ترسل إلى ״الضامن״ مهمته التنسيق بين شبكات إسبانية ومغربية كشف تفكيك الفرقة الولائية للشرطة القضائية بالبيضاء، لشبكة وطنية لترويج الأقراص المهلوسة، عن عمليات نوعية صارت تعتمدها شبكات مغربية وإسبانية لتمويل صفقات اقتناء آلاف أقراص "إكستازي"، بعيدا عن أعين الشرطة، إذ يرسل المروجون المغاربة حوالات مالية بقيمة الصفقة المتفق عليها إلى شخص يلقب بـ"الضامن"، مهمته الاحتفاظ بالمال إلى حين تسلمهم بضاعتهم، وبعدها يسلم الإسبانيين أرباحهم مقابل عمولة. وأوضحت مصادر "الصباح"، أن "الضامن" لتفادي افتضاح أمره، خصوصا أن قيمة بعض الصفقات تتجاوز 200 مليون، يستعين بمساعدين، إذ يقسم مبلغ الصفقة عليهم، وترسل لهم على شكل مبالغ صغيرة بقيمة مليونين إلى ثلاثة ملايين عبر حوالات، لإبعاد الشبهة عنهم، سيما أن أغلبهم عاطل عن العمل، وبعدها يسلمون "الضامن" كامل المبلغ مقابل الاستفادة من نسبة منها. واعتقلت الفرقة الولائية للشرطة القضائية شخصا من تطوان كان يقوم بدور "الضامن" بعد تفكيك شبكة بالبيضاء، إذ اعترف أفرادها أثناء التحقيق معهم حول طريقة تمويل صفقات اقتناء "إكستازي"، أنهم يرسلون المال إلى الموقوف عبر حوالات مالية، وبعد توصله بها، يشرف زعماء شبكات إسبانية على عملية إيصال الأقراص المهلوسة إليهم بالبيضاء. وقادت الصدفة إلى اكتشاف هذا الأسلوب الجديد الذي صارت تعتمده في شبكات اسبانية ومغربية في تعاملاتها، عندما اعتقلت الفرقة الولائية زعيم شبكة لترويج "إكستازي"، وخلال تفتيش منزله، تم العثور على وثائق تفيد إرساله أموال تقدر بالملايين عبر وكالات تحويل الأموال إلى عدة أشخاص بتطوان، وعند استفساره عن الأمر، أقر أن الأموال أرسلت إلى "الضامن" يتحدر من تطوان، لتسليمها إلى مروجة من إسبانيا مكنته من كمية كبيرة من أقراص إكستازي. وكشف المقووف تفاصيل مثيرة حول هذه العملية بالتأكيد أن المروجة الإسبانية تهرب "إكستازي" سرا إلى المغرب بطرقها الخاصة، ولتفادي المراقبة الأمنية، يتم الاتفاق معها على أن ترسل أموال الصفقة عبر وكالات تحويل الأموال إلى الموقوف التطواني بصفته "الضامن" وعدد من مساعديه، ولحظة توصله بالمبلغ كاملا، يحتفظ به إلى حين تسلمه إتمام عملية تسليم الأقراص المهلوسة، وقتها يسلم المروجة الإسبانية المبلغ بعد اقتطاع نصيبه وتغادر المغرب. وبناء على هذه الاعترافات انتقلت الفرقة الولائية إلى تطوان وبتنسيق مع المروج الموقوف، تم نصب كمين لـ"الضامن"، انتهى باعتقاله واستقدامه إلى مقر ولاية أمن البيضاء لتعميق البحث معه. وتسارع الفرقة الولائية بالبيضاء الزمن لاعتقال باقي المتهمين في هذا الملف، إذ أصدرت مذكرات بحث في حق المروجة الإسبانية، بعد تحديد هويتها بناء على اعترافات الموقوفين، كما تم التعرف على هويات مساعدي "الضامن"، بعد الاطلاع على الحوالات المرسلة إليهم، والتي تتضمن أسماءهم وعنوانيهم. مصطفى لطفي