13 حالة قتل بفاس خـلال 10 أشهـر

معدلات الجريمة ارتفعت بعد إقبار مبادرة تنظيم ذوي السوابق العدلية في جمعية لإدماجهم أحالت مصالح الشرطة القضائية بولاية الأمن بمدينة فاس، خلال عشرة أشهر الأولى من السنة الماضية، نحو 682 شخصا متورطين في قضايا للتهديد بالسلاح الأبيض. وحسب إحصائيات رسمية، فقد أنجزت إلى نهاية أكتوبر الماضي، 522 قضية من أصل 752 ملفا من هذا النوع، أي بنسبة إنجاز بلغت حوالي 70 في المائة.وقدمت إلى العدالة خلال الفترة نفسها، ألفي شخص متورطين في قضايا للضرب والجرح العمد، إثر إنجازها 1520 قضية من 1900 ملف في المجال، أي بنسبة قاربت 80 في المائة، فيما أحالت على غرفة الجنايات باستئنافية فاس، 34 متهما بالقتل، مسجلة 13 قضية متعلقة بالضرب والجرخ المفضي إلى الموت، مع توفر نية إحداثه، أو لعدمها. وأوقفت مصالح الأمن بالمدينة، 645 شخصا حاملا للسلاح الأبيض، و2445 شخصا في حالة سكر بين وعلني، خلال الفترة المذكورة، بينما أنجزت 159 قضية متعلقة بالاتجار في الخمور دون رخصة، تم على إثرها تقديم 84 شخصا إلى العدالة، مقابل 1029 شخصا أحيلوا على العدالة متورطين في 1339 قضية للاتجار في المخدرات. وتصنف بعض الأحياء بالمدينة ضمن النقط السوداء، فهناك أحياء بن دباب ولابيطة ظهر الخميس وكاريان الحجوي وبنسليمان و»الكارونت سانك»، والمسيرة (الشيشان)، البورنيات، سهب الورد، الجنانات، عوينات الحجاج.. وهي أحياء صعب على قاصديها، العثور على وسيلة نقل تقلهم إليها، ليلا، لسمعتها السيئة في «عالم الإجرام» بمختلف أنواعه وتلاوينه.عدة عوامل تحاملت على تلك الأحياء المهمشة الغارقة في عبثيتها وعشوائيتها، ودنست سمعتها في الوحل، رغم محاولات محو تلك الصورة السيئة عنها، من قبل أبنائها المحتاجين إلى محو كل ظروف «تدنيس» أحيائهم، من فقر وبطالة وغياب متنفس وبنيات تنتشل أبناءها من واقع الانحراف والضياع، وتحول دون ارتمائهم بين أحضان الجريمة، المحطمة لأرقام قياسية فيها. ولا يمر يوم هادئ دون تسجيل حوادث بتلك الأحياء، مما يدفع بعض المتتبعين إلى مطالبة المسؤولين بالبحث في أسباب ذلك، بعيدا عن المقاربة الأمنية لوحدها والاقتراب من معالجة واجتثات المسببات الاقتصادية والاجتماعية، وكل ما من شأنه أن يشجع شبابها على الجريمة مهما اختلفت درجة درجاتها.«عوينات الحجاج»، واحد من تلك الأحياء «المغضوب عليها» والموصوفة ب»بؤرة الإجرام». حي عاد لاستنساخ واقع استفحال الجريمة فيه، بعد أن أضحى يعيش خلال الأيام الأخيرة، على إيقاع المواجهات الدامية، بين أتباع «فتواته»، بعد فترة «هدنة» أعقبت محاولة جريئة لتنظيم وهيكلة ذوي السوابق العدلية في جمعية لم تعرف الجهة التي طمست معالمها ومحتها من أرض الواقع. أكثر من 80 ألف نسمة تعيش في هذا الحي المجاور للحدود الترابية مع سيدي احرازم، نسبة مهمة بمدخول يومي محدود جدا. حي يوصف ب»أحد أحزمة الفقر والعشوائية بفاس» وتشكل من هجرات متتالية من عدة قرى نواحي تازة وتاونات وصفرو ومناطق أخرى، وجدت فيه، مأوى لها يحميها من واقع انحصار مدخولها من فلاحة أقبرها الجفاف في السنوات الخوالي. ولا يتوفر الحي المفتقد لأبسط البنيات التحتية والشبابية، على أي مركز أمني بعد إقفال باب مركز يتيم عند مدخله. دائرة سيدي إبراهيم، هي أقرب النقط الأمنية إليه. لذلك يستعصى على الفرق الأمنية، القيام بواجبها بالنظر إلى هذا السبب وصعوبة الولوج إلى عدة نقط ومواقع بالحي، خاصة التي تعيش واقع الظلام الدامس والمجاورة لوادي الكعدة القائم عليه سد الكعدة. وتجد العناصر الأمنية صعوبة كبيرة في اعتقال بعض المطلوبين للعدالة، الذين عادة ما يلجؤون إلى الجهة المقابلة للحي والسد، للاختفاء حيث تطرح مشكلة مجال التدخل بين الدرك والأمن، لينضاف ذلك إلى استعصاء تدخل سيارات الأمن في بعض الأزقة والدروب الضيقة، ما يفرض توفير وسائل بديلة لتوفير الأمن الضروري في مختلف النقط والمواقع. السرقة واحدة من الجرائم المنتشرة بكثرة في الحي وسوقه الأسبوعي، خاصة من قبل بعض الأطفال، فيما يفضل الشباب، اللجوء إلى أحياء أخرى، لتنفيذ عملياتهم، بينما يقول أحد أبناء عوينات الحجاج، إن الحي يؤدي ضريبة سوء سمعته، اللاصقة به رغم انحصار معدل الجريمة به، بعدما لم تسجل أي جريمة حين الشروع في إخراج جمعية ذوي السوابق إلى حيز الوجود.هذه الجمعية التي وئدت في مهدها، كان وراءها قائد سابق نقل إلى نقطة أخرى داخل المدينة، الذي سعى إلى تنظيم هذه الفئة بما يساعد في إعادة إدماجها داخل المجتمع، في مبادرة لقيت استحسانا من قبل ذوي السوابق أنفسهم، الذين بذلوا جهودا للحد من الجريمة عن طريق تأسيس مركز للإدماج بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والبحث عن موارد مالية جديدة. ولجأت السلطة إلى خدمات بعض أصحاب السوابق الحاصلين على شهادات عليا، في مبادرة أولية للتخفيف والتقليص من الجرائم، عن طريق منحهم تسيير السوق المنعقد كل خميس وأحد، بل باشروا دوريات سلمية لإيقاف كل سارق ضبط متلبسا، بل كان لهم الفضل في تفكيك شبكة للنصب أبطالها أفارقة. لكن هذا الأمل، سرعان ما وئد ليعود الحي إلى سابق عهده الإجرامي. حميد الأبيض (فاس)

13 حالة قتل بفاس خـلال 10 أشهـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغاربة يفضلون المسلسلات المدبلجة

الغديرة الحمراء ببني ملال قلب نابض بالجريمة وتجارة المخدرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات