مطربو الواي واي والشعبي لجؤوا إلى لايفات لتنشيط الليالي المنزلية الحمراء لـ السكايرية يبدو أن إغلاق أبواب الكباريهات والملاهي الليلية، استجابة لتدابير حالة الطوارئ الصحية المعلنة بالبلاد، لم يمنع بعض مغنيها من استئناف نشاطهم الفني، وإحياء سهرات خمرية عن بعد، إرضاء لرغبات "السكايرية" ورواد الفضاءات، التي كانوا يشتغلون بها. وهكذا، أطل عدد من مغني "الواي واي" ومطربي الأغنية الشعبية على جمهورهم الليلي، عبر بث مباشر (لايف)، بصفحاتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أو داخل مجموعات "فيسبوكية" مغلقة، تم تخصيصها لزبناء الكباريهات، ممن لا أنيس لهم في محنة الحجر الصحي سوى قنينات خمر يبتاعونها، وفرجة مجانية تنقلهم لأجواء الليالي الحمراء، التي افتقدوها. وبين الإهداءات المنمقة والطلبات الخاصة للأغاني، يحاول الفنانون الخضوع لرغبات زبناء الكباريهات، التي اعتادوا إحياء سهراتهم فيها، خاصة الأوفياء منهم، ممن ألفوا الإغداق عليهم بـ"الغرامات"، مع إرضاء أكبر عدد ممكن من الأذواق، إذ يقومون بتأدية مقاطع غنائية مختلفة على أنغام آلة موسيقية، غالبا ما تكون عبارة عن كمان أو بيانو أو قيثارة، فيما تستمر مدة "اللايفات" المسائية، التي يقدمونها، لعدة ساعات، قد تتجاوز منتصف الليل. وفي انتظار تجمع أكبر عدد من المتابعين لبثهم المباشر، يشرع بعض مغني الراي في تقديم فقرتهم الغنائية، والحديث عن يومياتهم في الحجر الصحي، أو مواساة "السكايرية" وتشجيعهم على تجاوز هذه الفترة بشعار "ما بقا قد ما فات"، فيما يقوم البعض الآخر بالترحيب بمشاهديهم والدردشة معهم عبر التعاليق، أو عن طريق تقنية الفيديو، التي تمكنهم من ضم متابعيهم الـ"في أي بي" لبثهم، ضيوفا للسهرة. وفي "لايفات" مطربي "الواي واي" الصاعدين، التي اطلعت "الصباح" على بعضها، يظهر بعض ضيوف السهرة، وهم يدخنون الحشيش أو يشربون الخمر بمنازلهم، معبرين عن استسلامهم لما فرضته عليهم أزمة كورونا، وممتنين للمبادرة التي قام بها فنانوهم المفضلون، داعين مشغليهم إلى أخذها بعين الاعتبار، وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها منذ فرض حالة الطوارئ الصحية، وإقفال فضاءات عملهم، ومورد رزقهم الوحيد. في المقابل، اجتهد العديد من مطربي الأغنية الشعبية في إبداع مواويل ومقاطع غنائية، كان لفيروس كورونا الفضل الكبير في إلهامهم بكتابتها، ونالت إعجاب المئات من متابعيهم، كما ساهمت في توسيع رقعة شهرتهم، وإكسابهم زبناء جددا، لم يترددوا في سؤالهم عن الكباريهات التي كانوا يشتغلون فيها، من أجل حضور سهراتهم، بشكل مباشر، بعد مرور الأزمة وإعادة فتح أبواب الملاهي الليلية. يسرى عويفي