الطاوسي: إبعاد تاعرابت ليس نهائيا

الناخب الوطني قال لـ الصباح إن ما يروج بشأن تدخلات في اختصاصاته "بوليميك خاوي" قال رشيد الطاوسي، مدرب المنتخب الوطني، إنه واثق من قدرة الأسود على التألق في نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي تحتضنها جنوب إفريقيا ما بين 19 يناير و10 فبراير المقبلين. وأضاف الطاوسي، الذي حل ضيفا على مكتب ”الصباح” بالرباط، أنه لن يبيع الوهم إلى المغاربة، في إشارة منه إلى قوة المنافسين، قبل أن يضيف ”تبقى الحظوظ متساوية بين المتنافسين، بالنظر إلى قوة جنوب إفريقيا والرأس الأخضر وأنغولا”. إلى ذلك، أكد الطاوسي أن التأهل إلى الدور الثاني هدفا أدنى بالنسبة إليه، طالما أن المنتخب الوطني غاب عنه في الدورات الثلاث الأخيرة، وتابع ”لن نذخر جهدا في بلوغ الدور الثاني، في انتظار تحقيق الأهم مع توالي المباريات. وأعتقد أن مستوى المنتخبات الإفريقية تطور بشكل أفضل إلى حد يستحيل التكهن بالفائز بالدورة الحالية”. إلى ذلك، دافع الطاوسي عن اختياراته، إذ قال بخصوصها إنها خضعت لمعايير موضوعية ومنطقية، ومضى قائلا ”أنا المسؤول عن اختياراتي رفقة فريق عملي. ولم يسبق لأي أحد أن تدخل في اختصاصاتي مدربا وناخبا وطنيا، لأنني أتمتع ب ”كارط بلانش”، وما يروج حاليا من أن جهات معينة تدخلت في اختياراتي مجرد ”بوليميك خاوي”. وعزا إبعاد عادل تاعرابت وامبارك بوصوفة والحسين خرجة إلى قناعات أملتها اعتبارات رياضية صرفة، نافيا أن يكون أبعد هؤلاء بصفة نهائية، بقدر ما عبر عن استعداده لاستدعائهم مجددا في حال أثبتوا علو كعبهم رفقة فرقهم. وفي ما يلي نص الحوار: بداية، هل رشيد الطاوسي واثق من قدرة المنتخب الوطني على التألق في كأس إفريقيا؟ يمكن التأكيد أننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل إسعاد الجمهور المغربي في هذه التظاهرة الرياضية الكبرى، لكنني لن أبيع الوهم إلى المغاربة، إذ يتعين علينا التعامل مع جميع المباريات بالجدية المطلوبة دون استهتار بالمنافسين، خاصة أننا نوجد في مجموعة صعبة لن تخلو من تشويق وتنافس حاد بين المتبارين. هذا يعني أن حظوظ المنتخب متساوية مع باقي منافسيه؟ ليس هناك فرق بينا وبين باقي منافسينا، إذ أن منتخب الرأس الأخضر يعد من بين المنتخبات الصاعدة من خلال تحقيق نتائج إيجابية من أبرزها إقصاؤه منتخب الكامرون، كما يضم 13 محترفا يمارسون في الدوري البرتغالي، فيما يتوفر منتخب أنغولا على 12 محترفا من بينهم مانوشو، هداف بلد الوليد الإسباني. أما منتخب جنوب إفريقيا، فيصعب هزمه، لأنه مستضيف الدورة الحالية، ويلعب أمام جمهوره، إضافة إلى توفره على لاعبين مهرة. إن جميع المنتخبات الإفريقية طورت مستواها، ولم يعد هناك منتخب قوي وآخر ضعيف، فالملعب وحده يصنع الفارق. وإذا كان المنتخبان الوطني والجنوب إفريقي يبدوان الأفضل على الورق، فإن منتخبي الرأس الأخضر والأنغولي قادران على قلب كل التكهنات، اعتبارا لمستواهما الحالي. وأعتقد أننا ملزمون بتوخي الحيطة والحذر والتعامل باحترافية مع جميع المباريات. هل تقر ضمنيا بصعوبة التأهل إلى الدور الثاني؟ إن التأهل إلى الدور الثاني يعد بالنسبة إلينا هدفا وحدا أدنى، لأننا نأمل في الذهاب بعيدا في كأس إفريقيا، فلدينا إستراتيجيتنا وفلسفة عملنا التي نتوق من خلالها أن نبلغ الهدف المنشود، والمتمثل أساسا في تشريف سمعة الكرة الوطنية. وحتى نكون منسجمين مع قناعاتنا، فإن التأهل إلى الدور الثاني بات مطلبا، لأننا لم نبلغه منذ عام 2004 بتونس، حيث حل المنتخب الوطني وصيفا للبطل المنتخب التونسي، وبعد ذلك توالت الإخفاقات في الدورات الموالية في مصر وغانا والغابون وغينيا الاستوائية، إذ غادرنا جميعها في الدور الأول. وأعتقد أن مستوى المنتخبات الإفريقية تطور بشكل ملفت، فلا أحد كان يرشح منتخب زامبيا للفوز باللقب في النسخة الأخيرة، وبالتالي يصعب التكهن بالفائز بالدورة الحالية. وهل درستم جيدا منافسيكم في المجموعة الأولى؟ طبعا، قمنا بدارسة منافسينا بشكل علمي بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، التي ساعدتنا على تحليل كل الجوانب التقنية بطريقة مدققة، خاصة أن طاقم المنتخب الوطني تعزز بفتحي جمال المختص في تحليل مباريات منافسينا، لما يتمتع به من خبرة ودراسة للمنتخبات الإفريقية، إذ سبق أن درب المنتخب الوطني، وله معرفة مسبقة بمستواها، إضافة إلى نبيل البركاوي، الباحث في اللياقة البدنية في المرتفعات والمنخفضات، إذ يعد من المحللين الأوائل في العالم، الذين يستعملون تقنية «جي بي إس» لقياس قدرات وجاهزية اللاعبين. ونتمنى أن يقف الحظ بجانبنا خلال هذه التظاهرة الإفريقية. ما رؤيتك لما يجب أن يكون عليه المنتخب الوطني في كأس إفريقيا؟ إن فلسفة عملنا بالمنتخب الوطني واضحة، إذ نحرص على الانسجام في جميع الخطوط والسرعة في الأداء والتلاحم بين كافة مكونات المنتخب والانضباط داخل الميدان وخارجه والتركيز على اللعب الجماعي. فما يهمنا هو تكوين منتخب منسجم يلعب بطريقة جماعية. ألهذا السبب أبعدت تاعرابت والشماخ وخرجة وبوصوفة عن المنتخب؟ إن إقصاء تاعرابت يدخل في إطار إستراتيجية جديدة، وتشخيص لما يجب أن يكون عليه المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة، وبالتالي ليست لدي أي خلفيات غير رياضية. حاولت لقاء تاعرابت بإنجلترا ليس من أجل توجيه الدعوة إليه رسميا، بل لإطلاعه بمشروعنا وفلسفة عملنا، المبنية على الانضباط قبل أي شيء آخر، إلا أنه رفض استقبالي متحججا بأسباب عائلية. أما الشماخ، فلا يدخل في اهتماماتي الحالية، لأنه لا يلعب أساسيا مع أرسنال الإنجليزي، لكنني تمنيت لقاءه بالنظر إلى ما قدمه إلى المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، فيما لا يناسب أسلوب خرجة في اللعب منظومتي التقنية، فهو لا عب بطيء، في الوقت الذي أتوخى فيه السرعة في الأداء. وماذا عن إبعاد بوصوفة؟ أعتقد أن بوصوفة غاب عن التباري بسبب توقف الدوري الروسي، كما أن إقصاءه يعود إلى دواع اختيارية وقناعات ليس إلا، إذ أنني أتوفر على أكثر من لاعب يشغلون المركز الذي يلعب فيه بوصوفة من بينهم يونس بلهندة وعبد العزيز برادة. ألا تعتقد أن تاعرابت تضامن مع خرجة برفضه اللقاء بك؟ لا يمكن أن أؤكد أو أنفي هذه الفرضية، لكن لا يوجد دخان دون نار. وأتمنى أن يعود تاعرابت إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان. أفهم من جوابك أنك لا تمانع في دعوته مجددا؟ طبعا، لأن تاعرابت يتوفر على مؤهلات عالية، شأنه شأن باقي اللاعبين، إذ سأحرص على متابعتهم بعد كأس إفريقيا لاستدعائهم مجددا في حال أثبتوا علو كعبهم. فمن حقهم الدفاع عن ألوان منتخب بلادهم. كما أنني لست حقودا إلى درجة إبعادهم عن المنتخب بصفة نهائية. لماذا تصر على التواصل المباشر مع اللاعبين؟ لأن ذلك يوطد العلاقة أكثر بين المدرب واللاعب ويؤسسها على أسس مبنية على الوضوح، وبالتالي وضع قطيعة مع المرحلة السابقة. هناك من يروج أن اللائحة النهائية تدخلت فيها جهات معينة؟ لا بد من التأكيد أنني المسؤول الأول عن اختياراتي رفقة طاقمي المساعد، فلا أحد يتدخل في اختصاصاتي مدربا وناخبا وطنيا. وكل ما يقال مجرد «بوليميك خاوي» لا يستند إلى معلومات دقيقة. فأنا أتمتع ب «كارط بلاش» بالمنتخب. أفعل أما أشاء حسب قناعاتي الشخصية. وأؤكد مرة أخرى أنني المسؤول الأول عن اللائحة النهائية، واخترت اللائحة وفق منظوري وفلسفة عملي، ووفق متطلبات كرة القدم الحديثة، المبنية على اللعب الجماعي والسرعة في الأداء والانضباط التكتيكي والرغبة في الفوز. ولماذا تراجعتم عن معسكر أبو ظبي في آخر لحظة؟ لم نختر أبو ظبي في الوهلة الأولى، بل كان هناك اقتراح فقط لإقامة معسكر تدريبي بالإمارات العربية المتحدة، بناء على دعوة تلقيناها من الأشقاء الإماراتيين. وبعد دراسة جيدة ومناقشة مستفيضة رفقة الطاقم التقني برمته، قررنا الاكتفاء بمعسكر جوهانسبورغ من أجل التأقلم مع أجوائها، خاصة أننا سنخوض فيها أول مباراة رسمية أمام أنغولا في 19 يناير الجاري. عموما سنعسكر في مركز جيد، ويتوفر على التجهيزات الرياضية اللازمة، وهو المركز نفسه، الذي استعد فيه المنتخب الهولندي في نهائيات كأس العالم 2010، قبل الانتقال إلى معسكر ديربان، الذي استعد فيها المنتخبين الإسباني والبرازيلي في المونديال نفسه. تثار قبل أي منافسات قارية الحوافز المالية، فهل ناقشتم هذا الأمر مع اللاعبين؟ هناك اقتراحات، لكننا لم نناقشها مع اللاعبين بعد، وسنفعل ذلك في أول اجتماع يجمعنا بهم في جوهانسبورغ. على كل فالحوافز المالية ستكون مهمة جدا، بالنظر إلى أهمية هذا الحدث الرياضي. بما تريد أن تختم هذه الاستضافة؟ إننا ذاهبون من أجل تشريف سمعة الكرة المغربية والدفاع عن سمعتها. وسوف لم نذخر جهدا لتحقيق هذا المبتغى الذي ينشده الجمهور المغربي. فنحن لم نحقق أي شيء يذكر في الدورات الأخيرة. وأتمنى أن تشكل الدورة الحالية فرصة لاستعادة التألق والبريق. أجرى الحوار: عيسى الكامحي

الطاوسي: إبعاد تاعرابت ليس نهائيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطاوسي من المطار: ذاهبون لتشريف المغاربة

الجامعة تجرب سياسة تواصلية لتلميع صورتها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات