شعيب: حالة الطوارئ الصحية … اللامبالاة بالحماية

دخلت حالة الطوارئ الصحية الثانية في المغرب حيز التنفيذ، وتعتبر المرحلة الثانية من الحجر الصحي، وتسعى السلطات إلى محاصرة تفشي فيروس كورونا المستجد عبر سلسلة إجراءات إلزامية بقوة السلطة العمومية والشرطة، تهدف من خلالها إلى تقييد الحركة في الشوارع إلى أجل معلوم (20من ماي القادم). تغير حالنا منذ سنوات خلت، في عهد سابق كانت التربية تقوم على تعلم الصواب وتمييز الخطأ من تربية الوالدين لأبنائهم، وكانت المعلومة تستقى من أفواه الوالدين والإخوة والأقارب، وفي القاء المعلومة كان يرفض الخطأ في صحتها لأنها تؤثر على تربية جيل هو عماد أمة، لتتطور إلى المذياع ثم التلفزيون والجرائد، وكان كل ما يقال يتم تصديقه، كأنها حقيقة مسلمة. نستحضر العلامة ابن خلدون الذي أكد على ظاهر وباطن المعلومة (الحدث التاريخي)، لمعرفة صحتها من عدمها، شيء جميل أن تتسع قنوات استقاء المعلومات، من المذياع والتلفاز والجرائد وكذلك الصحف، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لكن يتوجب نقل الأخبار الصحيحة المؤكدة، فكم من أسرة تفككت لخبر زائف روجه أحد منعدمي الضمير.. فالمغرب كما الدول الأخرى طبعا ليس لنا خبرة في التعامل مع هذه الظروف، ووجب علينا تنظيم أنفسنا باستمراروتعديل كل شيء باستمرار،وهذا ما تقوم به السلطات ومن يهمهم الأمر ولهذا ارفع القبعة عاليا لهم، ولكل الطاقم الطبي والمساعدين والممرضين والمسعفين، والأمن وكل المغاربة، فعلا أحد نقاط قوة المغرب هي التأقلم السريع. على الرغم من الجهود المبذولة من طرف السلطات الرسمية للالتزام بالحجر الصحي في المقابل هناك استهتار واضح من طرف بعض الأحياء الشعبية المكتظة، مع غياب التزام الموطنين بالحجر الصحي ووضع الكمامات وبالخصوص في الاحياء الشعبية. خلاصة اليوم، نحن في الطريق الصحيح، فنحن لم نصل إلى الذروة بعد ومعها لا بد من احترام العزل الطبي، الذي يدخل ضمن الحجر الصحي. نسمع خلال اليومين تقلص حالات العدوى وارتفاع حالات الاستشفاء ونستبشر خيرا، ونحمد الله على ذلك، يؤول البعض على نحو خاطئ ويستهتر بنفسه ويهدد حياة الآخرين، ولا يلتزم بشروط الحجر الصحي (الخروج للحالات الطارئة، وضع الكمامة، الهروب ما أمكن من الأماكن المكتظة، المحافظة على مسافة الأمان، والنظافة). تعددت صور ومشاهد الازدحام الشديد في الأسواق، وحتى المحلات التجارية الصغرى، كما لو أن المستهلكين لا يشترون شيئا إلا بحلول رمضان، كما أن عددا كبيرا من الساكنة تخرج لتبضع، حيث تتوفر على ورقة الخروج، وهي أكبر المسببات التي تخلق الاكتظاظ في المحلات والشوارع، في غياب تام لشروط الحماية. واكتظاظ ملموس في حركات المرور بعد عودة بعض المصانع والشركات لدورة العمل، إضافة إلى الصفوف الطويلة أمام الأبناك دون أي احترام لمسافة الأمان ومن الناس لا يرتدون الكمامة، لأخذ مساعدات مالية أقرتها الحكومة المغربية. ينضاف إلى هذا الفيروس الخطير، فتاوى لأشخاص لا يفقهون في الدين غير التشدد، وعقولهم غير مستنيرة، تدعو إلى إقامة صلوات التراويح على أسطح المنازل بشكل جماعي، ليشكل ذلك أرضية خصبة لانتشار الوباء بوثيرة أقوى. فجميل أن نتقاسم مشاعر الفرحة مع مريض او مريضة شفوا بقدرة الله من الفيروس التاجي، لكن الكيفية التي يتم من خلالها التهافت أو حتى توثيق لحظة الخروج فيها نظر، إذ يلاحظ عدم وجود مسافة الأمان،تقارب واختلاط واشياء أخرى. ويسجل عدم الالتزام بحالة الطوارئ، مما يبرز ارتفاع حالات العدوى خلال الأيام القليلة الماضية، يجب ان يكون هناك تجميد الحركة المرورية والبشرية على اﻷقل يومي السبت والأحد لا أحد يتجول في الشارع وإعادة النظر في الرخص الاستثنائيةللخروج للتبضع يكون في يومين فقط في اﻷسبوع، فكفى استهتارا. تتصدر بعض المدن ارتفاعا في حالات العدوى حيث وصلت فيها الأرقام إلى عدد مرعب كجهة الدار البيضاء- سطات، مما يسبب تخوفا عند ساكنتهم الذين يتوجسون تشديد القوانين عليهم خلال القادم من الأيام في ظل الحجر الصحي، ولهذا تعاد صور حمى التبضع من الجديد، مع شهر تتكاثر فيه مشتريات المستهلكين، إذ يتخوفون من ارتفاع أسعار المنتوجات فيما يخص الخضر والفواكه وغيرها. ستعود الحياة الى مجاريها ولكن يجب الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات من الاماكن المزدحمة ومن الاختلاط، لأن المشكل الاكبر يوجد خارج المنزل حيث يمكن الاصابة بالعدوى في حالة وجودها، ونرجو ان تكون الامور بخير في الايام القادمة، وكذلك يجب وضع الكمامة عندما نتواجد في الاماكن العامة المكتظة بالناس. ونخلص ختاما، أن ثورة المعلومات هذه شأنها شان باقي مستجدات الحياة إذ تحمل في طياتها الخير والشر، والفكرة الجوهرية هنا هي كيف نتعامل مع هذا الجديد. بقلم: المختار شعيب

شعيب: حالة الطوارئ الصحية … اللامبالاة بالحماية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دنياجي: الصين ومسؤليتها القانونية المفترضة عن كوفيد 19

الصراع على لقاح كورونا يرفع الخلافات في العالم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات