المستشرق الإسباني كانيادا قال إن نسبة الترجمة من العربية إلى الإسبانية لا تتعدى 0.3 في المائة قال الروائي المغربي مبارك ربيع إن الكاتب العربي، عندما يكتب، يعي أنه لا يتوجه إلى جمهور عالمي، لأنه "يدرك مسبقا غياب وسيلة فعالة للوصول إلى العالمية، بدون دينامية قوية للترجمة". وأضاف ربيع، الذي كان يتحدث، أول أمس (الثلاثاء)، ضمن فقرة "بوابات الثقافة"، في إطار معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن أي كاتب عربي يطمح إلى إبلاغ صوته إلى أكبر قدر ممكن من القراء، لكن هذا الأمر لا يجعله خاضعا لهيمنة المتلقي، بمعنى أن هاجس البحث عن العالمية لا يجعله يكتب إرضاء لما يبحث عنه القارئ العالمي، فالكاتب، برأي صاحب "رفقة السلاح والقمر"، "صانع يخلص لفنه، من أجل إنتاج شيء جميل يقتنع به، لكنه، في الآن نفسه، يريد مشاركته مع الآخرين". وعن سؤال حول دور الترجمة في إيصال أفكار الكاتب العربي إلى قراء لغات أخرى، قال مبارك ربيع، إن الترجمة تمكن الكتب من الاضطلاع بدورها جسورا ثقافية، لكنها لا يمكن أن تنقل كل الأفكار، ولا يمكن للمترجم أن يلتقط كل الخصوصيات، التي لها بالضرورة أهميتها في البيئة المحلية للكاتب، لكن قد لا تهم بيئة المترجم. وأردف صاحب رواية "الطيبون" قائلا: "على العموم، إذا كان المترجم متمكنا ومستوعبا للنص، فإنه يستطيع أن يوصل جوهره". يذكر أن مبارك ربيع أصدر عشرات المؤلفات على مدى أكثر من نصف قرن منها روايات "الريح الشتوية" و"أهل البياض" و"طوق اليمام" و"خيط الروح"، والمجموعات القصصية "سيدنا قدر" و"دم ودخان" و"رحلة الحب والحصاد)"، إضافة إلى أبحاث ودراسات في مجال العلوم الإنسانية. ووصلت روايته "غرب المتوسط"، الصادرة في 2018، إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في أبو ظبي للعام الجاري. وفي موضوع ذي صلة بالترجمة، ودورها في "تدويل" الأعمال الأدبية، خلص المشاركون في ندوة حول جائزة "ترجمان"، إلى أنها تسهم في تعريف المجتمعات الغربية بحقيقة التاريخ العربي والإسلامي، ما يساهم في تغيير الصورة النمطية لدى بعض المجتمعات. وفي هذا الصدد، أوضحت الأديبة الإيطالية إيزابيلا كاميرا دافليتو، أن توجهات الجائزة، التي تعد الأكبر من نوعها في العالم، تظهر من خلال مجلس أمنائها، الذي يضم أعضاء من ثقافات مختلفة، بهدف بناء جسور ثقافية تطلع مختلف دول العالم على الإرث التاريخي الغني للأمة العربية والإسلامية، إلى جانب قيمتها المعنوية من الناحية والفكرية، وقيمتها المادية، التي تبلغ مليونا و300 ألف درهم إماراتي (حوالي 346 مليون سنتيم). وأكدت كاميرا دافليتو أن اختيار دار النشر الفائزة يخضع لعدد من الشروط، كسلامة النص، ودقة الترجمة، مع الحرص على ألا يفوق عمر العمل عشر سنوات. من جهته، أوضح المستشرق الإسباني لويس ميغال كانيادا، أن جائزة "ترجمان" تساهم في تعزيز الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، في ضوء قلة الترجمات، كاشفا أن من بين كل ألف كتاب يترجم في فرنسا هناك كتاب واحد فقط بالعربية، في حين لا تتجاوز نسبة الترجمة من العربية إلى الإسبانية 0.3 في المائة. وبين كانيادا أن الجائزة تشجع دور النشر على التوجه نحو ترجمة الأعمال العربية، داعيا إلى إطلاق المزيد من المبادرات والجوائز المشابهة. من جانبها، اعتبرت إيفا فيري، مديرة دار النشر الفائزة بجائزة "ترجمان" لهذا العام، أن الأعمال الأدبية، والعلمية، والتاريخية، المترجمة من العربية إلى اللغة الإيطالية قليلة جدا. عبد الله نهاري (موفد الصباح إلى الشارقة)