والي أمن فاس يمتص غضب تجار المدينة العتيقة

وعدهم بالنظر في الشأن الأمني ومصالح الأمن اعتقلت 50 شخصا في ليلة واحدة تمكن مصطفى الرواني والي الأمن بفاس، من امتصاص غضب تجار بالمدينة العتيقة لوحوا بالخروج في مسيرة راجلة إلى مقر الولاية، احتجاجا على الانفلات الأمني وتعدد حالات السرقة التي استهدفت أشخاصا ومحلات تجارية خاصة بأحياء الديوان ورأس الشراطين والعطارين ورحبة الزبيب. وزار الوالي الجديد، ليلة الاثنين الماضي، التجار الغاضبين بسوق العطارين. وفتح معهم ابتداء من الثامنة ليلا، حوارا دام نحو ساعة وتوج بتأجيل تلك المسيرة، بعد تقديم وعود بتكثيف الحملات الأمنية والتمشيطية واستتباب الأمن وإعادة الأمان والطمأنينة إلى سكان المدينة العتيقة وتجارها.وأوضحت المصادر أن مصطفى الرواني طمأن التجار في السوق المذكور، في اجتماعه «وقوفا» مع ممثليهم، بالنظر بالجدية اللازمة والضرورية في الأمور الأمنية بمختلف أحياء المدينة العتيقة. ومكنهم من رقم هاتفه الشخصي للاتصال به والتواصل معه، في شأن أي مستجد أمني. وجاءت هذه الزيارة في اليوم نفسه لإغلاق التجار محلاتهم ابتداء من الواحدة والنصف زوالا، بعد اتفاق مسبق في اجتماع انعقد قبل 3 ساعات من ذلك، احتجاجا على الانفلات الأمني الذي «شل أحياء الديوان والعطارين والصاغة ورحبة القيس وقيسارية الكفاح ورأس الشراطين والشماعين». وأعلن التجار غضبهم من السرقات المتكررة التي شهدتها مختلف أسواق المدينة العتيقة، وآخرها سرقة أكثر من 9 مستودعات للسلع والبضائع بفندق يقع بحي الديوان، مؤكدين أنهم «يعانون صمت الجهات المعنية رغم عشرات الشكايات التي وضعوها بدون جواب يذكر».وأوضحت المصادر ذاتها أن عملية سرقة تلك المستودعات المختصة في تخزين بعض السلع خاصة الخيط والملابس التقليدية للرجال والنساء، تمت بفنية عالية ودون كسر أقفالها، وباستعمال مفاتيح مزورة، ما يوحي بوجود عصابة مختصة، خططت بإحكام لولوج تلك المحلات ليلا. ودشنت المصالح الأمنية، حملة تمشيطية داخل أسوار المدينة العتيقة، خاصة بدروبها الضيقة وحي باب الفتوح والرصيف، أسفرت عن إيقاف 50 شخصا في ليلة واحدة، بتهم تتعلق بالضرب والجرح والسرقة بمختلف أنواعها واعتراض سبيل المواطنين والاعتداء عليهم وحمل السلاح الأبيض.وأوضح مصدر أمني أن بين الموقوفين، بعض المبحوث عنهم بتهم مختلفة، فيما استعملت مصالح الأمن، عشرات الدراجات النارية للبحث عن المنحرفين، في إطار حملة استهدفت أيضا مقاهي بباب الفتوح مفتوحة في وجه زبناء الشيشة ويشتبه في استغلالها في القمار.ويوجد بين الموقوفين في تلك الحملات، شاب قدم على أنه من أخطر العناصر المختصة في السرقة، اعتقل بعد مطاردته بحي النخالين قرب باب سيد العواد بالرصيف لورود شكايات ضده متعلقة باستهداف مواطنين بالسرقة خاصة خلال شهر رمضان الكريم.وأوضحت المصادر أن عدة أحياء عاشت على إيقاع تعدد السرقات والانتشار الواسع لحالات السكر خاصة بعيد عيد الفطر، خاصة في منطقة البورنيات وفاس الجديد والملاح والجنانات، متحدثة عن تنامي الجريمة بأنواعها، بشكل ملحوظ، رغم الحملات الأمنية الاعتيادية المنظمة. وشهد متجر راق للألبسة بشارع سان لوي بحي السعادة، السبت الماضي، مواجهات بين عماله وشباب من حي فاس الجديد تدخلوا لمؤازرة زميلهم إثر سوء تفاهم، استعملت فيه العصي والأسلحة البيضاء، ما أدى إلى جرح شخص واعتقال شخصين فيما يتواصل البحث عن آخرين. واستعانت مصالح الأمن بالكاميرات المثبتة في المتجر للتعرف على هويات مهاجميه، قبل أن تستمع إلى الضحايا في محضر قانوني والموقوفين اللذين أحيلا على العدالة لاتخاذ المتعين قانونا في حقهما، فيما أطاح الحادث برأس مسؤول في الفرقة الولائية للشرطة القضائية.وأوقفت مصالح الأمن بفاس خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية، نحو 17 ألف شخص قدموا إلى العدالة بتهم مختلفة، إضافة إلى حجز نحو 7 آلاف دراجة نارية لأسباب مختلفة، بعضها مسروق أو يستعمل في السرقة بواسطة النشل والخطف وتحت التهديد بالسلاح الأبيض.وأغلقت نحو 26 مقهى بعد مداهمتها للاشتباه في احتضانها أنشطة مشبوهة خاصة تدخين الشيشة والقمار، قدم إثرها نحو 100 شخص أغلبهم فتيات في مقتبل العمر، إلى المحكمة الابتدائية بالمدينة، بتهم التحريض على الدعارة وفتح محلات في وجه باحثين عن اللذة الجنسية.واستطاعت المصالح الأمنية في أسبوعين أعقبا تولي الوالي الجديد مهمته، من اعتقال 1936 شخصا بمعدل يومي قارب 126 شخصا، قدموا إلى العدالة، لكن نسبة مهمة منهم متعوا بالسراح المؤقت، فيما استفاد جانحون آخرون من العفو، لتعود شوارع فاس إلى سابق عهدها بالانفلات الأمني. حميد الأبيض (فاس)

والي أمن فاس يمتص غضب تجار المدينة العتيقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة: إصلاح القائمين على العدالة والمحاكمة العادلة

إدارية مكناس تنظر في قضية تصحيح امتحان الباكلوريا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات