أردوغان يطالب بوقف “حريم السلطان”

الرئيس المصري أول من نبه المسؤول التركي شكل عرض المسلسل التاريخي "حريم السلطان"، استثناء في الدراما التركية، خلال السنتين الماضيتن، ما دفع بالعديد من المهتمين إلى إبداء آرائهم حول الجوانب التقنية والإبداعية التي تميزه عن باقي الأعمال الدرامية التركية التي غزت الفضائيات العربية خلال السنوات الأربع الماضية، في الوقت عبر فيه مشاهدون عن عدم رضاهم على مستوى العمل.يأتي ذلك في الوقت الذي طالب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بوقف عرض مسلسل "حريم السلطان"، بحجة أنه يسيء إلى التاريخ العثماني، وأن أحداثه تخالف التعاليم الإسلامية.مقابل ذلك، قرر منتجو العمل إلغاء تصوير الجزء الرابع من المسلسل والاكتفاء بالجزء الثالث، لضغط الأحداث وإنهائها خلال الموسم الدرامي الجاري، تفاديا لأي مشاكل مع الحزب الحاكم في تركيا، وتجنبا لإيقاف الجزء الثالث نفسه، كما رفض الفنان التركي خالد أرجنش، بطل المسلسل الإفصاح عن رأيه الحقيقي، قائلا: "لا أريد التحدث في هذا الأمر، لكني أريد أن أعلم على أي أساس يوقف عمل ناجح يعتمد عليه كثيرون كمصدر رزق لهم؟".وهاجم طيب أردوغان، المسلسل التركي المعنون في صيغته الأصلية بـ"العصر الرائع" أو "القرن العظيم"، قبل أن تحوله الفضائيات العربية بعد دبلجته إلى عنوان "حريم السطان"، مبرزا أن السلطان سليمان القانوني، شخصية تاريخية محنكة، قضى أزيد من 30 سنة في حروب وفتوحات خاضها من أجل المساهمة في رسم ملامح التاريخ، عكس الصورة التي أظهرها المسلسل عنه، وأجواء البلاط الذي يزخر بالمكائد والدسائس بين النساء. منتقدا في الآن ذاته هذه النوعية من الدراما التلفزيونية، ومالكي القنوات الفضائية التي تقدمها للجمهور.ونقلت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، عن أردوغان، أن الشخصيات التي يقدمها العمل لا تربطها علاقة بأجداد شعبه، وأن الدولة العثمانية بلغت ذروة قوتها خلال حكمها من قبل السلطان سليمان.وتأتي هذه الحركية والجدل على خلفية عرض المسؤول في الأوساط الحكومية التركية، بعد أن عاتب الرئيس المصري محمد مرسي، رئيس الوزراء التركي، خلال زيارة هذا الأخير إلى القاهرة، إذ نقلت صحيفة مقربة من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، أن الرئيس المصري قال "من غير اللائق أن يصور السلاطين العثمانيون بهذه الصورة داخل قصور فارهة يتلاعب بهم حريمهم وأبناؤهم، وأن التاريخ العثماني جزء من تاريخ الأمة الإسلامية الذي يعتز به المسلمون جميعا"، وهو ما دفع بأردوغان فور عودته إلى تركيا إلى الاستفسار عن القصة التي يعالجها الفيلم.من جهتها، أبرزت مجلة "تايم" الأمريكية، أن السبب وراء الهجوم الذي يقوده المسؤول الحكومي التركي، يرجع أساسا إلى قلقه من أن يتسبب المسلسل في تفسيرات "مغلوطة" عن تاريخ الإمبراطورية العثمانية، تتنافى مع قيم الدين الإسلامي.وأوردت المجلة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن حياة السلطان سليمان القانوني، كما جاءت في أحداث المسلسل، كانت مليئة بالصخب كما ظهر بأنه "زير نساء"، و"مفرط في شرب الخمر" ما يعتبر خروجا عن الثوابت الدينية بالنسبة إلى رئيس الوزراء التركي، مستدلة بقول أردوغان "هذا ليس سليمان الذي نعرفه نحن، وإنني أدين كل من عمل على إنتاج هذا المسلسل سواء كان المخرج أو القنوات التي سمحت ببثه، كما أننا سبق بالفعل أن وجهنا إنذارا إلى السلطات المعنية وننتظر رد القضاء حول هذا الشأن".في السياق ذاته، عبر مجموعة من الفنانين والسياسيين المعارضين في تركيا، عن رفضهم إصدار قانون يفرض رقابة على الإنتاج الفني، معتبرين أن أردوغان يسعى إلى فرض رقابة صارمة على الفن بعد أن قيد الصحافة والإعلام، مقدمين مجموعة من التساؤلات، عن سبب هذا الانزعاج الكبير من تصوير التاريخ العثماني والإشارة إلى بعض سلبياته.ولم تتوقف حملة الجدل الواسع التي تواجه مسلسل "حريم السلطان" عند هذا الحد، بل وصلت، حسب أوكتاي سارال، المشرع القانوني في حزب العدالة والتنمية التركي، أن هذا الأخير يستعد لطرح قانون يحظر كافة البرامج والأعمال الفنية "التي تتعدى على القيم الإسلامية سواء بالتحريف أو الإهانة"، مؤكدا وجود قانون ينص على سجن المتسببين في تشويه سمعة الأمة التركية، مضيفا أن المسلسل سيمنع عرضه على الخطوط الجوية التركية خلال السنة الجارية.وعلى المستوى الإعلامي، قال إحسان داغي صحافي جريدة "توداي زمان" التركية، إن الصحف التركية أصبحت منحازة إلى الحكومة وتعمل لصالحها. ي . ر

أردوغان يطالب بوقف “حريم السلطان”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقاضاة "إير فرانس" بالإخلال بالاحترام الواجب للملك

"سان فالنتان"... كل عام والعشاق بخير!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات