استهدف نزلاء بمؤسسة خيرية لإيواء القاصرين بطنجة تديرها إسبانية أيدت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بطنجة، في جلسة عقدتها، الخميس الماضي، باعتماد تقنية المحادثة المرئية عن بعد، قرارا ابتدائيا أصدرته الغرفة الابتدائية الجنائية، يقضى بإدانة "بيدوفيل" إسباني متهم بالتغرير بقاصرين يقيمون بإحدى الجمعيات الخيرية بالمدينة وهتك عرضهم، وعاقبته بثماني سنوات سجنا نافذا وتعويض رمزي قدره درهم واحد لفائدة جمعية حقوقية تبنت القضية، مع تحميله صائر الدعوى العمومية والإجبار في الأدنى. وقررت هيأة قضاء الدرجة الثانية، تأييد الحكم الصادر في حق المدعو (ف. ر)، البالغ من العمر 40 سنة، بعد أن تكونت لديها قناعة من خلال اطلاعها على الحكم الابتدائي الصادر في دجنبر 2019، وكذا حيثيات البحث التفصيلي، الذي أجراه قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، الذي قرر متابعة الإسباني بجناية "الاتجار بالبشر والتغرير بقاصر يقل عمره عن 18 سنة واستدراجه ونقله وإيوائه، عن طريق استغلال حالة الضعف والحاجة والهشاشة ومنح مبالغ مالية بغرض استغلاله جنسيا". ونطقت هيأة الحكم بقرارها، بعد أن أتاحت الفرصة لدفاع الطرفين قصد التطرق للحيثيات، التي تحتاج للتوضيح، قبل أن تستنطق المتهم بمساعدة مترجمة محلفة، حيث أنكر المنسوب إليه جملة وتفصيلا وتشبث بكل تصريحاته المدلى بها في جميع مراحل التحقيق، وهو ما اعتبرته المحكمة محاولة يائسة للإفلات من العقاب، وقررت إدانته معتمدة على ظروف وملابسات النازلة والقرائن المحيطة بها. وخلف منطوق الحكم استياء عارما لدى نشطاء حقوقيين وعدد من الهيآت والجمعيات المهتمة بالطفولة بالمدينة، التي اعتبرت العقوبة مخففة بالنظر إلى القرائن والحجج، التي تقدم بها دفاع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي عبارة عن صور حميمية تثبت العلاقة المشبوهة بين الضحية و"البيدوفيل" الإسباني، وكذا نسخ من التحويلات المالية التي كان يتوصل بها الضحية من المتهم، الذي استغل الضعف الاقتصادي والاجتماعي للضحية لكي يرتكب في حقه هذه الجريمة البشعة. وتفجرت هذه القضية، في يونيو 2019، حينما تقدم الضحية (م.ب) بشكاية أمام النيابة العامة، أكد فيها أنه تعرض لهتك عرضه من قبل شخصين من جنسية اسبانية، عندما كان يقيم بإحدى الجمعيات الخيرية بالمدينة وسنه لا يتجاوز 14 سنة، ليتم اعتقال المتهم الرئيسي بميناء طنجة المدينة بعد عودة من إسبانيا. وحسب المحاضر المنجزة من قبل الضابطة القضائية، فإن الضحية، الذي يبلغ من العمر 20 سنة، ذكر في شكايته أن معرفته بالجاني كانت عبر مؤسسة للإيواء بطنجة تهتم بالأطفال والأعمال الاجتماعية تديرها إسبانية، حيث عمل على التقرب منه، موهما إياه بتهجيره إلى إسبانيا ومنحه شغلا في التلفزيون باعتباره صحافيا ومالكا لإحدى القنوات التلفزية بمدينة "ماربيا" الإسبانية، ليتمكن بذلك من السيطرة عليه واستغلاله في تفريغ مكبوتاته الجنسية، بل تعداه إلى إرغامه على ممارسة الجنس مع أحد أصدقائه من الفنانين المشهورين بإسبانيا يلقب بـ "فاليتي"، الذي قام باغتصابه وتصويره في لقطات خليعة، مقابل مبالغ مالية دفعها. المختار الرمشي (طنجة)