الغديرة الحمراء ببني ملال قلب نابض بالجريمة وتجارة المخدرات

لا تخلو أي مدينة مغربية من أحياء فاقت شهرتها كل الحدود بعد أن تنامت في أزقتها وتيرة الإجرام والانحراف، إلى حد أن زائريها تقفز إلى أذهانهم صور البشاعة والانحلال الخلقي قبل أن تطأ أقدامهم أرضها. يعتبر سكان مدينة بني ملال أن «الغديرة الحمراء» والمناطق المجاورة لها وكذا حي المسيرة 2 « الإنعاش» بالإضافة إلى حي العامرية 2 تعتبر مصدر قلق لأبناء المدينة الذين يتخوفون من زيارتها نظرا لتنامي ظاهرة الإجرام الناجم عن تفشي المخدرات بكل أنواعها .ورغم الرواج الاقتصادي والتجاري بحي « الغديرة الحمراء» خلال أيام الأسبوع، فإن المتتبعين للشأن المحلي للمدينة يسجلون تنامي مظاهر القلق والتوتر لدى السكان لانتشار مظاهر الانحراف التي تتجلى في السرقة بالنشل وبيع المخدرات وكذا الأقراص المهلوسة.في هذا السياق، يؤكد محمد 40 سنة أن سكان المدينة يقصدون سوق الغديرة الحمراء الذي يتوسط المدينة لقضاء مآربهم، لكن يتحسسون أجسادهم كل لحظة خوفا من انغراس شفرة حلاقة فيها، بعد أن يخطئ « النشالون» جيوبهم ما يكلفهم الانتقال بعجلة إلى المستشفى الإقليمي لرتق الجرح الغائر الذي أصيب به الضحية فجأة.وأضاف، أن ملامح بعض الشباب الذين يحتلون جنبات السوق تزرع الخوف في نفوس الزائرين، سيما أن الوجوه التي تحمل ندوبا وخدوشا تخبر بماض إجرامي بغيض، وتكشف استعداد أصحابها لكل الطوارئ، ناهيك عن خدوش غائرة في الأذرع والمعاصم نتيجة نوبات» القرقوبي» التي تستبد بهم فجأة.ولا تخفي المصالح الأمنية قلقها من تنامي الجريمة في بعض الأزقة وكذا الأماكن القريبة من «الغديرة الحمراء» التي تنتشر فيها مظاهر الانحراف نتيجة انتشار المخدرات التي يستهدف مروجوها شباب الحي والنازحين إلى المدينة الذين يستقرون في بعض المنازل غير الصالحة للسكن بحثا عن حياة جديدة بعد أن لفظتهم القرى التي أصابها البوار الاقتصادي.وذكر مصدر مطلع أن ساحة الحرية التي تتوسط المدينة، تتحول إلى ماخور مفتوح بعد حلول الظلام تعرض فيه « مومسات فاتهن ركب الحياة» أجسادا مترهلة لاصطياد زوار متعطشين إلى لذة بئيسة غالبا ما تستحيل ليلا إلى جرائم تكلف مرتكبيها حياتهم.وتتناثر أوكار الجريمة والانحراف، غير البعيدة عن» الغديرة الحمراء» (حي تسليت ) في الجهة الخلفية للحي « زنقة بغداد المعروفة اختصارا « الحناجرة» التي تقطنها بعض العائلات التي ما زالت تتاجر في اللحم الآدمي وتستغل ضحايا الفقر والتهميش من البغايا لاستقطاب زبناء لفظتهم حافلات وسيارات النقل السري للبحث عن المتعة.ورغم جرائم القتل التي وقعت بالحي، كان آخر ضحاياها امرأة في الخمسين من عمرها، إذ عمد مرتكب جريمة القتل الذي وقع في قبضة رجال الأمن، إلى التخلص من الضحية بعد أن قضى بمنزلها أكثر من ثلاثة أيام مستمتعا بجسدها الواهن، استمرت بعض العائلات القاطنة بالحي في تجارة الجنس واستغلال ضحايا الطلاق ما جعل رجال الأمن يتدخلون، الأسبوع الماضي، لإيقاف أكثر من 16 متهما بممارسة الجنس والتحريض على الفساد، ضبطوا متلبسين بممارسة الجنس. وتعزو مصادر تنامي وتيرة الإجرام في الأحياء سالفة الذكر إلى التهميش والفقر الذي تعانيه جل الأسر، في غياب موارد مالية قارة يستعين بها الأبناء الذين يجدون أنفسهم بين طواحين الفقر وانجذابات الرغبات المتزايدة التي لن تطفئها إلا جرعات المخدرات وجلسات الخمر التي غالبا ما تنتهي باقتراف جرائم خطيرة تودي بمرتكبيها إلى السجن.وتضيف المصادر ذاتها، أن أحياء المدينة القديمة تستقطب أعدادا من الأسر المهاجرة إلى بني ملال لوجودها بقلب المدينة، وتمكن لوبي عقار من فرض وصايته على مدبري الشأن المحلي للمدينة الذين شرعوا ،أخيرا، في حفر مجاري الصرف الصحي لفائدة المنازل العتيقة رغم تأكيد دراسات علمية عدم جدواها سيما أنها معرضة للانهيار في كل لحظة، لكن وجود كثافة سكانية وانخراطها في اقتصاد هش ، يسيل لعاب تجار الانتخابات الذين يعملون جاهدين على ضمان استمرار أوضاع الفقر والتهميش والجريمة. سعيد فالق (بني ملال)

الغديرة الحمراء ببني ملال قلب نابض بالجريمة وتجارة المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

13 حالة قتل بفاس خـلال 10 أشهـر

أحياء بمراكش تحت رحمة اللصوص

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات