مناف: الأقمصة الذكية ثورة في الإعداد البدني

المعد البدني للوداد قال إن نهائي رادس أثر على استعدادات الفريق قال نابي مناف، المعد البدني للوداد، إنه مقتنع بمهامه، ولا يطمح لأن يصبح مدربا في يوم من الأيام، رغم توفره على دبلومي «ألف» و»باء». وكشف مناف، في حوار مع «الصباح»، أن أحداث نهائي عصبة الأبطال بملعب «رادس» أثرت على استعدادات الفريق في بداية الموسم، وحالت دون وضعه برنامجا محددا، يمكن اللاعبين من استعادة طراوتهم البدنية بعد موسم شاق. وأفاد مناف، أن الأقمصة الذكية التي توصل بها في الآونة الأخيرة، تعد ثورة حقيقية في الإعداد البدني، وتضبط تحركات اللاعبين، وتطور حالتهم البدنية، وتساعد المعدين على القيام بمهامهم على أحسن وجه. وأكد مناف أن طبيعة عمله تفرض عليه الانصهار داخل أي نهج تكتيكي، لأنه مطالب بإعداد اللاعبين بدنيا، لكي يتمكنوا من تنفيذ ما يطلبه منهم المدرب داخل رقعة الميدان. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا عن المعدات الأخيرة للوداد والتي كنت وراء جلبها من فرنسا؟ أقمصة ذكية، تضبط تطورات الحالة البدنية للاعبين، وتساعد المعدين البدنيين على الوقوف على كل صغيرة وكبيرة للحالة الصحية في فترة معينة. صحيح أن العديد من الأندية سبق لها تجريب هذه التقنية، لكن ليس بالمعدات التي جلبها الوداد من فرنسا، والتي تعد الأفضل على الصعيد العالمي، وأشكر الرئيس الذي ساعدني على جلب هذه التقنية للبطولة الوطنية، ووفر كل الظروف المناسبة، للاستئناس بها من خلال الخضوع إلى دورات تكوينية خلال رحلتي الأخيرة بفرنسا. هل شعرت بالفرق من خلال الحصص التي خضتها بهذه الأقمصة؟ بطبيعة الحال، ليس هناك مجال للشك، فالأمور علمية ومضبوطة، وستلاحظون انعكاس هذه العملية على اللاعبين خلال المباريات، وأتمنى أن تعم هذه التكنولوجيا جميع الأندية الوطنية. هل تأقلمت مع النهج التكتيكي للمدرب الجديد؟ طبيعة عملي تفرض علي الانصهار داخل أي نهج تكتيكي، لأنني مطالب بإعداد اللاعبين بدنيا، لكي يتمكنوا من تنفيذ ما يطلبه منهم المدرب داخل رقعة الميدان. هذا لا يمنع من أنني أسدي بعض النصائح بين الفينة الأخرى، بحكم تجربتي في الميدان. ما الذي وجدته في الوداد ولم تجده بالأندية الأخرى التي اشتغلت فيها؟ لقد جئت للوداد بحثا عن الألقاب. كانت أمامي فرصة الاستمرار في البحرين بحوافز مالية أكبر، لكنني فضلت المجيء إلى المغرب، بحثا عن الإنجاز، خصوصا بعد أن اتصل بي فوزي البنزرتي، الذي أكن له كل الاحترام. داخل الوداد تشعر أنك تشتغل داخل فريق مهيكل، يوفر لك كل الظروف المناسبة، للنجاح في مهمتك، دون الحديث عن الجماهير التي لم يسبق لي أن شاهدت مثيلا لها عبر العالم، فنحن داخل الفريق نشتغل أسرة واحدة، لا فرق بين اللاعب والمدرب والرئيس، همنا الوحيد نجاح النادي. كيف تم الاستعداد لبداية الموسم الحالي؟ حقيقة، لم تكن استعدادات خاصة هذا الموسم، بسبب انشغال الفريق بمشكل نهائي عصبة الأبطال، الذي انعكس سلبا على المجموعة، التي كانت تفكر في تلك اللحظة في مآل المباراة، أكثر من تفكيرها في الاستعداد للمنافسات المقبلة، وقد وضعت برنامجا يوميا، غير كامل ومحدد، ومع ذلك أعتقد أن المجموعة توجد في قمة استعداداتها، مع توالي المباريات، لكن الأكيد أنها كانت ستكون أفضل، لو خضعت لبرنامج دقيق. بالعودة إلى نهائي "رادس» ماذا أثار فيك باعتبارك تونسيا تشتغل داخل الوداد؟ بغض النظر عن أنني تونسي، أي إنسان في العالم سيرفض الظلم الذي تعرض له الوداد، في تلك المباراة الشهيرة، فكيف يعقل أن يحرمنا "الفار" في الذهاب من هدف، ويعجز عن إنصافنا بهدف صحيح في مباراة الإياب، بسبب غيابه، أو تغييبه. أنا إنسان محب للفوز، ومخلص في عملي، ما كان يهمني حينها هو الألوان التي أدافع عنها، وهذا ما أجج غضب الصحافيين التونسيين الذين اتهموني بالخيانة. وكيف تعاملت مع تلك الاتهامات؟ اشتغلت لسنوات في تونس، وأعرف دواليب اللعبة جيدا، ولم يكن ممكنا أن أصمت أمام ما تعرض له فريقي من ظلم. أدليت بتصريحات قوية، لكن للأسف تم تحويرها، مع أنني مقتنع بكل ما قلته، فالترجي لا يستحق ذلك اللقب، والوداد كان ضحية لمؤامرة مدبرة. هل مازلت تثق في الفوز؟ هناك مساطر اتبعها المكتب المسير، لاسترداد حقه المشروع، ونحن ننتظر. ما حز في نفسي هو الآثار السلبية التي تركها هذا الحدث في جميع مكونات الفريق، خصوصا اللاعبين، الذين لم يهضموا الطريقة التي سلب بها منهم اللقب، وكان ينتظرنا عمل كبير لمساعدتهم على تجاوز ما حدث نفسيا. نحن الآن نخوض نسخة جديدة من هذه البطولة، ونتمنى أن نتوج بها، ما سيكون بمثابة أحسن رد على ما حدث ب «رادس». هل تتمنى مواجهة الترجي من جديد؟ إذا كنا نتطلع للتتويج باللقب، فالأكيد أننا مستعدون لمواجهة أي فريق، كيفما كانت قيمته، لأننا واثقون من إمكانياتنا، ولدينا مجموعة متكاملة، قادرة على رفع التحدي كيفما كان الخصم. هل تفكر في التدريب في يوم من الأيام... أبدا، فأنا أتوفر على دبلومين يخولان لي التدريب في القسمين الأول والثاني، وهما "ألف» و»باء"، لكنني أفضل أن أواصل الإعداد البدني. المهنة التي أتقنها وأحبها وأتمنى أن أتطور فيها. لست من الذين يغريهم المال، بالقدر الذي أتطلع فيه إلى تطوير إمكانياتي في المهنة التي أعشقها، والتي أشعر أنني مازالت قادرا على العطاء فيها. ما السر في تألق الإعداد البدني التونسي؟ أعتقد أن الإنسان التونسي بطبعه متفان في أداء مهامه، وهذا سبب نجاحه في المهمات التي يكلف بها. لا أرى أنه متفوق في هذا المجال أكثر من غيره، عكس المجال التكتيكي، الذي تتفوق فيه الكرة التونسية على نظيرتها في العالم العربي. كيف تأقلمت مع الأجواء بالمغرب بسرعة؟ لا يمكن لأي إنسان طموح ومحب للحياة، سوى أن يتأقلم مع الأجواء داخل المغرب بسرعة كبيرة. فكل شيء متوفر هنا، ناهيك عن طيبوبة وأخلاق الناس، والتي تفرض عليك التعايش معهم، خصوصا في المجال الرياضي، فالبنية التحتية متوفرة، تساعدك على إعطاء أفضل ما لديك، لتكون في حجم المسؤولية، والحمد لله علاقتي بالجميع جيدة، كما أن أسرتي الصغيرة تشعر بالأمان داخل هذا البلد المضياف. لم أشعر أبدا أنني خارج تونس، بحكم تقارب البلدين في شتى المجالات، الثقافية منها والرياضية، لذلك أنا سعيد بالاشتغال هنا بالمغرب. وماذا عن تجربتك رفقة أولمبيك آسفي؟ كانت تجربة قصيرة، لم تتجاوز ستة أشهر، لكنني أعتز بها، رغم قصر المدة. في لحظة من اللحظات أحسست أنني غير قادر على الاستمرار، فطلبت من الرئيس الذي أشكره للمناسبة، إعفائي من مهامي، فعدت إلى تونس، بعدها توجهت إلى البحرين، إلى أن تلقيت اتصالا هاتفيا من البنزرتي الذي طلب مني الالتحاق به بالوداد، ولست نادما على هذا الاختيار. ما رأيك في اتهامات الناخب الوطني للاعبين المحليين؟ ما قاله الناخب الوطني في حق اللاعب المحلي، لا يمكن اعتباره اتهاما، وإنما مجرد رأي قابل للنقاش. شخصيا أتصل دوما بالمعد البدني للمنتخب، لاستفساره عن حالة بعض لاعبي الوداد. يكون هناك نقاش لما فيه مصلحة المنتخب، لكن أعتقد أن الطريقة التي اعتمدها المدرب في إيصال المعلومة، هي التي كانت موضع نقاش، فهو لم يختر الطريقة الأمثل لإيصال ملاحظاته للاعبين، فبدل قول ذلك في ندوة صحافية، كان عليه الاتصال بالمعدين البدنيين لنقل ملاحظاته. كيف تقيم الكرة الوطنية على العموم؟ شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، على مستوى الأندية، والدليل هو نتائجها في المنافسات القارية. أما في ما يخص المنتخب فهو دائما رائد، ويحظى بمكانة خاصة، رغم أن النتائج تخاصمه في بعض المحطات. تتميز الكرة المغربية على امتداد التاريخ، بتقنية لاعبيها، وبحب جماهيرها، ومع الإستراتيجية الجديدة للجامعة، تسير في الاتجاه الصحيح، خصوصا أن لديها كل المؤهلات لتصبح رائدة قاريا وتنافس عالميا. كيف تنظر للديربي العربي؟ مباراة قمة، ستتحكم فيها جزئيات بسيطة، وأتمنى أن يكون فيها الفوز للأفضل. أما عن حضور الجماهير فلا مجال للمزيد من الكلام، لأننا سنشاهد لوحات جميلة في المدرجات، أصبحت عادية ب"دونور». هل تتابع الأوضاع بتونس؟ بطبيعة الحال، لأنني أعشق هذا البلد، وفخور بالانتماء إليه. الإنسان التونسي يتميز بقدرته على تجاوز كل الصعاب، وهذا بشهادة الجميع، فكيف لبلد بهذا الحجم، وبعدد قليل من السكان، أن يتجاوز كل الصعاب التي عاناها في السنوات الأخيرة. لقد استطاعت تونس أن ترمم جراحها في ظرف وجيز، ودخلت انتخابات قمة في الديمقراطية، وأعطت مثالا على تشبث التونسي ببلده، ولدي اليقين أنه ستعود كما كانت في السابق، أو أفضل. أجرى الحوار: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: نابي مناف تاريخ ومكان الميلاد: 2 يونيو 1982 بمنستير اشتغل بنجم الساحل ومنستير ومستقبل المرسى (تونس)، والنجم البحريني، ودارس الليبي وأولمبيك آسفي حاصل على ديبلوم في الإعداد البدني وشهادتي "كاف" "ألف" و"باء" في التدريب بورتري أبو سليمة لا يتصور مناف حياته دون فلذة كبده سليمة، التي تشكل كل شيء في حياته، فهي الحاضر والمستقبل، بالنسبة إليه، تمنحه الأمل والاستقرار، وتفرض عليه الاجتهاد، من أجل ضمان العيش في أحسن المستويات. مناف يعشق القراءة والموسيقى، مهووس بغوارديولا ومورينيو، رغم اختلاف شخصيتيهما. ملحاح وشغوف بالمعرفة. صديق للجميع، ويؤمن بالانتماء، إنسان ودود ومثقف، لا حدود له في العلم والمعرفة، يقرأ كل شيء بإمكانه تنمية مداركه، خجول إلى أقصى الدرجات، لكنه عنيد وجبار مع المستفزين. ليست لديه رغبة في تسلق الدرجات، وارتداء جلباب المدرب، لأنه مقتنع بمهامه... عنيد إلى درجة القسوة، ومرة كتب على صفحته على "أنستغرام» بعد رحلة إفريقية شاقة للوداد، «سر نجاحنا حب العذاب، نحن فريق لا يشتكي، ولا يبكي على الأطلال. كلمة شكر وتقدير واحترام لكل اللاعبين ديما وداد".

مناف: الأقمصة الذكية ثورة في الإعداد البدني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جماهير الوداد غاضبة بسبب النجمة

30 درهما لمتابعة آسفي والترجي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات