويتركون ابتدائية سلا على حالتها، وسط استياء كبير من عدد من الموظفين والقضاة وحتى المتقاضين الذين لم يعد يتقبلون أن تتحول المحكمة إلى سوق في الوقت الذي يطالب فيه الكثير بالإصلاح وفي الوقت الذي ينخرط المجتمع في برنامج الإصلاح العميق والشامل للعدالة، وينتظر أن يحمل تطلعات المجتمع في عدالة حقيقية بمفهومها الشامل، فهل حال ابتدائية سلا يسر، سؤال يتطلب من المسؤولين قبل الجواب عليه الوقوف على ما تشهده المحكمة والحكم بعد ذلك هل تستحق أن تكون ضمن المحاكم النموذجية؟كريمة مصلي

“الملوي” والحلويات في ابتدائية بسلا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطير: لو عاش أي لاعب ما عشته لانتهى

الاستقلال يعيد الصحراء إلى شارع النصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات