خلافات جوهرية تهدد بنسف اجتماع الأغلبية

أفادت مصادر مقربة من الحكومة "الصباح"، أن أطرافا داخل الأغلبية الحكومية تواصل تعبئتها من أجل تجاوز "البلوكاج" الذي تعانيه الحكومة جراء الخلافات القائمة بين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، المكون الأساسي للائتلاف الحكومي، والتي ما فتئت تتعمق، ما يضع اجتماع الأغلبية المقرر بعد غد (الجمعة) في كف عفريت.وكشفت المصادر ذاتها وجود خلافات جوهرية بين شباط وبين رئيس الحكومة، حول عدد من الأولويات والقضايا الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى إصلاح صندوق المقاصة، وتحيين ميثاق الأغلبية والتنسيق بين مكونات الائتلاف الحكومي.وقالت المصادر ذاتها إنه في الوقت الذي يمنح رئيس الحكومة الأولوية للاستعداد لتنظيم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وإصلاح المقاصة، لا تعتبر قيادة الاستقلال إصلاح المقاصة أولوية في الوقت الراهن، عكس الحكومة التي أطلقت مسلسل إصلاحه مباشرة بعد تنصيبها، إذ جعلته ضمن أولوياتها. وأضافت المصادر نفسها أن قيادة الاستقلال ترى أن رؤية الحكومة لإصلاح المقاصة من شأنها أن تدخل المغرب في متاهة، إذ كيف يمكن الحديث عن الاستهداف المباشر للفئات الفقيرة في الوقت الذي لا تتوفر الحكومة على إحصاء دقيق للفقراء، إضافة إلى غياب معايير علمية وموضوعية تحدد هذه الفئة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن شباط يقترح الشروع في إحصاء عام سنة 2014 يحدد مختلف الفئات الاجتماعية ويسلط الضوء أكثر على فقراء المغرب وأعدادهم من خلال اعتماد مقاييس موضوعية وعلمية ومقبولة عالميا.في السياق ذاته، ترفض قيادة الاستقلال اللجوء إلى زيادات جديدة في الأسعار، معتبرة أن الفئات الضعيفة والهشة تلقت ضربات موجعة جراء الزيادات التي طالت أسعار المحروقات وارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، وهو ما يهدد السلم الاجتماعي. وتعتبر قيادة الاستقلال أن الجهاز التنفيذي يتوفر على صلاحيات مهمة لم يتم استغلالها في تحقيق النجاعة على مستوى الأداء، وضمان السير العادي للحكومة والتحرر من كل المُعيقات، بل عوض ذلك ظلت الحكومة تبحث عن تبريرات وتمتح من قاموس الحيوانات، كما أن دستور 2011، تقول القيادة نفسها، خول رئاسة الحكومة صلاحيات موسعة في التعيين في المناصب العليا (أزيد من 1160 منصبا)، وهو ما ينبغي توظيفه في رفع أداء عدد من المؤسسات، من خلال مراعاة الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص. في السياق ذاته، يطالب حميد شباط بعدم إرجاء تحيين ومراجعة ميثاق الأغلبية، بالنظر إلى أهميته في تحريك عجلة الجهاز الحكومي،خاصة أن المطلوب هو ميثاق يُحدد طريقة عمل الحكومة باعتبارها أغلبية سياسية منسجمة وإطارا مرجعيا أعلى في اتخاذ القرارات الحاسمة. ويشدد شباط، وفق مصادر "الصباح"، على ضرورة تحريك عجلة الاقتصاد وتحفيز النمو وإنتاج الثروة من خلال تكثيف وتيرة الاستثمارات ودعم المشاريع الداعمة للإنتاج والتصدير والاستهلاك.وفي المجال التشريعي تمنح قيادة الاستقلال الأولوية لإصدار نصوص تشريعية مثل القانون التنظيمي لترسيم الأمازيغية ووضع إستراتيجية وطنية لمحاربة الفساد، وتجديد مجلس الجالية على أسس ديمقراطية تسمح بمشاركة واسعة للجالية.وبشأن التعديل الحكومي، وفي الوقت الذي يعتبر بنكيران أن هذه المسألة ليست أولوية، يتشبث شباط بضرورة إجراء تعديل حكومي باعتباره أولوية لا تقبل التأجيل، وذلك في أفق معالجة أعطاب الحكومة. ويقترح شباط، في هذا الصدد، إعادة توزيع الحقائب الوزارية، حسب الوزن الانتخابي لكل هيأة سياسية، وعقلنة تركيبة الحكومة، عبر تقليص عدد الحقائب من خلال توحيد بعض القطاعات مثل الاقتصاد والمالية. جمال بورفيسي

خلافات جوهرية تهدد بنسف اجتماع الأغلبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقاضاة "إير فرانس" بالإخلال بالاحترام الواجب للملك

"سان فالنتان"... كل عام والعشاق بخير!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات