“شاعلة” بين لشكر وبنعبد القادر

الوزير قال إن مؤتمرات الاتحاد الاشتراكي ديال العبث وإرضاء الخواطر والتوافقات الفارغة تبرأ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في الاجتماع السياسي لحزبه، المنعقد مساء أول أمس (الثلاثاء)، مما جاء على لسان محمد بن عبد القادر، وزير "الساعة الإضافية"، وعضو المكتب السياسي نفسه. وقال بنعبد القادر، الذي فاجأ جل الاتحاديين بمواقف جارحة، إن كل مؤتمرات الاتحاد الاشتراكي، باستثناء المؤتمر التأسيسي، والمؤتمر الاستثنائي في 1975، كانت "ديال العبث"، و"إرضاء الخواطر والتوافقات الفارغة، لدرجة أنها لم تكن تنتج، لا قيادات ولا مشروعا سياسيا أو فكريا". وما أثار الانتباه في خرجة الوزير بنعبد القادر المفاجئة، وبلغة موليير، وكأنه يوجه رسائل إلى جهات ما، طعنه حتى في المؤتمرات التي كان طرفا فيها، وكان قريبا جدا من مركز القرار داخلها، وتحديدا التاسع والعاشر، إذ تنكر لهما وللدور الذي لعبه فيهما. وبرأي الوزير نفسه، فإن صديقه لشكر هو الذي أعاد إنتاج العبث بشكل مأساوي، وأن المؤتمر الوطني المقبل للحزب (الـ 11)، هو الكفيل بتصحيح هذا الظلام الذي عاشه الاتحاد 60 سنة، عبر التفكير في العالم والمحيط لصياغة "مشروع حقيقي". وفهم أغلب الاتحاديين من خرجة الوزير بنعبد القادر، أنه أعلن ترشيحه لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، متجاوزا ادريس لشكر وحبيب المالكي وعبد الكريم بن عتيق. وعلمت "الصباح" أن هذا الموضوع الذي كان محط نقاش ساخن داخل اجتماع المكتب السياسي للحزب، الذي غابت عنه حنان رحاب الموجودة في الديار التونسية رفقة يونس مجاهد، اعتبره الاتحاديون الذين يصعب هزمهم، ضمنهم من تحرك جيدا في رمضان، ونظم أنشطة إشعاعية كبرى، تشويشا متعمدا على الدينامية الاتحادية، التي انطلقت في العديد من الجهات والأقاليم. واستشاط قادة ومثقفو الاتحاد غضبا، مما جاء على لسان الوزير نفسه، حول تاريخ الحزب، الذي اختزله في مؤتمرين، وهو اختزال بئيس، وقراءة آثمة وتعسفية، يقول قيادي اتحادي لـ "الصباح"، لأنها أخرجت مؤتمرات الحزب عن سياقاتها السياسية، سواء من خلال الصراع مع الدولة في العديد من المحطات، أو الصراع مع القوى الرجعية، أو الصراع الداخلي مع الأجنحة الاتحادية المتطاحنة. وكعادته، لم تحرك مثل هذه الخرجات ساكنا في لشكر، إذ قال خلال اجتماع المكتب السياسي، إن مثل هذه الخواطر، لا تلزم إلا صاحبها، وهي تشويش على دينامية الحزب، وكل من يرغب في صياغة مشروع جديد للاتحاد الاشتراكي، عليه أن ينتظر المؤتمر المقبل، أما أولوية الاتحاديين اليوم، سواء كانوا وزراء أو برلمانيين أو قيادات وطنية أو جهوية أو إقليمية أو محلية، التحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة، وباستثناء ذلك، فهو بث الارتباك في صفوف المناضلين الاتحاديين. وفي السياق نفسه، قرر المكتب السياسي للاتحاد، عقد المجلس الوطني للحزب في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، من أجل التداول، ورسم خريطة الإعداد الجيد للمعارك الانتخابية المقبلة. تحرك وزير في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لم يرق أنصار ادريس لشكر الذي بدأت الضربات تنهال عليه من قبل من كان يعتقد أنهم من المقربين جدا، وكانت له عليهم أفضال لا تعد ولا تحصى، ضمنهم من وصلوا إلى قبة البرلمان. والهدف من كل ذلك، قطع الطريق عليه، وتسليم المفاتيح، وعدم التحكم في الإعداد للانتخابات المقبلة. عبد الله الكوزي

“شاعلة” بين لشكر وبنعبد القادر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال أستاذ يروج "القرقوبي"

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات