اعتقالات الحسيمة… حدث صيف 2010

تعددت الأسماء والأوصاف التي أطلقت على ما جرى بمدينة الحسيمة مع بداية الصيف الجاري، إذ هناك من وصف الحدث بأنه زلزال ثان بعد الزلزال الطبيعي الذي ضرب المدينة في وقت سابق، وهناك من اعتبر الأمر "غضبة ملكية" بعد الوقوف على أحوال المدينة والإنصات مباشرة إلى بعض سكانها، غير أن النتيجة كانت واحدة، إيقاف عشرات المسؤولين في الأمن والسلطة والدرك الملكي والجمارك ومجموعة من المؤسسات العمومية الأخرى.الإرهاصات الأولى بدأت حينما وصلت عناصر الفرقة الوطنية إلى المدينة وبدأت في استدعاء مجموعة من المتهمين من أجل التحقيق معهم حول بعض الخروقات في التسيير واستغلال النفوذ، والارتشاء، والغدر والشطط في استعمال السلطة. كثر الكلام عن الغاية من وراء هذه التحقيقات وعما إذا كانت ستنتهي بإيقافات، قبل أن ينزل الخبر العاصفة على المدينة وباقي المدن الأخرى، بعد أن تقرر تقديم ما يزيد عن خمسين مسؤولا إلى الوكيل العام للملك الذي أمر باعتقالهم جميعا. قائمة المتابعين الذين أودعوا السجن، تضم بالإضافة إلى المتهمين المراقب العام المسؤول عن المنطقة الأمنية بالحسيمة، ورئيس الهيأة الحضرية ورئيس الشرطة القضائية بإمزورن، ورئيس المركز الاستثماري ومجموعة من القواد ورجال الأمن والدرك الملكي، الذين أحيل 13 متهما منهم على المحكمة العسكرية.حالة تخوف تملكت مجموعة من المسؤولين الآخرين، خاصة بعد ترويج أخبار عن إمكانية جر بعضهم إلى القضاء، وفي المقابل عمت حالة من الارتياح أغلبية المواطنين بعد إيداع المتهمين سالفي الذكر السجن المحلي، كما بقي الترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة للحدث، سيد الموقف.القضية أكبر من أن تحركها جهة قضائية، ولهذا فقد كان الاتجاه الغالب لدى سكان المدينة أن جلالة الملك، الذي تردد على المدينة في مرات عديدة، هو الذي يقف وراء كل هذا الذي يحدث، لكن أسئلة من قبيل لماذا، وما هي خلفيات الملف؟ بقيت عالقة.وحتى يتم إيقاف التأويلات تطلب الأمر انتقال الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، شخصيا إلى المدينة من أجل شرح الموقف، ليضع حدا لكل التأويلات، مؤكدا أن التحقيق في هذا الملف فتح بعد توصل جلالة الملك شكايات من سكان المدينة، تتحدث عن تلقي بعض المسؤولين رشاوي وشططهم في استعمال السلطة، ليتبين أن المسؤولين سالفي الذكر ارتكبوا، حسب الطيب الشرقاوي، "أخطاء مهنية جسيمة". أخطاء ستكلف مرتكبيها غاليا، وسيكون الحدث عبرة لمن يعتبر. الصديق بوكزول

اعتقالات الحسيمة… حدث صيف 2010

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محمد المروني: استمرار تعثر إصلاح القضاء

الاعتقال التعسفي ومحاضر الشرطة في التقارير الدولية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات