“الطريق إلى كابول”… كوميديا مغربية تستحق المشاهدة

يخرج إلى القاعات السينمائية في 25 أبريل الجاري، فيلم "الطريق إلى كابول" للمخرج إبراهيم الشكيري، من بطولة عدد من الفنانين المغاربة المتميزين من بينهم الفنان القدير محمد بنبراهيم ورفيق بوبكر وسعيد باي وربيع القاطي وعزيز دادس وأمين الناجي ويونس بواب، إضافة إلى فاطمة بوشان وكليلة بونعيلات... يتطرق الفيلم إلى موضوع الهجرة، في قالب كوميدي ساخر، استطاع من خلاله المخرج وكاتب السيناريو في الوقت نفسه، الوصول بسهولة إلى قلوب المشاهدين الذين تتبعوا عرضه الأول الخاص بالصحافة في قاعة سينما "لانكس"، التي سادت فيها أجواء الضحك والمرح طيلة مدة عرض الفيلم، وكأن الأمر يتعلق بمسرحية هزلية بطلها الزعيم عادل إمام أو سعيد صالح، أو "مسرح الحي"، حين كانت هذه الفرقة ما زالت قادرة على إضحاك الجمهور.تدور أحداث الفيلم حول أربعة أصدقاء شباب، علي وحميدة ومبارك ومسعود، يعانون ظروفا عائلية واجتماعية صعبة بسبب البطالة، ويقضون أوقاتهم إما في التسكع وتناول "الحشيش"، أو في السرقة والنصب. وكل ما يجنونه في اليوم يسطو عليه أحد رجال الأمن الفاسدين، الذي يترصد كل تحركاتهم وأفعالهم، ويهددهم بالسجن في كل مرة. ومن أجل الهروب من هذا الواقع المرير، يلجؤون إلى خدمات "حراك"، يعدهم بتسفيرهم إلى هولندا مقابل مبلغ مالي مهم لكل واحد منهم. ولضعف الإمكانيات، لم يستطيعوا سوى تدبير مبلغ يكفي لواحد منهم فقط، فقرروا أن يكون حميدة أول من يغادر، في انتظار أن يرسل لهم من هولندا باقي المبلغ.يسافر حميدة وتنقطع أخباره، إلى أن يكتشف أصدقاؤه أنه وصل عن طريق الخطأ إلى أفغانستان، فيقرروا أن يبدؤوا رحلة البحث عنه، وهي الرحلة التي لم تكن لتخلو من مغامرة وإثارة، خاصة بعد أن رافقهم فيها "الحراك" النصاب ووالدة حميدة، "الشوافة".يمزج فيلم الشكيري بين الكوميديا والحركة مع جرعة خفيفة من التراجيديا، وهي خلطة سحرية أجاد المخرج اختيار مكوناتها، ليخرج لنا عملا فنيا متكاملا، خاصة أنه نجح في توظيف تقنيات الإنارة والموسيقى التصويرية والمونتاج والأزياء وديكورات وأماكن التصوير (اختيار مدينة طاطا وكأنها كابول الأفغانية كان موفقا جدا)، إضافة إلى الاستعانة بسيناريو سلس وذي إيقاع متوازن، (وهو العنصر الذي نادرا ما يتوفر في أغلب الأعمال السينمائية المغربية) والإدارة الجيدة والموفقة للممثلين الذين أبدعوا جميعهم في الفيلم، خاصة عزيز دادس، الذي سيشاهده الجمهور المغربي في دور مختلف تماما وجديد، يعلن من خلاله ولادة موهبة كوميدية مغربية حقيقية."الطريق إلى كابول" لا يهدف إلى إضحاك المشاهد من خلال التهريج أو افتعال "الإيفيهات" والنكات "الحامضة"، بل يعتمد كوميديا المواقف، ويركز على التشويق والمفاجآت والإثارة، من خلال اللعب على أحداث غير متوقعة لدى المشاهد، تجعله إما يحبس أنفاسه من الترقب، أو يدخل في هيستيريا من الضحك الجميل والراقي.من جهة أخرى، ركز الفيلم، ولو بشكل عابر لكنه ذكي، على العديد من المواضيع مثل حرب الولايات المتحدة الأمريكية "المزعومة" على الإرهاب من أجل المصلحة الشخصية ل"جنرالاتها"، وعلى النظرة السطحية التي ينظرها المتطرفون إلى الإسلام، كما عرج على شخصية بن لادن نفسها، من خلال دور علي شاه بنقدور، الذي أداه باقتدار الفنان سعيد باي، (كان له مرور قصير في الفيلم لكنه قوي جدا).يستحق "الطريق إلى كابول" المشاهدة فعلا، كما يتوقع أن يكون الأول في "بوكس أوفيس" الأفلام المعروضة إلى جانبه في القاعات الوطنية، لأنه باختصار عمل فني متميز وكوميديا مغربية لا علاقة لها بمحاولات الإضحاك المستفزة التي يلجأ إليها بعض المهرجين المتطفلين على الكوميديا والإخراج. نورا الفواري

“الطريق إلى كابول”… كوميديا مغربية تستحق المشاهدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خبراء المحاكم... وضعية مبهمة تنتظر الإصلاح

الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفن التشكيلي بأزمور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات