الزيدي: الوصولية وحرب المواقع أفقدت الحزب توهجه

أعلن أحمد الزيدي، مرشح الكتابة الأولى للمؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي، عن برنامجه من خلال أرضية أولية حملت عنوان "مبادرة من أجل إعادة بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، وكشف الزيدي من خلالها دواعي ترشيحه وتشريحه للأزمة التي يتخبط فيها الحزب، ورؤيته لتجديد دمائه وانفتاحه على محيطه.وشدد رئيس الفريق الاشتراكي في الأرضية المذكورة على أن ترشحه للكتابة الأولى، جاء نزولا عند رغبة الاتحاديين والاتحاديات، من مختلف المواقع وفي عدد من الأقاليم والقطاعات، الذين "عبروا عن إرادتهم في التجديد وفي رؤية حزب يتوفر على قيادة جماعية ملتفة حول مشروع يتعبأ حوله كافة المناضلين والمناضلات ويعبر عن إرادة حقيقية وقوية لإعادة بناء الحزب".وشرّح الزيدي أزمة الحزب الداخلية، التي قال إنها جعلت الاتحاد "يمر اليوم بلحظاتوهن مقلقة جدا تكاد تشل هياكل الحزب بعد أن أفقدته قوة قيادة النضال السياسي والاجتماعي في البلاد والذي كان صاحب المبادرة والتخطيط والتنفيذ فيه". واعتبر الزيدي أن أسباب هذه الأزمة متعددة، يتعلق أولها ب"العجز المتواصل عن إنتاج القيم الفكرية والأخلاقية والتي شكلت على الدوام القوة السياسية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وظهور مواقف وسلوكات تنخر المجتمع وتخترق الحزب، وإهمال خدمة الصالح العام، وتزايد الوصولية داخل أجهزة الحزب، واستشراء الثقافة المحافظة في الممارسات الحزبية"، أما السبب الثاني، فيرى مرشح الكتابة الأولى، أن له علاقة بانغلاق الهيآت التنظيمية للحزب أمام المجتمع، وهو ما يخلق، من وجهة نظره، جمودا فكريا وتنظيميا ذا تأثير سلبي قوي على الحزب، كما يعزو الزيدي السبب الثالث لأزمة الاتحاد إلى ما يمكن تسميته أزمة القيادة التاريخية، وغياب قيادة من جيل جديد، تشتغل حول مشروع حاشد للتحديث والتحول الديمقراطي، في السياق الإقليمي والدولي الجديد.ويعود السبب الرابع، حسب رئيس الفريق الاشتراكي، إلى مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة منذ 2002، رغم عدم احترام المنهجية الديمقراطية في تعيين الوزير الأول، وقبول مشاركة الحزب في حكومات ذات توجهات ليبيرالية معلنة وغياب إستراتيجية واضحة لإصلاح الدولة، وتفسر كافة هذه العناصر، يضيف الزيدي، التجاوب السلبي للناخبين مع الحزب في انتخابات 2007 و2011.في السياق ذاته، طرح الزيدي الخطوط العريضة لبرنامجه من أجل الإصلاح وإعادة بناء الاتحاد الاشتراكي، وتتمثل في أن يكون المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي مرحلة أخرى أكثر إثراء لتاريخه النضالي، بإتاحته انطلاق مشروع جماعي لإعادة بناء الحزب والمساهمة في مصالحة حقيقية مع المجتمع والتي تمر بالضرورة عبر مصالحة الاتحاديين مع ذواتهم، ومع مناضلين ومناضلات تراجعوا إلى الصفوف الخلفية والشباب والنساء والأطر المكونة للأذرع المهنية، والثقافية، والفنية وغيرها. كما يسعى الزيدي إلى التأسيس لتقارب بين الاتحاد والقوى التقدمية في البلاد من أجل الدفع إلى توضيح الحقل السياسي في مواجهة "القوى الظلامية والانفعالية التي تهدد مكتسبات الحداثة والانفتاح والحرية التي يستند عليها مشروع الديمقراطية الاجتماعية".ويهدف برنامج الزيدي، وفق هذا المنظور، إلى تحسيس جميع القوى التقدمية بأن يكون المؤتمر التاسع لحظة ملائمة للتقارب بين جميع المواطنين الذين يناضلون من أجل قضية واحدة، ألا وهي التقدم والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى طرح البديل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في تسيير الشأن العام بهدف تحسين المعيش اليومي للمواطنين، غير أن نجاح مشروع إعادة البناء، حسب مرشح الكتابة الأولى، يستوجب مصالحة الحزب مع المواطنين، ويتمثل أحد شروطها المسبقة في القيام بنقد ذاتي للممارسة السياسية للاتحاد الاشتراكي في تدبير الشأن العمومي. وأضاف الزيدي أن عدم احترام المنهجية الديمقراطية في تعيين الوزير الأول والمشاركة في حكومات ليبيرالية، وغياب إستراتيجية لإصلاح الدولة، هي جملة من العوامل التي أفقدت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خطه السياسي الحقيقي. رشيد باحة

الزيدي: الوصولية وحرب المواقع أفقدت الحزب توهجه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأطباء الأساتذة يهاجمون الوردي

رئيس الفريق الحركي يتهم وزراء الحزب بتهميش النواب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات