منطقة “العوامة” بطنجة… معقل الجريمة

تصنف من طرف المصالح الأمنية بالمدينة من أخطر "النقط سوداء" تعد منطقة «العوامة» بطنجة، نقطة أمنية سوداء، نظرا لما تعرفه من ارتفاع واضح في معدلات الجريمة ذات الأنواع المختلفة، كالسرقة والاعتداء على المواطنين، وكذا السطو المسلح على المساكن والمحلات التجارية، بالإضافة إلى الجرائم الغريبة، التي يتم فيها القتل والتنكيل بالجثث بدم بارد، لدرجة أصبح كثير من المواطنين يصنفون السكن بها أو المرور ليلا عبر أزقتها يدخل في خانة المغامرة.وتخلف هذه المظاهر الإجرامية والممارسات السلبية، قلقا واستياء بالغين لدى سكان هذه المنطقة، خصوصا أحياء بئر الشيفا والسانية والشوك وبن صالح وموح باكو... الذين تولد لديهم إحساس بالخوف على ذواتهم وأبنائهم، لاسيما الضحايا من الفتيات والنساء اللواتي يعملن في المناطق الصناعية وتعرضن للسطو على ممتلكاتهن من هواتف محمولة وحلي وألبسة ومبالغ مالية... وذلك عند نقط عبورهن في الصباح الباكر وأثناء ارتباطهن بالتوقيت الليلي في إطار العمل بالتناوب.ولعل الشهور الأخيرة، التي عاشت خلالها المنطقة على وقع سلسلة من الجرائم المتواصلة، التي تتلخص في خمس جرائم قتل بشعة، نفذها مجرمون من أجل السرقة أو بسبب خلافات شخصية أو لدوافع أخلاقية، وكذا عشرات من الاعتداءات التي تعرض لها عدد من المواطنين تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، هي التي أثارت سخطا واستياء لدى سكان هذه المنطقة، الذين ناشدوا، في أكثر من مناسبة، الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل للحد من حالة اللاأمن، التي باتوا يعيشون فيها. كما خلفت هذه الوضعية جوا من الاستنفار في صفوف رجال الأمن، الذين كثفوا من حملاتهم التمشيطية، التي أسفرت عن اعتقال عدد من اللصوص والمجرمين المبحوث عنهم بموجب مذكرات بحث وطنية ومحلية، وأرغمتهم على الدخول في مواجهات عنيفة استعمل فيها الرصاص الحي، كما هو الشأن أثناء تفكيك عصابة إجرامية متخصصة في ترويج الكوكايين بحي "الدرادب".وتفيد الإحصائيات التي أنجزتها المصالح الأمنية بطنجة، حول الإجرام بمختلف أنواعه، من اعتداءات بالضرب والجرح من أجل السرقة والاغتصاب وهتك العرض، إلى جرائم القتل العمد والخطأ... أن عدد القضايا المنجزة بالدوائر الأمنية التابعة لمنطقة "العوامة"، يفوق، خلال السنة الماضية عدد القضايا المنجزة بالدوائر التابعة لمنطقة طنجة المدينة.ويطرح تنامي ظاهرة الإجرام في هذه المنطقة، عدة تساؤلات بخصوص مسبباتها، التي ربطها جل المهتمين بالتوسع العمراني غير المنظم، الذي يتميز بهندسته العشوائية وأزقته الضيقة، التي تسمح بتكون عدة نقط سوداء تحتكرها عناصر خطيرة وعصابات تحتضن جميع أشكال الانحراف، بالإضافة إلى استفحال ظاهرة الوافدين على المدينة، الذين يتحولون بعد انسداد الآفاق في وجوههم إلى أداة ضاربة في الجريمة بحثا عن قوتهم اليومي بشتى الوسائل، مؤكدين (أي المهتمين) أن ذلك يقابله ضعف في التغطية الأمنية لأسباب يرتبط بعضها بوضعية القطاع الأمني، الذي يحتاج إلى دعم قوي بالموارد البشرية والإمكانيات المادية واللوجستيكية، بالإضافة إلى غياب الإرادة وروح المسؤولية لدى بعض الجهات، التي تظل تتفرج على الوضع وتساهم بذلك في تفريخ مزيد من أوكار الجريمة. وكان عدد من الأساتذة المختصين في القانون الجنائي، أكدوا أن تصاعد الجريمة بالهوامش ومناطق السكن غير اللائق يرجع بالأساس إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وبيئية، التي غالبا ما تخلق أشخاصا يشكلون خطورة حقيقية على الأمن الاجتماعي للمحيط الذي يعيشون بداخله، مشددين على ضرورة تصدي سلطة القضاء لمثل هذه الظواهر الجنائية، بتكييف وقائعها وعرضها على القضاء الجنحي بدلا من الجنائي، حتى ترقى العقوبات إلى ما يتوافق مع خطورة الجرم المرتكب.وأوضحت المصادر نفسها أن استتباب الأمن وحماية المواطنين، لا يقتصران على جهاز أمني معين، بل هما مسؤولية كل الأجهزة الأمنية باختلاف تخصصاتها، إذ لابد من توفير مناخ أمني يندرج ضمن مخطط استراتيجي يهدف إلى تأهيل كل المناطق السوداء، التي هي في حاجة إلى استتباب الأمن وضمان الاستقرار، وذلك بالتعامل "الجدي" مع حاجيات المواطنين الأساسية، من سكن وتعليم وصحة، بالإضافة إلى الاعتناء بالشكايات التي تقدم إلى المصالح الأمنية، من أجل اتخاذ كل الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية اللازمة لاجتناب وقوع الجريمة. المختار الرمشي (طنجة)

منطقة “العوامة” بطنجة… معقل الجريمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاء على رأس المدن الأكثر إجراما

أحياء هامشية بمكناس تحولت إلى نقط سوداء

مقالات ذات صلة