سفراء فوق العادة: بنمبارك … جوهرة أتليتيكو

سفراء فوق العادة (1) ارتبط نجوم مغاربة بأندية أوربية وعربية، وساهموا في مجدها وتألقها، فسجلوا أسماءهم في تاريخ هذه الأندية، والتي مازالت تتذكرهم إلى اليوم. بعد العربي بنمبارك، وما صنعه مع أتلتيكو مدريد، احترف لاعبون مغاربة كثر بفرق أوربية وعربية، وكانوا خير سفراء الكرة المغربية. في هذه السلسلة من الحلقات، نرصد لكم بعض هؤلاء اللاعبين الذين رفعوا راية المغرب في الدوريات الأوربية والعربية. لا يمكن الحديث عن بداية تألق اللاعبين المغاربة بأوربا، دون التطرق لما حققه العربي بنمبارك رفقة أتلتيكو مدريد، وحمله لمشعل الكرة المغربية، والتعريف بها بإسبانيا، إلى أن أطلق عليه لقب "الجوهرة السوداء". أمتع الإسبان والفرنسيين في فترة الثلاثينات، وإلى حدود منتصف الخمسينات، إذ مازال الجميع يتذكر قولة بيلي الشهيرة، حين أكد أنه إذا كان ملك كرة القدم، فإن بنمبارك إلهها. بعد التحاقه بالاتحاد الرياضي، تمكن بنمبارك من السيطرة على بطولة شمال إفريقيا، بل كان نجمها الأول لثلاث سنوات، حصد فيها الأخضر واليابس، إلى حدود 1937، حين شارك في مباراة ودية بين المنتخب الوطني ونظيره الفرنسي، لترصده الصحافة الفرنسية، وتسميه "الموهبة"، و"نجم المغرب". نال العربي بنمبارك، بعد تلك المباراة، اهتمام فرق فرنسية وإسبانية عديدة، من أهمها مارسيليا، الذي لعب له ابتداء من 1938، إذ انتقل إليه بمبلغ 44 ألف فرانك فرنسي، بعد جهد جهيد. في تلك السنة، بدأت انطلاقة العربي بنمبارك في الملاعب الأوربية، ولم ينتظر كثيرا، ليحمل قميص المنتخب الفرنسي في نهاية 1938، لكن مشاركته أثارت جدلا كبيرا، لأنه لم يكن يتوفر على الجنسية الفرنسية. بعد الحرب العالمية الثانية، تأثر بنمبارك بالأحداث كباقي الفرنسيين، خاصة بعد الاجتياح الألماني للعاصمة باريس، إذ توقفت كل الأنشطة الرياضية الثقافية، وعاد النجم المغربي إلى البيضاء، وبالضبط إلى ناديه السابق الاتحاد الرياضي. رغم كل تلك المعاناة، رفض بنمبارك الابتعاد عن كرة القدم، لينتقل في 1945 إلى "سطاد دو فرانس"، والذي اعتبر آنذاك من بين أقوى الفرق الفرنسية، بعد نهاية الحرب. بعد ثلاث سنوات من ذلك، انتقل بنمبارك إلى أتلتيكو مدريد، الذي كان من بين المنافسين الأقوياء آنذاك على الليغا الإسبانية، بقيمة مالية وصلت إلى 17 مليون فرنك، وهي قيمة عالية جدا في تلك الحقبة. تمكن العربي بنمبارك بعدها من التتويج بلقب الليغا مرتين، واعتبر من بين نجوم الدوري الإسباني. صورة بنمبارك لازالت اليوم في كتب الرياضة بفرنسا وإسبانيا، واعتبر البعض أن اعتزاله في سن الأربعين كان مبكرا، إذ كان يملك من الإمكانيات، ما يخول له الاستمرار لسنوات إضافية في الملاعب الإسبانية والفرنسية. وتمكن بنمبارك من تحقيق لقب الليغا مرتين، وكأس السوبر الإسبانية مرة واحدة، ولقب شمال إفريقيا ثلاث مرات، وبطل المغرب مع الاتحاد الرياضي مرتين، وحقق مسيرة طويلة رفقة المنتخب الفرنسي الأول، بدأها من 1938 وأنهاها في 1954. حاول بناء مسيرة جديدة في مجال التدريب، قادته للإشراف على الفتح الرياضي في 1956 ونهضة سطات في 1970، ليبتعد عن الكرة إلى أن توفي في 16 شتنبر 1992 بالبيضاء. عبد الإله المتقي

سفراء فوق العادة: بنمبارك … جوهرة أتليتيكو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

باع الشعير من أجل المسرح

كتب في حياة بوسلهام الضعيف ... أجواد عبد القادر علولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات