بوادر أزمة جديدة بين الرباط ومدريد

المسؤولون كانوا على علم بدخول وزير الداخلية الإسباني التراب المغربي مصحوبا بمسؤولين في مخابرات بلاده تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة بين المغرب وإسبانيا تزامنا مع حلول الذكرى العاشرة لأزمة جزيرة «ليلى» التي اندلعت سنة 2002 وكادت تتحول إلى مواجهة عسكرية بين البلدين الجارين وكان لاستدعاء وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، السفير الإسباني المعتمد في الرباط الأربعاء الماضي، لتقديم احتجاج رسمي على قرار حكومة مدريد إرسال مجموعة من الحرس المدني للبقاء بشكل دائم في الجزر الجعفرية، وقع كبير داخل الأوساط السياسية الإسبانية، كما التزمت حكومة مدريد الصمت لحد الآن في انتظار رد فعل قوي قد يعيد إلى الأذهان شبح المواجهات المسمومة بين البلدين منذ عشر سنوات، وهو ما من شأنه أن يؤدي، حسب مصادر دبلوماسية مغربية، إلى عودة التوتر من جديد إلى العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط.وذهبت وسائل الإعلام الإسبانية إلى التأكيد أن قرار الخارجية المغربية يكشف عمق الأزمة التي ستعرفها العلاقات بين إسانيا والمغرب، وقد تتلوه قرارات أخرى، وأكدت جريدة إلباييس في عددها الصادر أول أمس (الخميس)، أن العثماني استدعى السفير الإسباني لتقديم احتجاج رسمي على قرار اسبانيا إرسال قوات الحرس المدني الإسباني الى الجزر الجعفرية ابتداء من فاتح غشت المقبل، وهي الجزر التي تحتلها إسبانيا منذ سنة 1848، مثيرة إلى أن الاحتجاج المغربي جاء أيضا ردا على زيارة وزير الداخلية الإسباني إلى مكان موقعة أنوال شمال المغرب دون إذن من سلطات الرباط كما تدعي الحكومة المغربية ذلك، في وقت تصر مصادر إسبانية على أنه لا يمكن لوزير داخلية أن تطأ قدماه أرض بلد جار دون إشعار مسبق لحكومة الأخير وترتيب إجراءات الزيارة، وهو ما أكدته مصادر مطلعة مضيفة أن وزير الداخلية الإسباني دخل التراب المغربي عبر حافلة مصحوبا بحراس شخصيين ومسؤولي المخابرات الإسبانية، وتوجه إلى أحد المطاعم في الحسيمة لتناول الغذاء صحبة مرافيقه، في وقت قاطع سكان المنطقة ومنتخبوها وفعالياتها الجمعوية الزيارة، رغم الدعوات التي توصلوا بها من قنصل إسبانيا في المنطقة، كما زار وزير الداخلية الإسباني المنطقة تحت أعين السلطات، وهو ما يؤكد أن الحكومة المغربية كانت على علم بهذه الزيارة وبكل تحركات المسؤولين الإسبان السابقة لتكريم جنودهم الذين قاتلوا عبد الكريم الخطابي، في وقت استدعى بنكيران رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي لحضور مؤتمر العدالة والتنمية في بوزنيقة.وما زاد تسميم الأجواء تصريح وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث، بأن فرقة من الحرس المدني ستنزل في الجزر الجعفرية بشكل دائم حيث ستحدث مركزا لمكافحة الهجرة السرية وكذلك المخدرات. وأكد يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الخارجية، في تصريح ليومية إلباييس «أعربنا بهذه الطريقة عن رفضنا لقرار اتخذته اسبانيا بشكل أحادي» وتابع قائلا «بين المغرب واسبانيا هناك اتفاق على إجراءات مشتركة لمواجهة الهجرة السرية مثل الدوريات المشتركة التي لم يتم الالتزام بها». فيما أكد وزير الاتصال مصطفى الخلفي بعد اجتماع المجلس الحكومي أول أمس (الخميس)، قرار استدعاء السفير للمطالبة بتوضيحات حول تصريحات فيرنانديث دياث حول الجزر الجعفرية. وكشفت مصادر عليمة أن حكومة بنكيران بدت تائهة في قضية الترخيص لزيارة وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث الحسيمة ودخوله المغرب عبر مليلية وهي سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، فالوزير الإسباني، حسب مصادر إعلامية إسبانية، زار الحسيمة بترخيص من وزارة الداخلية المغربية.وأضافت المصادر ذاتها أن وزير الداخلية الإسباني فيرنانديث دياث حل بالمكان الذي نزلت فيه القوات الإسبانية سنة 1925 لمواجهة قوات محمد بن عبد الكريم الخطابي، إضافة إلى المناطق التي احتضنت معركة أنوال في يوليوز 1921 وترحم على القتلى الإسبان، الذين تعدهم الحكومة الإسبانية أبطالا وطنيين. رشيد باحة

بوادر أزمة جديدة بين الرباط ومدريد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران: بقائي على رأس الحزب في علم الغيب

فيلات وشقق جديدة للقمار السري بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات