مريم شديد… بيضاوية قهرت الجليد

مريم شديد، مغربية، بل امرأة، استثنائية.. إنها المرأة الأولى التي وضعت قدميها على الأرض البيضاء للقطب الجنوبي المتجمد. لم يكن عمرها يتجاوز، قبل سبع سنوات، 36 سنة، حين سجلت أول سابقة في تاريخ المرأة العالمية، ودخلت العالمية من أوسع أبوابها وهي تطأ أرض القطب الجنوبي، وتغرز فيها العلم المغربي الذي كان أول علم يرفرف فوق القارة المتجمدة. رحلة مريم شديد إلى «قارة العالم السادس»، كما يحلو للبعض تسميتها، واحدة من النجاحات التي حققتها هذه المرأة المغربية التي تقول إنها تعشق أن ترفع التحديات مهما كانت درجة صعوبتها، لتغير نظرة العالم إلى المرأة العربية، ولتثبت، بالعلم والممارسة ما تستطيع المرأة العربية القيام به، لتتوج بعد ذلك باحثة مرموقة ضمن فلكيي العالم المتميزين، واختارتها المنظمة الدولية «أوربيان سوتيرن أوبسرفاتوري» ضمن العلماء الأوائل العاملين في أكبر مرصد فلكي في العالم.ولدت مريم بالدار البيضاء يوم 11 أكتوبر 1969، وترعرعت هي وإخوانها الخمسة بالحي الشعبي درب السلطان من أب يعمل حدادا، تقول إنها قضت ساعات وهي تراقبه يروض الحديد ويصنع منه لوحات فنية، وأم كانت تمتهن الخياطة وتعشق فن الطبخ.بدأ نبوغها في سن مبكرة، منذ ولجت مدرسة الفكر العربي الموجودة بأحد أزقة حيها، حينها لم يكن عمرها يتجاوز الخامسة. بعد ذلك انتقلت إلى التعليم الابتدائي وبالضبط بمدرسة المزرعة الخاصة بالبنات، ثم إعدادية المنصور الذهبي قبل أن تلتحق بثانوية صلاح الدين الأيوبي للبنات أيضا، وتحصل على إجازة في الفيزياء من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ثم بدأت في تحضير الدكتوراه في جامعة نيس سنة 1994، والتحقت بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي مهندسة فلكية.بدأ اهتمام مريم بالفلك عندما أعطاها أخوها الأكبر منها بست عشرة سنة، بينما لم تكن هي تجاوزت بعد الثانية عشرة، كتابا عن الجاذبية باللغة الفرنسية، فأصبحت تعشق السماء والنجوم قبل أن تصبح بدورها نجمة تضيء مسرح العلم، واعترفت في تصريحات سابقة لمختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، بأن عشقها جعلها تشعر برابط قوي يربطها بالنجوم والكواكب وتخاطبها.تم اختيار مريم الباحثة والفلكية في مرصد «كوت دازير» القومي الفرنسي، وأول عالمة تصل إلى القطب الجنوبي ضمن فرسق عمل علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي، سنة 2008 ضمن قائمة «دافوس» للقادة الشباب الأبرز في العالم.لم يكن وصولها إلى قارة العالم السادس إنجازها الوحيد، بل إنها ألفت المهمات الشاقة، والبعثات المعقدة، فقد سبق لها أن قضت بصحراء «أطاكاما» بالشيلي لوحدها أربع سنوات في ظروف قاسية جدا، قبل أن تنتقل إلى القطب الجنوبي الذي اقترحته هي على المرصد الفرنسي الذي تشتغل فيه. هجر المغلي

مريم شديد… بيضاوية قهرت الجليد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمال بن عمر... كبير الدبلوماسيين المغاربة

كمال الودغيري..."غريندايزر" المريخ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات