مصحات بمراكش…على جناح “العناية الإلهية”

يفضل العديد من سكان مراكش التوجه إلى المصحات الطبية الخاصة عوض المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة العمومية، وأوضح بعض السكان في تصريحات متطابقة أن العلاج بمؤسسات الدولة ينطلق من «سبيطار الحومة»، حيث العلاج يخضع في غالب الأحيان إلى مزاج الممرضين، قبل التوجه إلى المركز الصحي، أو المستشفى الإقليمي حيث يجدون طوابير طويلة يضطر معها المريض إلى تقديم إتاوات للظفر بسرير للخضوع إلى عملية جــــراحية. وأوضح بعض المرضى أنهم اتصلوا في وقت سابق بطبيب جراح بمستشفى ابن طفيل عبر بعض السماسرة ليضرب لهم موعدا ويتقدموا إلى المستشفى حيث تجرى العملية ويتوفر السرير في رمشة عين. وأكد أنصار المصحات الطبية الخاصة أن هذه الأخيرة توفر عناية كبيرة خصوصا بعد إجراء العملية، حيث يتفقد الطبيب المريض كل يوم بالإضافة إلى حضور الممرضين بجانبه طيلة فترة وجوده بالمصحة، عكس مستشفيات الوزارة حيث تنعدم شروط الصيانة والمتابعة الطبية.في حين يرى البعض الآخر أن أغلب المصحات الطبية بالمدينة تقدم خدمات بأثمان خيالية تضاهي أثمان الفنادق المصنفة، وأشار أحد السكان ممن التقتهم الصباح إلى أن مسؤولي إحدى المصحات طلبوا منه مبلغ 3500 درهم في مدة لم تتعد خمس دقائق أجهضت خلالها زوجته واضطر إلى نقل الجنين إلى المقبرة مباشرة من المصحة بعد أداء المبلغ المذكور. وأفاد أحد سكان سيدي يوسف بن علي أن إحدى المصحات طالبت أسرته بدفع 18 مليون سنتيم مقابل تسلم جثة الأب واتضح بعد ذلك أن الهالك فارق الحياة قبل تسلم جثته بيومين حسب شهادة الشخص الذي تكلف بغسله. وأكد مريض يعاني ألما في الكليتين أنه اتجه إلى إحدى المصحات الخاصة وقدم له الطبيب قنينتين من السيروم بمبلغ 5000 درهم لما قضى يوما بالمصحة التي دخلها في شبه غيبوبة. كما أن الرضيع ياسر دخل إحدى المصحات قصد تلقي العلاجات الضرورية بسبب عجزه عن قضاء حاجته خضع إثرها لثلاث عمليات جراحية ليغادرها بإعاقة حدد أربع أطباء أخصائيين نسبتها في 70 في المائة، ويضطر الطفل ذو الثمانية سنوات حاليا إلى استعمال الحفاظات للتحكم في إفراز الفضلات مما يؤثر على نفسيته. وذكر أب الضحية أنه كان يعاني انسداد أمعائه نتيجة التواء فيها ما أدى إلى انقباضها وحال دون قضاء حاجته الطبيعية، متهما المسؤولين بالمصحة المذكورة بعدم الاهتمام بالطفل مشيرا إلى أن ابنه لم يكن في حاجة لأي عملية جراحية منذ البداية بناء على تقرير خبرة طبية أوكل القيام بها لخبير محلف من طرف المحكمة الابتدائية بمراكش، أكد أن جميع الفحوصات الإشعاعية التي اخضع لها الضحية تنقصها الدقة. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المراكشيين اضطروا إلى اللجوء إلى القضاء لحل مشاكل عالقة مع بعض المصحات نتيجة إهمال أو خطأ طبي، بعضهم فقد أحد أقاربه، والبعض الآخر غادر المصحة بعاهة مستديمة. كما تقدمت أرملة الفقيد عبد الرحمن سليم بشكاية إلى الوكيل العام للملك باستئنافية مراكش تحت عدد 231/ س / 2007 تتهم فيها طبيبا ومدير مصحة بالقتل الخطأ جاء فيها أن « الضحية خضع لعملية جراحية من أجل استئصال الحويصلة على يد الطبيب التابع للمستشفى العسكري ابن سينا والذي أكد بعد إجراء الفحوصات القبلية على الهالك بأن العملية سهلة جدا ولا تتطلب جراحة كبيرة بل ثقبين في البطن، ما شجع الهالك على إجرائها خصوصا بعد اشتداد الألم عليه. وأشارت الشكاية إلى أن «الهالك بعد زوال التخدير بدأت حالته في التراجع والتدهور، في حين لم يكلف العاملون بالمصحة أنفسهم حتى الاطلاع على أحواله صحته إلى حين تدخل أحد أصدقائه ليتم الاتصال بالطبيب الجراح الذي أنزله مرة أخرى إلى غرفة الفحوصات حيث اتضح أن سائل الحويصلة غمر بطن الهالك، ما يدل على خطأ في العملية ليضطر الطبيب إلى فتح بطن الهالك كلية لغسله من سائل الحويصلة غير أنه بعد إجراء العملية الثانية بدأت حالة الهالك الصحية في التدهور ليدخل في غيبوبة وبقي في الإنعاش الاصطناعي لمدة يومين إلى أن حاول صاحب المصحة نقله إلى مصحة بالبيضاء ادعى أنها مختصة في حالة الإنعاش غير أن القدر كان اسبق فأسلم الهالك الروح لبارئها على متن سيارة الإسعاف ليعاد إدخاله جثة هامدة إلى المصحة، الأمر الذي لم يقبله مديرها الذي أوصى الأسرة بنقل الجثة إلى المنزل. والسيدة عزيزة من مواليد 1981متزوجة وأم لطفل دخلت مصحة خاصة من أجل إجراء عملية جراحية بسيطة و سهلة حسب بعض الأطباء متمثلة في استئصال ورم يعرف ب(boipsie) لا تتطلب وقتا طويلا حسب الطبيب المعالج لكنها أصيبت بعد العملية بشلل نصفي مع فقدان النطق نتيجة خطأ طبي، حسب شكاية أسرتها الموجهة إلى وكيل الملك بابتدائية مراكش. وأوضح بعض المراكشيين أن الأخطاء الطبية لا تعد حكرا على المصحات الطبية ذلك أن العمليات الجراحية المنجزة بالمستشفيات العمومية تخلف العديد من القتلى والمعوقين نتيجة العدد المهول للأخطاء الطبية المرتكبة في حقهم، وأشاروا إلى القضايا العديدة المعروضة على محاكم المدينة الحمراء من طرف المتضررين من هذه الأخطاء والتي غالبا ما تترتب عنها حالة وفاة أو عجز دائم كحالة الطفل عبد الإله ( 14 سنة ) والذي دخل إلى مستشفى ابن زهر من أجل علاج ألم في رأسه وبطنه ليغادره مقعدا بعد إصابته بشلل في رجليه ويده اليسرى، وحملت أسرته في شكاية لها المسؤولية للطبيب المعالج الذي حقنه بحقنة غير صالحة. كما أكد رجل آخر أنه كان ضحية خطأ طبي بعد خضوعه لعملية جراحية لتصحيح البصر لم تكلل بالنجاح. محمد السريدي (مراكش)

مصحات بمراكش…على جناح “العناية الإلهية”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاء وأكادير تتنافسان على رئاسة جمعية هيآت المحامين

مصحات بالبيضاء...بالوعة أموال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات